لم تقدر مولودية وهران على الثأر من مضيفتها البجاوية، في مباراتهما التي جمعتهما أول أمس بملعب «الوحدة المغاربية» في بجاية، برسم الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية، وتجرعت مرارة الإقصاء للمرة الثالثة على يد نفس الفريق الذي استحق أن يلقب ب»الشبح الأسود» ل»الحمراوة»، إذ يكفي الهدف الوحيد الذي سجله صالحي من علامة الجزاء في الد 80 ليبخر آمال الوهرانيين، الذين وضعوا الكأس هدفا هذا الموسم، مدفوعين برغبة الأنصار، ومشوارهم الطيب على صعيد البطولة. حملت مجموعة كبيرة من أنصار مولودية وهران، مسؤولية الإقصاء للمدرب معز بوعكاز، الذي خاب حسبهم - هذه المرة في تحديد معالم تشكيلة قوية، ومتجانسة بمقدروها الوقوف بندّية أمام مولودية بجاية، وأعابوا عليه مواصلة إقحامه للثلاثي المنتدب الجديد (منصوري، شيبان ووعبدات) دفعة واحدة، رغم عدم جاهزيته لخوض غمار مثل هذه المباريات - حسبهم دائما - واستدلوا بالوجه الشاحب لثلاثتهم، وعدم مقدرتهم على مسايرة ريتم المباراة، خاصة لما رفع البجاويون من إيقاع اللعب في المرحلة الثانية، مما أضر بالتشكيلة الوهرانية عموما، ولحسن حظها أن خبرة بعض لاعبيها، والاستعداد البدني للبعض الآخر، كانا حاضرين مما جنبها تلقي أهداف أخرى. غير أن المدرب بوعكاز رد على منتقديه بواقعية، لما أكد أنه عمل بما توفر عليه من عناصر جاهزة، معترفا أن الغيابات المؤثرة لكل من عواد ومكاوي، وعدم تعافي هريات بشكل تام من إصابته، أخلطت حساباته، مما جعله يغير خطة لعب فريقه، بالإضافة إلى قوة المنافس واندفاعه الشديد بملعبه، وأمام جماهيره، وهما عاملان لهما وزنهما في مثل هذه المواجهات، حسب بوعكاز الذي لفت إلى ضرورة العناية بالتشكيلة الشابة التي تمتلكها مولودية وهران، وعدم تحميلها فوق طاقتها، وضرورة مواصلة العمل على صعيد البطولة، لنيل مرتبة متقدمة تكون مكافئة لجهود جميع «الحمراوة» في هذا الموسم الصعب. من جانب آخر، أبدى أنصار المولودية الوهرانية أسفهم الشديد بسبب حرمانهم من ولوج ملعب «الوحدة المغاربية»، ومشاهدة فريقهم ومناصرته عن قرب، معتبرين الأمر ضربة موجعة لقوانين اللعبة التي تجبر تخصيص أماكن بالملعب لفائدة أنصار الفرق الزائرة، خاصة أن ما يربو عن ألف مناصر حمراوي كابدوا مشقة السفر إلى مدينة بجاية، وعادوا خائبين بسبب عدم تمكنهم من الجلوس بمدرجات الملعب، والأكثر مرارة الإقصاء من سباق الكأس. م.سعيد