استطاعت جميلة عبيد، المكلفة ببطاقية الاعتراف بمديرية المجاهدين لولاية الطارف، أن تقطع مسيرة 33 سنة منذ توظيفها بمديرية المجاهدين في الولاية، التي تحمل أسماء مجاهدي القاعدة الشرقية وأرامل الشهداء وأرامل المجاهدين، حتى أصبحت تحفظ أسماء جميع أعضاء الأسرة الثورية من تاريخ الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، وكذا المنظمة المدنية لجيش التحرير الوطني، إلى تاريخ الوفاة. ارتبط اسم جميلة عبيد بأفراد الأسرة الثورية، خاصة الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني من القاعدة الشرقية التي كانت تضم عنابة، قالمة، سوق اهراس، الطارف وتبسة، حيث ظل المجاهدون يستخرجون كل وثائقهم، خاصة شهادة العضوية من مديرية المجاهدين لولاية الطارف، فكانت جميلة عبيد خير رفيق لهذه الفئة، وأكدت خلال حديثها ل«المساء"، أنها تستقبل يوميا أكثر من 3 أخبار لوفيات في الأسرة الثورية، من مجاهدين عايشتهم منذ التحاقها بمديرية المجاهدين بولاية الطارف، من عدة ولايات، وهم اليوم في تناقص اليوم بعد الآخر. كما تحفظ جميلة عبيد أسماء المجاهدين المقعدين في البيوت، الذين تتذكرهم جميعهم، كما أنها تتواصل معهم من خلال زيارتهم في المنازل والمستشفيات، حتى أصحبت تربطها بهم علاقات عائلية، فأصبح اسمها على لسان المجاهدين وأرامل الشهداء وأبنائهم ممن يقصدون مديرية المجاهدين لولاية الطارف. جميلة عبيد لا تعرف الأسرة الثورية عن طريق جهاز الإعلام الآلي، وإنما رسخت أسماء أفرادها وتواريخ ميلادهم في ذاكرتها، وهي اليوم على مشارف التقاعد من مديرية المجاهدين لولاية الطارف، وقد أكدت في حديثها ل«المساء"، أنها تعلقت كثيرا بفئة المجاهدين وأرامل الشهداء والمجاهدين وأبنائهم الذين تعلمت معهم، حسب تعبيرها، الجهاد في سبيل الله والاستقلال الذي ننعم به اليوم. وأشارت بالقول إلى أنها تتلقى التهاني من طرف الأسرة الثورية كل سنة، بمناسبة عيد ميلادها المصادف ل18 فيفري لعيد الشهيد الذي تعتز به كثيرا. ❊محمد صدوقي