لم تحتفل مولودية وهران مع أنصارها، كعادتها بنقطة التعادل التي أحرزت عليها من خارج ديارها، وهذه المرة بملعب الوحدة المغاربية في بجاية من أمام المولودية المحلية، بسبب أحداث الشغب التي صاحبت المقابلة، والتي عكرت صفوها ونتمنى أن لا تصل إلى علاقة الفريقين وجماهيرهما ، وأدت إلى توقفها مرتين بسبب اجتياح أنصار مولودية وهران لأرضية الميدان هربا من وابل الحجارة التي كانت تتساقط عليهم من خارج أرضية الميدان، مما أدى حسب حصيلة بعين المكان، إلى إصابة 15 مناصرا حمراويا، أربعة منهم في حالة حرجة، استدعت نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهناك إصابات عولجت بداخل أرضية الميدان من قبل أعوان الحماية المدنية التي بذلت جهودا كبيرة أول أمس. وجهات نظر متباينة، صاحبت أحداث ملعب الوحدة المغاربية. فمن جهة، حملت أطراف من النادي البجاوي أنصار المولودية الوهرانية، بأنهم المتسبب الأول فيما حدث باستفزازهم للبجاويين من سكان وأنصار بالسب والكلام الفاحش، فكان الرد طبيعيا، بحسبهم دائما، وما على الرابطة الوطنية سوى الضرب بيد من حديد، وعدم السماح للأنصار بمرافقة فرقهم لتفادي مثل هذه المشاكل والأحداث، حسب هذه الأطراف دائما، فيما تذهب أطراف أخرى إلى اعتبار ماوقع انعكاس لما يحدث في بيت مولودية بجاية بين مسيريه. وهنا يتساءل مسيرون وهرانيون، ومعهم متتبعون عن دور أعوان الملاعب في تنظيم مثل هذه المقابلات الهامة، حيث تحدثوا عن مضايقات مورست على كرسي بدلاء المولودية قبل انطلاق المقابلة، وما حدث ل«الحمراوة» خلالها في غياب أي دور فعّال من قبل هؤلاء، وذكّروا بأن أنصار «الموب» كانوا دائما محط إعجاب واستقبال مميز في السنوات الثلاث الماضية بمدينة وهران، ولم يتعرض لهم أحد بسوء رغم أن فريقهم أقصى المولودية مرتين من سباق كأس الجزائر، والجارة جمعية وهران مرة واحدة وبملعب أحمد زبانة في وهران بالذات، ومنه يطالبون الرابطة الوطنية، وقبلها مراقب المقابلة الذي كلفته أول أمس بملعب الوحدة المغاربية في بجاية، بالنزاهة في إعداد تقريره. بعض العائدين من أنصار المولودية الوهرانية من مدينة بجاية، والذين التقت بهم «المساء»، قالوا بأنهم عاشوا الجحيم بملعب الوحدة المغاربية في بجاية، مؤكدين أن الإصابات التي لحقت بعضهم، كانت بفعل الحجارة المنهالة عليهم من خارج الملعب، ولم يكن هناك تراشق بين أنصار الفريقين بدليل –يضيفون – أن جل المصابين المسجلين هم من بين صفوفهم دون غيرهم، وطالبوا من إدارة فريقهم توخي الحيطة والشجاعة والحكمة لإعداد تقرير شامل حول ما حدث لهم ولفريقهم ببجاية، لتفادي أية عقوبة قد تلحق المولودية الوهرانية بحرمانها من جمهورها، مؤكدين أنهم ولجوا أرضية الميدان هربا وحفاظا على حياتهم، وليس بغية توقيف المقابلة، وأنهم يتوفرون على صور تثبت تعرضهم لمضايقات، وحتى لتكسير مركباتهم، وحمدوا الله على عدم وجود وفيات بينهم، بعد تأكيد رئيس الفريق أحمد بلحاج المدعو «بابا» للأمر، بعد إجرائه مكالمات هاتفية مع الأطراف المعنية. ورغم ذلك، تمنى «الحمراوة» حظا سعيدا لمولودية بجاية، ومخرجا سعيدا لمشاكلها التي قد تعصف بها، والتي تعد رغم وضعيتها الصعبة في لائحة الترتيب فريقا جيدا، والدليل في الشوط الثاني المميز الذي قدمه أمام «الحمراوة»، والذي لم يتوجه بانتصار بسبب سوء الحظ، وكذلك «الفورمة «الكبيرة لحارس المولودية الوهرانية ناتاش الذي أبطل مفعول هجماته الخطيرة، ومنها ضربة جزاء صحيحة أعلن عنها الحكم بوكواسة في الد64. وفي المحصلة النهائية، فإن الخاسر في كل هذا؛ الكرة الجزائرية التي ضربت أول أمس في مقتل، وهي التي تعاني أصلا من مشاكل فنية وتنظيمية، فما على المعنيين والماسكين بشؤونها إلا العمل بصدق لإخراجها من مأزقها، ومحو هذه الصور السيئة بمختلف ملاعبنا. 44 جريحا خلال مباراة «الموب» و«الحمراوة» أسفرت المناوشات التي حدثت قبل، خلال وبعد مباراة مولودية بجاية ومولودية وهران التي جرت أول أمس الجمعة بملعب الوحدة المغاربية، لحساب الجولة الثانية عشر من الرابطة المحترفة الأولى، عن 44 جريحا من الفريقين، حسبما علمناه من المصالح المعنية، حيث أن 25 منهم تلقوا العلاج على مستوى مستشفى خليل عمران، في حين تمت معالجة البقية بعين المكان. للتذكير، اضطرت مصالح الأمن إلى إخراج أنصار فريق مولودية وهران من الملعب، والمقدر عددهم بحوالي 800 مناصر، بعد أن تسببوا في توقيف المباراة على مرتين، كما أنهم قاموا بأعمال تخريبية عند خروجهم من الملعب بتكسير عدد كبير من السيارات واعتدائهم على المحلات التجارية، مما جعل سكان مختلف أحياء مدينة بجاية ينددون بهذه الأعمال ويطالبون من المصالح المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة مستقبلا.