شهد أمس، فندق مزفران بالعاصمة، الانطلاق الرسمي للقاء العربي الشبابي السادس عشر للعمل التطوعي والحركة الجمعوية، بحضور وفود ممثلة لتسع دول عربية والجزائر البلد المضيف. وقد شدد المشاركون على ضرورة إشراك الشباب في عملية التنمية واستغلال طاقاتهم خدمة لمجتمعاتهم. طالب المتدخلون، أمس، خلال أشغال الافتتاح الرسمي للقاء العربي الشبابي السادس عشر للعمل التطوعي والحركة الجمعوية بضرورة إشراك شباب المنطقة العربية في عمليات بناء مجتمعات المنطقة بالنظر إلى المتغيرات الجديدة التي يعرفها الوطن العربي أو ما اصطلح على تسميته ب''الربيع العربي''، مما يعكس إرادة الشباب في المساهمة في تنمية مجتمعه،''، وهي الرسالة الواضحة التي تمكنت السلطات العربية من فهمها وهي تسعى بكل مؤسساتها للعمل على تجسيدها على أرض الواقع''، يقول السيد سليم جعلال ممثل وزير الشبيبة والرياضة في كلمته الافتتاحية. مشيرا إلى ''تجربة الجزائر في العناية بشبابها من خلال اعتباره محور اهتمام السلطات العمومية في مجال التعليم والتكوين والصحة على وجه الخصوص، ومن خلال البرامج والميكانيزمات المتعددة التي وضعتها الدولة الجزائرية خدمة لشبابها والمتمثلة أساسا في وكالات تشغيل الشباب وصناديق التأمين على البطالة التي تعتبر الجزائر البلد العربي الوحيد الذي يؤمن على بطاليه''. وكشف المتحدث في سياق متصل بقوله أن ''هناك سياسة وطنية للشباب والرياضة مبنية على محاور لعل أهمها العلاقة بين السلطات والحركة الجمعوية التي هي علاقة شراكة وليست علاقة وصاية، فالحركة الجمعوية تخدم مجتمعها والسلطات تضمن إطار عمل ومساندة مالية لمشاريع هذه الحركة''. من جهته، أكد المهندس حسام حسون رئيس الوفد العراقي وممثل الوفود العربية أن العمل التطوعي يكتسب أهمية كبرى في الحياة المعاصرة ولاسيما في المجتمعات العربية التي تحصي عددا هائلا من السواعد الشبابية التي يمكنها المشاركة في بناء مجتمعاتها والعمل على تطويرها، ومثاله العراق، حيث قال إن ''المشاركة اليوم بالغة الأهمية، فالجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال العمل التطوعي وبتبادل الخبرات خلال ورشات المعسكرات العربية الشبابية للعمل التطوعي سنخرج إن شاء الله بفائدة كبيرة تندرج أساسا ضمن هدف اللقاء الذي يتمحور حول تعزيز التواصل بين الأشقاء العرب وتعزيز روح العمل التطوعي بين المنظمات الشبابية العربية التي اعتبرها العماد الأساسي الذي ترتكز عليه دول منطقتنا العربية''، يقول المهندس في تصريح ل''المساء'' على هامش الافتتاح. ومن المنتظر أن تخرج الوفود المشاركة، خلال اللقاءين، بتوصيات لإنجاز المشروع العربي المشترك الذي يحمل في طياته مقترحات المشاركين ومنها إنشاء برلمانات الشباب العربي ''وهي مؤسسات تقوم على مشاريع تطوعية يحملها الشباب بغرض تنمية مجتمعاته، إن تم تفعليها في البلدان العربية ستتمكن حقيقة من التأكيد على أن الشباب العربي قادر على حل الكثير من الأزمات بوطنه سواء اجتماعية أو سياسية أو حتى طائفية، ويكشف أن هؤلاء الشباب ليسوا بحاجة لمن يتكلم عنهم أو من يفكر مكانهم أو من يطالب بربيع عربي، وإنما نحن بحاجة لإسماع صوتنا وتجسيد مشاريعنا التطوعية الطموحة''، يقول المهندس حسام حسون. للإشارة، فإن المعسكرات العربية الشبابية للعمل التطوعي تندرج ضمن برنامج الجامعة العربية الخاص بالشباب، وسيعمل المشاركون الشباب ال85 من عشر بلدان عربية على إنجاز مشروع شبابي مشترك يهم كل البلدان العربية ويجسد ضمن المشاريع الجمعوية التي سيتم مناقشتها بالتحليل خلال ثمانية أيام، فيما سيتم مناقشة مدى تجسيد نتائج هذا المشروع المشترك بعد حوالي سنة خلال الطبعة القادمة من اللقاء العربي الشبابي السادس عشر للعمل التطوعي والحركة الجمعوية، حسب ما أكدته ل''المساء'' السيدة عواوش بومية نائب مدير الحركة الجمعوية وترقية الشراكة بوزارة الشبيبة والرياضة، مشيرة إلى أن المكتب يحصي أكثر من 3 آلاف جمعية جزائرية تنشط في مختلف الميادين، فيما يهتم أكثر من نصف العدد بالتوعية من الآفات الاجتماعية.