ترى الخبيرة نصيرة حداد، مقاولة ونائب رئيس منتدى أرباب العمل، أن نجاح المرأة في النشاط المقاولاتي يبنى بالدرجة الأولى على الفكرة التي تراهن عليها، فإن كانت تتجاوب ومحيطها وبقليل من الصبر والدعم ستنجح، لا محالة، في تحقيق مشروعها وتحويله إلى واقع ملموس. التقتها «المساء»مؤخرا بمناسبة مشاركتها في يوم دراسي حول المقاولاتية النسوية، وتحدثنا إليها حول عوامل نجاح المرأة التي تختار التأسيس لمؤسسة مصغرة، فكان هذا اللقاء. ❊❊ بحكم تجربتك ما هي الشروط الأولى التي ينبغي أن تتوفر في من تختار خوض تجربة المقاولاتية؟ — في البداية أحييّ النساء اللواتي خضن تجربة المقاولاتية ونجحن في تأسيس مؤسساتهن رغم ظروفهن الصعبة. أما ما يتعلق بشروط النجاح فهي شروط يمكن أن تكون مطلوبة في أي نشاط آخر، لعل أهمها الإرادة القوية، بمعنى أن تكون واثقة من مشروعها الذي اختارته، وأن تكون متمسكة به، وعلى يقين بأنّ هذا ما ترغب حقا في القيام به، وهذا يدخل في إطار الثقة لما نتطلع إليه، هذا من جهة، إلى جانب التركيز على التكوين وهو في غاية الأهمية، إذ لا بد لكل امرأة بعد أن تختار فكرة المشروع. وقبل القيام بأيّ خطوة عليها أن تتكون في المجال الذي اختارته، والمعاهد والمراكز التي تؤمّن التكوينات موجودة، فإن تحقّق هذان الشرطان تكون القاعدة الأولى التي تؤسس لمؤسسة ناجحة قد وُضعت، ومن ثمة يجري الانتقال الى المراحل الأخرى المتعلقة بالتجسيد الميداني. ❊❊ هل تملك المرأة الجزائرية المؤهلات التي تجعلها مقاوِلة ناجحة؟ — في الواقع أنا متفائلة جدا، لأن المرأة الجزائرية تملك عدة مؤهلات، فضلا عن انتهاج الدولة لسياسة تمكين المرأة من التوجه نحو مختلف الهياكل، غير أنّ الإشكال المطروح والذي ينبغي لمختلف الهياكل أن تأخذه بعين الاعتبار، هو توجيه المرأة نحو المشاريع التي تتجاوب وإمكانياتها وتعكس إقليمها أو بيئتها، فمثلا إذا كانت صاحبة المشروع امرأة ريفية تقطن بمنطقة جبلية، لا بد أن يكون المشروع الذي تقدّمه يعكس ما تزخر به المنطقة، كتقديم مشروع يتعلق بتربية النحل أو إنشاء مستثمرة فلاحية أو تربية الحيوانات، هذه النقاط غاية في الأهمية وتغفل عنها بعض النساء، الأمر الذي يطرح أهمية التوجيه قبل طلب الحصول على الدعم للشروع في تجسيد المشروع. ❊❊ألا تعتقدين أن هناك إقبالا كبيرا على بعض المشاريع دون أخرى؟ — بالفعل، وهذا إشكال آخر، حيث نجد بعض النساء من منطقة معيّنة عندما يقررن التأسيس لمؤسّسة يتبنين نفس المشروع كتربية النحل مثلا، وهذا خطأ، إذ يُفترض لنجاح المقاولاتية التأسيس للسلسلة المؤسساتية، بمعنى من يتكفل بإنشاء مؤسسة خاصة بإنتاج العسل، ليس هو من يتكفل بالتسويق، ومن يتكفل بالتسويق لا بد أن لا يكون الشخص المعني بعملية التوزيع، وهذا ما لا نجده في الواقع الذي يُفترض أن يكون لإنجاح العمل المقاولاتي أو ما يسمى في لغة الاقتصاديين بالقيمة المضافة. ❊❊ ما الذي تقترحينه لتحقيق السلسلة المقاولاتية؟ — تنظيم سوق المقاولاتية في الجزائر يحتاج إلى إنشاء بنك للمشاريع لا بد أن يتماشى ومتطلبات كل منطقة هذا من جهة، وينبغي لهياكل الدولة أن تتماشى وما يحويه البنك من مشاريع من أخرى، كما أن معاهد التكوين من خلال ما تقترحه من برامج تكوينية، لا بد هي الأخرى أن تستجيب لفحوى البنك، بهذه الطريقة فقط يمكننا أن ننجح في التأسيس لمؤسسات ناجحة في مختلف المجالات. ❊❊ هل من كلمة أخيرة؟ — أشجع كل النساء على اقتحام عالم المقاولاتية في ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها. واليوم كل المجالات مطلوبة للاستثمار فيها، سواء تعلق الأمر بالنسيج أو الاستثمارات الفلاحية أو اللباس أو العسل أو الطبخ التقليدي، فقط لا بد من الخضوع لتكوين وتوجيه. وبالمناسبة نقوم اليوم كمقاولين، بدورات لمرافقة الفتاة التي تختار طريق المقاولاتية حتى تنجح في هذا المجال. ❊ حاورتها: رشيدة بلال