أزيد من 18 طنا من المخدرات تم حجزها إلى غاية نهاية الشهر الماضي مع ارتقاب حجز أكثر من 23 طنا نهاية السنة الجارية بالإضافة إلى ضبط ما يفوق ال900 ألف قرص مهلوس منها 60 ألفا كانت موجهة للاستهلاك المحلى ونحو 850 ألفا كانت موجهة للترويج خارج الوطن وهذا تهديد صارخ للشباب الجزائري ومؤشر واضح على تنامي نشاط شبكات الترويج التي أصبحت تهتم بترويج الحبوب المهلوسة لما لها من مفعول مماثل للقنب الهندي وكذا لأسعارها البخسة حسب ما أوضحه المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات الذي أكد وجود صلة وتعاون وثيق بين شبكات التهريب وشبكات إرهابية بغرض شراء الأسلحة. وكشف السيد عبد المالك سايح خلال إشرافه أمس على افتتاح الاجتماع الخامس للشبكة الاورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات "مدينات" أن حوالي أربع منظمات دولية خطيرة تنشط في مجال المخدرات تحاول الاستقرار في الجزائر وتحويلها إلى منطقة عبور استراتيجية نحو إفريقيا وأوروبا لكنها عجزت لحد الآن بسبب التجنيد الكبير لمختلف التشكيلات الأمنية الموزعة عبر كامل التراب الوطني بالخصوص بالحدود الغربية، الجنوبية وكذا الموانئ في حين تم تسجيل أربع شبكات تنشط حاليا وبأعداد قليلة وهي تهتم أكثر بترويج الحبوب المهلوسة علما أن ال 850 ألف قرص مهلوس التي تم ضبطها كانت موجهة خارج الوطن ونظرا لصعوبة تمريرها تم تحويلها للاستهلاك المحلي وهو ما كان سيشكل كارثة على الشباب، الصحة العمومية والمجتمع ككل. ويضيف السيد سايح أن جل الكميات المحجوزة من المخدرات كان مصدرها من خارج الوطن ولا تزال التحقيقات جارية بشأن الشبكات المروجة علما أنه من الصعب جدا الوصول إلى رأس الشبكة نظرا لصعوبة التحقيق الذي يفضى وفي غالب الأحيان إلى ذيل القائمة ولم تفلح مصالح الأمن لحد الآن في القبض أو تحديد الرؤوس المدبرة وتشير آخر الإحصائيات التي يتضمنها التقرير الوطني الخاص بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات لسنة 2008 إلى توقيف أكثر من 2000 شخص من أعضاء الشبكات وهم غالبا المروجون والذين يشكلون النسبة الأكبر من الشبكات من بينهم قرابة 250 شخص من جنسيات إفريقية في مقدمتهم نيجيريا بوركينافاسو والمغرب وهذا العدد مرشح للارتفاع أكثر خلال السنوات القادمة بما أننا نجاور أكبر وأول بلد منتج لمادة القنب الهندي في العالم بنسبة 60 بالمائة من المنتوج العالمي بتأكيد آخر تقرير لهيئة الأممالمتحدة لسنة 2008. وتحتل ولاية وهران صدارة ترتيب الولايات التي تم بها حجز أكبر كمية من المخدرات على أساس أنها المعبر الأسهل نحو أوروبا كما أنها الأقرب إلى المغرب الذي يعد المنتج الأول عالميا لمادة القنب الهندي، تليها ولاية الجزائر ثم البليدة ومدن أخرى داخل الوطن فيما يتراجع نشاط الشبكات أكثر في مدن شرق البلاد... وقد تأكد وجود ارتباط رهيب بين الشبكات المتواجدة بهذه الولايات والشبكات المغربية. وفي سياق متصل يضيف السيد سايح أن بلدان الساحل الإفريقي أضحت مستهدفة وبشكل كبير من طرف بارونات الكوكايين بكولومبيا والذين يحاولون تمرير بضاعتهم عبر الموانئ الجزائرية وتحديدا البواخر الجزائرية التي تتمتع بمصداقية وسمعة جيدة وتحظى بثقة الموانئ الأوروبية وهو الخطر الذي تفطنت له مصالح الجمارك الجزائرية المجندة لوقف تمرير أية كمية من المخدرات، وقد شكل هذا التجنيد ارتياحا لدى الجهات الأوروبية التي وضعت ثقتها كاملة في الهيئات والآليات الرقابية الجزائرية. وقد بلغ عدد المدمنين في الجزائر أزيد من 60ألف مدمن غير أن هذه الإحصائيات الرسمية بعيدة جدا عن الواقع ولا تعبر عن عددهم الفعلي حسب السيد السايح الذي كشف عن قرب البدء في التحقيق الوطني الوبائي الأول حول المخدرات المرتقب في الأيام القليلة القادمة والذي ستتكلف به هيئة وطنية متخصصة، وعلى ضوء النتائج التي سيخرج بها التحقيق سيتم ضبط العدد التقريبي والكامل لعدد المدمنين في الجزائر ليتم التكفل بهم بشكل فعال وبعيد عن أية متابعات قضائية في مراكز متخصصة سيتم الشروع في إنشائها نهاية السنة الجارية حسب توصيات وزارة الصحة والسكان، وقد قدرت التكلفة المالية لإنشاء هذه المراكز أزيد من 300مليار سنتيم، ويتعلق الأمر - حسب السيد سايح - بإنجاز 53 مركزا وسيطا لعلاج المدمنين إضافة إلى 15 مركزا مختصا في علاج التسمم جراء المخدرات علاوة على 185 خلية استماع في مجال التكفل النفسي والبسيكولوجي بالمستهلكين والمدمنين وقد وصل عدد المحكوم عليهم من طرف العدالة في قضايا مرتبطة بالمخدرات سنويا إلى 22.000 شخص بالجزائر من بينهم مستهلكون ومروجون للمخدرات علما أن هذا العدد كان سنة 2007 يقدر ب17.000 مستهلك و5.000 مروج للمخدرات كما أن حوالي 10 بالمائة من المستهليكن للمخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 15 سنة وأن حوالي 80 بالمائة من المستهلكين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 35 سنة. وتأمل الجزائر حسب السيد سايح في دعم الشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات "ميدنات" وتوسيعها إلى كافة بلدان الفضاء المتوسطي بضفتيه مؤكدا على ضرورة التخطيط لعمليات مستقبلية في إطار "تشاوري" يميزه الحوار والشفافية باعتبارهما طريقة عمل مثلى لتعزيز العلاقات ودعم الشبكة في إطار شراكة وتفاهم وصداقة من أجل مصلحة مشتركة، مجددا التزام الجزائر ببذل كل ما بوسعها لدعم الشبكة "كآلية فعالة" من أجل التعاون في مجال "معقد وخطير" مشيرا إلى أن أهداف هذه الشبكة تستجيب لمشاكل الجزائر وتطلعاتها في مجال مكافحة المخدرات والإدمان. للإشارة سيتوج الاجتماع الخامس لشبكة "ميدنات" التي تجري أشغالها في جلسة مغلقة باعتماد مشروع برنامج عمل البلدان الأعضاء في الشبكة لسنة 2009 وهي الجزائر ولبنان والمغرب وتونس وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال. ويتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع مداخلات وتقييم تقرير نشاطات أعضاء الشبكة خلال سنة 2008 إلى جانب تحديد تاريخ ومكان عقد اللقاء المقبل علما أن الاجتماعين الفارطين تم تنظيمهما بالجزائر في ديسمبر 2006 وجوان 2007.