أعلن وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، عن تنصيب المجلس الأعلى للشباب قريبا، ليكون إطارا للإدلاء بآراء الشباب في الجزائر، خلال اللقاء العربي حول «استخدام المحتويات الرقمية في الوقاية من السلوكيات المنتجة للعنف في أوساط الشباب»، الذي افتُتحت أشغاله أمس (الثلاثاء) بفندق «دار الضياف» ببوشاوي. قال الوزير في هذا اللقاء الذي يجرى على مدار خمسة أيام من 23 إلى 27 أفريل الجاري تحت شعار «من الشباب إلى الشباب»، إن فكرة «تنصيب المجلس الأعلى للشباب» عبّرت بشكل صريح، عن إرادة الرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة السياسية، إدراكا منه بالدور الريادي الذي يحتله الشباب في المجتمع، إذ من الضروري مشاركة هذه الفئة في التعبير وإبداء الرأي في القضايا والمسائل المتعلقة بهم، وتمكينهم من طرح تصوراتهم ومشاركة الأفكار والآمال والطموحات وتشجيع الحوار والتواصل فيما بينهم. وأضاف أن هذا التشكيل يرتكز على مبادئ محورية ثلاثية الأبعاد؛ بدءا بترقية مقاربة جديدة تضمن المشاركة الكاملة للشباب في بناء البلاد، مرورا إلى توفير جميع الشروط المطلوبة لتفتّق الطاقات الشبانية وتحرير المبادرات التي تحقق تطورهم وصونهم من العلل والآفات الاجتماعية وتحسين الأداء الخدماتي والمؤسساتي، وصولا إلى ترقية الحياة الجمعوية والاتصال والإعلام والتبادلات والتعاون والتنسيق على مختلف ميادين النشاط الشبابي بمشاركة المجتمع المدني والتأكيد على المساواة في مجال ممارستها وترقيتها. وفي سياق متصل، أفاد الوزير حطاب بأن اللقاء العربي الذي يحضره ممثل الأمين العام للجامعة العربية ثامر محمد جمعة الذي يعد عضو الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء الوفود الشبابية العربية من فلسطين، الكويت، اليمن ومصر، يأتي في وقت تتأهب الجزائر لأن تكون قبلة للشباب الإفريقيين مرة أخرى، باحتضانها الألعاب الإفريقية للشباب في طبعتها الثالثة ما بين 18 و28 جويلية القادم، حيث قال: «إنه حدث شبابي رياضي قاري بامتياز، يضاف لإنجازات بلادنا المحققة في مجال الشباب والرياضة». من جهته، ذكر ممثل الأمين العام للجامعة العربية ثامر محمد جمعة، أنّ الثورة التي أنتجتها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة والرقمنة هي من صميم التغيرات العميقة التي تشهدها المجتمعات في كل بلدان العالم، وعليه هذه المجتمعات مطلوب منها الشروع في أعمال واسعة النطاق؛ حتى تتمكن من ولوج عصر الإعلام والحداثة باستعمال محكم لها. وتابع قائلا: «إن الوسائط العصرية تقودنا إلى استثمار طاقاتنا ومواردنا وتوجيهها في سياق يخدم التنمية المستدامة في وطننا العربي والاستفادة بأقصى ما يمكن؛ مما توفره هذه التكنولوجية من خدمات ومنافع مواكبة للتطورات مع حتمية احتواء سلبياتها». كما أكدت مديرة الشباب بوزارة الشباب والرياضة سامية بن مغسولة بدورها، أن الجزائر ليست بمعزل عما يجري في العالم؛ فرهانات المستقبل تضعها أمام تحد جديد لم تعهده من قبل، تميزه منافسة شرسة لا ترحم الضعيف، قالت: «إننا نبقى عرضة للمخاطر والسلوكيات المنتجة للعنف إن لم نحسن مسايرة هذه الطفرة التكنولوجية الهائلة والمحافظة على مناعة مجتمعاتنا، بالتحكم الجيد في استخدام هذه التكنولوجيات التي لا مناص لنا منها». وأشارت إلى أن عدد مستخدمي الأنترنت فاق 33 مليون شخص من أصل 42 مليون نسمة، من بينهم 19 مليونا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، «وهو ما يبيّن بوضوح أن الفضاء الافتراضي أضحى تحديا أمامنا، لا سيما جراء الاستغلال السيئ للتقنيات المتطورة والمستجدات الحديثة، وهو ما دعا بلادنا إلى إعداد مشروع قانون لمعالجة الإفرازات السلبية الناجمة عن التطورات التكنولوجية الهائلة»، كما أضافت سامية بن مغسولة. وبعد الإشارة الرسمية لانطلاق أشغال اللقاء، كرمت الجامعة العربية ورؤساء الوفود الشبابية العربية، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بوسام الاستحقاق؛ تقديرا للخدمات النوعية التي يقدمها لفئة الشباب؛ حيث أجمعت الوفود المشاركة على أنه يولي الشباب وقضاياه اهتماما خاصا ومتابعة دائمة وفق رؤية متبصرة ونيرة بحكم أنه أول وزير للشباب والرياضة والسياحة غداة نيل الجزائر الفتية استقلالها، ومنذ ذلك التاريخ ظل حريصا على التكفل بتطلعات هذه الفئة الحساسة من المجتمع. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التجمع يندرج ضمن تنفيذ توصيات مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في دورته الأربعين المنعقدة بالجامعة العربية في القاهرة يوم 10 أفريل 2017، التي وافقت على مقترح الجزائر بتنظيم اللقاء العربي حول استخدام المحتويات الرقمية في الوقاية من السلوكات المنتجة للعنف في أوساط الشباب تحت شعار «من الشباب إلى الشباب».