أجمع رؤساء الاتحاديات المعنية، بأن الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب التي ستستضيفها الجزائر من 19 إلى 28 جويلية القادم، فرصة لتجديد وتشبيب نخبها وإعدادها لتحقيق نتائج جيدة في المستقبل. أوضح مسؤولو الهيئات الفيدرالية التي التقت «المساء» معهم بدار الاتحاديات بدالي إبراهيم، أن الموعد التنافسي سيمنح فرصتان للحركة الرياضية، الأولى تتعلق باكتشاف المواهب الشابة، أما الثانية فتتمثل في تجديد المنشآت الرياضية المختلفة، الأمر الذي سيمكن مختلف الاختصاصات الرياضية من تجديد تعداد نخبها الوطنية. بهذا الخصوص، ذكر رئيس الاتحادية الوطنية للسباحة، عبد الحكيم بوقادو، أن الرياضيين الذين سيشاركون في الألعاب الإفريقية للشباب صغار وينتمون إلى الفئة العمرية بين 14 و18 سنة، مما يعني أن سلم ارتقائهم سيكون في منحنى تصاعدي وبوتيرة سريعة، وهذا يعني أنه في حالة استفادتهم من الإمكانيات المادية والبيداغوجية المناسبة فإن مردودهم سيكون بالتأكيد إيجابيا في المستقبل، مبرزا في الوقت نفسه أن هؤلاء الرياضيين سيكونون قادرين على حمل مشعل الرياضة الجزائرية في فئة الأكابر في المواعيد التنافسية الكبيرة، مثل بطولات العالم والألعاب الأولمبية وغيرها من المحطات الهامة. من جهته، أوضح رئيس اتحادية الكاراتي دو، سليمان مسدوي، أن هذه الألعاب الإفريقية للشباب 2018، تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة التي وفرت كل الإمكانيات لضمان التنظيم الجيد لهذه التظاهرة الإفريقية، مشيدا بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها سلطات ولاية الجزائر في إعداد وتهيئة المرافق التي ستحتضن هذه المنافسة. أضاف أن التشكيلات الوطنية مجبرة على بلوغ نتائج فنية إيجابية تتطابق مع طموحات الدولة الجزائرية، التي تهدف إلى تحقيق النجاح المزدوج على الصعيدين التنظيمي والفني، مستطردا بقول وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، الذي مفاده أن الجزائر تطمح إلى تحقيق تنظيم مشرف لهذه الألعاب، بالإضافة إلى حصد أكبر عدد ممكن من الميداليات.. هذا الهدف بديهي ومشروع باعتبار أننا البلد الذي يستضيف الطبعة الثالثة. أما رابح شباح، رئيس اتحادية المصارعة المشتركة، فأكد أن الاختصاص فاق المستوى الإفريقي، وأن المصارعين الجزائريين أضحوا يتميزون بمستوى عال وبإمكانهم التباري على الصعيد الدولي، بعد الخبرة التي اكتسبوها من خلال المنافسات السابقة. أَضاف أن ألعاب إفريقيا للشباب ستكون مناسبة لمواصلة سلسلة التتويجات، لاسيما أن المصارعة الجزائرية أثبتت جدارتها خلال البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت بنيجيريا، حيث سيطرت الفرق على كل أنواع الاختصاصات، على غرار المصارعة الحرة والإغريقية. أوضح أن النخبة الوطنية تضم عناصر شابة يمكنها التباري على المستوى الدولي. يكفي فقط أن تحاط بالإمكانيات اللازمة. حيث قال: «نحن على استعداد تام لخوض غمار الألعاب الإفريقية التي تعد من أهدافنا القادمة والفرق الوطنية لصنفي الأشبال والأواسط في تدريبات متواصلة، في انتظار تطبيقها لبقية البرنامج المقرر تحسبا للألعاب». ختم كلامه بالإشارة إلى أن الجزائر قادرة على التألق في الألعاب الإفريقية، وقادرة على إحراز المركز الأول وتصدر الألعاب، خاصة أنها ستخوض المنافسات بأحسن الرياضيين والرياضيات. المنشآت الرياضية للعاصمة تحت معاينة الوصاية بخصوص التحضيرات اللوجيستكية للموعد القاري، يقوم وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، بزيارات دورية كتلك التي جرت أول أمس (السبت) لعدة منشآت ومرافق رياضية التي ستحتضن الدورة الثالثة للألعاب الإفريقية. شملت زيارة الوزير، المسبح الرياضي التابع لديوان المركب الأولمبي «محمد بوضياف»، قاعات الرياضة التابعة للمدرسة العليا للعلوم وتكنولوجية الرياضة والمركز النسوي ببن عكنون ونادي التنس بباش جراح. فبعد استعراضه لكل الجوانب المتعلقة بالتحضير لهذا الموعد الإفريقي الهام الذي سيعرف مشاركة نحو 4.000 رياضي، بدا الهادي ولد علي صارما بخصوص احترام الآجال المحددة لترميم مختلف المرافق الرياضية، حتى تكون جاهزة في الوقت. كانت بداية الجولة بميدان التنس بباش جراح، ثم ديوان المركب الأولمبي محمد بوضياف، حيث قدرت قيمة الأشغال بهما ب240 مليون دينار، وتشمل ميادين التنس ومواقف السيارات وغرف حفظ الملابس والإنارة... وحث المسؤول الأول عن القطاع، مسؤولي مكاتب الدراسات المكلفة بعمليات ترميم ميادين التنس بتسليم المشروع قبل الفاتح جويلية المقبل، مركزا بصورة خاصة على نوعية المواد المستعملة في هاتين المنشأتين. وبالمركز النسوي لبن عكنون، أعطى الوزير تعليمات لتسريع وتيرة أشغال الترميم الخاصة بالسطوح وإعادة تهيئة المسبح، قاعة الجمباز والقاعة الكبيرة. وحسب مكتب الدراسات المكلف بأشغال ترميم المركز النسوي، فإن قيمة الأشغال تقارب 40 مليون دينار وإن آجال تسليم المشروع لن تتعدى ثلاثة أشهر. كما قادت هذه الخرجة الميدانية الوزير للمدرسة العليا للعلوم والتكنولوجية الرياضة بدالي إبراهيم، والتي سجلت انطلاق أشغال ترميم قاعات الرياضة وتهيئة غرف تغيير الملابس والمرشات. صرح الوزير في رده على سؤال مدير المدرسة العليا الذي طلب مبلغا إضافيا لمواصلة هذه الأشغال قائلا: «نلح على ضرورة تثمين كل المرافق الرياضية كالميادين والملاعب المحيطة بالمدرسة العليا.. تقدر حاليا القيمة الإجمالية للأشغال ب190 مليون دينار.. سنطلب زيادة مالية لتسجيل عمليات أخرى». أما بالمسبح الأولمبي التابع لديوان مركب محمد بوضياف، فقد عاين الوزير أشغال ترميم حجرات تغيير الملابس والمراحيض وقاعات العلاج وإنارة المسابح الداخلية والخارجية، وتغيير اللوح الإلكتروني وإعادة تهيئة المدرجات. حسب الشركة المكلفة بهذه الأعمال، فإن الغلاف المالي لإنجاز أشغال المسبح الأولمبي يقدر ب470 مليون دينار، على أن تستغرق ثلاثة أشهر. للإشارة، تعتبر الألعاب الإفريقية للشباب منافسة تخص الرياضيين البالغة أعمارهم بين 14 و18 سنة. ونظمت النسخة الأولى بالرباط (المغرب) عام 2010 والثانية بغابورون (بوتسوانا) سنة 2014. ❊ فروجة.ن