احتفل فريق مولودية قسنطينة يوم الخميس الفارط، بالذكرى 78 لتأسيسه المصادفة 14 ديسمبر 1939، بحضور العديد من الشخصيات الكروية الوطنية البارزة، وعلى رأسهم عدد من لاعبي المنتخب الوطني لجيل 82 وتشكيلة الشرق الجزائري وتشكيلة الغرب. وكانت الأجواء مميزة خلال هذه الاحتفالية التي كانت بطعم مر، في ظل الظروف التي يعيشها الفريق وقبوعه في قسم الهواة بعيدا عن الأدوار الرئيسة التي كان يلعبا في وقت مضى، والأمجاد التي صنعها الجيل الذهبي لفريق الموك. بالمناسبة، استضاف ملعب «الشهيد بن عبد المالك رمضان»، الدورة الكروية المصغرة التي أقيمت بالمناسبة، بتنظيم مباريتين، الأولى جمعت بين تشكيلة الشرق الجزائري بقيادة عاشور نجار، وضمت أسماء بارزة في محيط الكرة القسنطينية، على غرار فؤاد سدراتي، سمير بودماغ والدبشي وتشكيلة مولودية قسنطينة في سبعينيات القرن الماضي بقيادة قموح، بركات وفندي، لتجمع المقابلة الثانية بين فريق مولودية قسنطينة لثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والتي مثلها العديد من الأسماء في شكل عز الدين بهلول، موسى مبارك، كمال بلارة، سمير حوحو، أحمد قربوعة وأحمد سميّر، وفريق جيل 82 للمنتخب الوطني الجزائري بقيادة لخضر بلومي ومشاركة العديد من الأسماء في شكل نصر الدين دريد، عمر بتروني، زبير باشي، ووجوه من جيل التسعينيات للمنتخب الوطني في شكل عبد الحفيظ تاسفاوت، طارق غول، عرفات مزور ومراد سلاطني، تحت إشراف رئيس ودادية لاعبي المنتخب الجزائري علي فرقاني، حيث استمتع الجمهور الحاضر بعروض كروية شيّقة رسمها أبطال صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية. الاحتفالية تواصلت بتسليم الكؤوس للفرق المشاركة وسط حضور جماهيري محدود، حيث أشرف ياسين سيفي مدير الشباب والرياضة بالولاية وعبد الكريم وابري مدير الأمن الولائي، على تسليم كأسي الدورة؛ كأس لفريق قدماء لاعبي المنتخب الوطني وكأس لفريق قدماء لاعبي مولودية قسنطينة، لينتقل المشاركون بعدها مباشرة إلى المدينة الجديدة «علي منجلي»، حيث أقيم الحفل الشرفي الذي أحياه المطرب أحمد عوابدية والذي امتد إلى منتصف الليل وشهد العديد من التكريمات للاعبين القدامى، الأحياء منهم والأموات والوجوه الكروية التي شاركت في الدورة. كما عرف الحفل حضور السلطات المحلية ممثلة في الأمين العام للولاية ومدير الشباب والرياضة وبعض الوجوه الكروية من شرق البلاد، وعلى رأسهم حميد رحموني اللاعب السباق لوفاق سطيف، وحسان مجبوري اللاعب السكيكدي الذي تألق مع فريق شباب قسنطينة، مع الحضور المميز لعبد الحق بن باديس الأخ الأصغر للعلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، في غياب تام للرؤساء السابقين لفريق الموك. ولم يفترق الجمع إلاّ بالتأكيد على مواصلة الجهود من أجل إنقاذ فريق مولودية قسنطينة من الوضع الذي يعيشه، والحرص على مواصلة العمل في إطار تذكير الجيل الجديد بأمجاد الأجيال الفارطة وتضحياتهم من أجل ألوان الفرق التي لعبوا لها. إعانة ب 20 مليون دج لفريق الموك اغتنم والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، تواجده بملعب «الشهيد بن عبد المالك رمضان»، ليكشف عن إعانة مالية قدمها للفريق مقدّرة ب 20 مليون دج، حيث أكد الوالي ل «المساء» أن فريق مولودية قسنطينة من الفرق الكبيرة التي صنعت أمجاد الكرة الجزائرية، ولن يدخر أي جهد في إعانته والوقوف معه. وقال والي قسنطينة إنه سعيد بمشاركته في هذه الاحتفالية في ظل تواجد أسماء كروية بارزة من اللاعبين القدامي وعلى رأسهم قدماء المنتخب الوطني، مضيفا أن هذا الحضور يؤكد التزام السلطات المحلية بإعانة الفرق الرياضية، خاصة التي شرفت ولاية قسنطينة والشرق الجزائري، وكان لها تمثيل قاري. جمال عدلاني:أقمنا هذه الاحتفالية حتى لا ننسى شارك جمال عدلاني، اللاعب السابق للموك ورئيس جمعية قدماء لاعبي مولودية قسنطينة، في هذه الاحتفالية رغم الحدث المحزن الذي ألم بعائلته، بفقدانه شقيقته، حيث أبى إلا أن يكون حاضرا ويشارك في المقابلة. وأشار ل»المساء» قبل مغادرة الملعب إلى أنّ هذه المناسبة جاءت لتذكير الجيل الجديد بما صنعه لاعبو مولودية قسنطينة في السنوات الماضية، معتبرا أن الوضع الذي توجد عليه المولودية بلعبها في قسم الهواة، غير مقبول تماما، وكان بسبب سوء تسيير الإدارات المتعاقبة والمحيط المتعفن، مطالبا بوضع اليد في اليد من أجل مصلحة الفريق وإعادة الموك إلى أمجادها الماضية. علي فرقاني: «الموك» لا يستحق اللعب مع الهواة اعتبر رئيس ودادية قدماء لاعبي المنتخب الوطني علي فرقاني، على هامش احتفالية فريق مولودية قسنطينة بذكرى تأسيسها 78، أن الموك فريق كبير وعريق ومن أبرز الفرق في الجزائر، مؤكدا أن الوضعية التي يوجد عليها حاليا، لا تشرّف ألوان وتاريخ هذا النادي الذي قدّم العديد من اللاعبين الدوليين. وأكد فرقاني أنه يتمنى عودة الموك على الأقل إلى القسم الثاني، مضيفا أن الودادية تلقت دعوة من جمعية قدماء لاعبي الموك وما كان عليها إلا تلبية هذه الدعوة بكل فرح وسرور، بحضور لاعبين دوليين من الغرب، الوسط والشرق الجزائري. ووجّه نداء من أجل العمل اليد في اليد وإرجاع الفريق إلى المراتب التي يستحقها. وطالب بالاقتداء بالفريق الجار شباب قسنطينة، الذي أصبح يحقق نتائج إيجابية من سنة إلى أخرى بفضل حسن التسيير والتفاف الأنصار حوله. اللاعب السابق قموح: لا بدّ من إعلاء مصلحة الفريق عبّر اللاعب السابق لمولودية فسنطينة قموح، أحد صناع أمجاد الفريق في فترة السبعينات رفقة فندي وكروكرو، عن سعادته الكبيرة بتواجده في احتفالية الذكرى 78 من التأسيس. وقال ل «المساء» إنه تلقّى بسرور الدعوة ولم ينتظر كثيرا، حيث جاء من فرنسا من أجل المشاركة في هذا الحدث الرياضي المهم بالنسبة له كواحد من عائلة المولودية. وقال قموح إنه يتمنى أن تتحسن أوضاع فريق المولودية وأن يعود إلى القسم الأول أو الثاني على أقل تقدير، معتبرا أن تاريخ المولودية عريق ولا يمكن أن تبقى تلعب في قسم الهواة، مطالبا الجميع بالعمل لمصلحة الفريق بعيدا عن الصراعات الشخصية والحسابات الضيقة. ❊ز. الزبير