أكد سفير الولاياتالمتحدةالامريكيةبالجزائر روبرت فورد، أن المبادلات التجارية مع الجزائر تضاعفت خمس مرات منذ 2002 إذ بلغت 14.9 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية حسب الأرقام المعلن عنها من طرف الحكومة الأمريكية، وهو ما أهل الولاياتالمتحدة لأن تصبح اكبر شريك تجاري للجزائر في المرحلة الراهنة· وظهرت علامات الرضى بوضوح على وجه السفير الأمريكي وهو يسرد هذه الأرقام بمناسبة تنظيم يوم إعلامي حول الصادرات الجزائرية نحو الولاياتالمتحدة، مثلما بدا سروره برؤية عدد "كبير" من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين يشاركون في هذا اللقاء الذي يهدف إلى تحفيز الشركات الجزائرية العاملة في مجال الصناعات الغذائية على المشاركة في أكبر معرض أمريكي سيقام في لاس فيغاس شهر ماي المقبل· وإذ أشار إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين تطغى عليها صادرات الجزائر من المحروقات التي قدرت في 2006 ب13.8 مليار دولار مقابل 1.1مليار دولار من الصادرات الأمريكية نحو الجزائر، فإن السيد فورد أكد رغبة الإدارة الأمريكية في تطوير الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات نحو بلده، معبرا عن اقتناعه بأن تحقيق ذلك مرهون بالدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات المعنية لاسيما منتدى رؤساء المؤسسات، الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، مكتب المركز التجاري العالمي بالجزائر، الجيكس وكذا مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي الذي بادر بتنظيم اللقاء· وموجها كلامه إلى مسؤولي هذه الهيئات شدد السفير على كون المشاركة الجزائرية في أكبر معرض أمريكي للصناعات الغذائية لا تعني فقط ترقية الصادرات ولكن كذلك جلب المؤسسات الأمريكية المهتمة بالاستثمار في الجزائر، وتقوية الروابط مع مؤسسات أمريكية مما يفتح المجال أمام عقد شراكات، إضافة إلى إيجاد زبائن أمريكيين جدد للمنتجات الجزائرية التي تجلب اهتمام الأمريكيين كما قال· والدليل على هذا الاهتمام يضيف السفير الأمريكي أن صادرات الجزائر من الفواكه والجوز نحو الولاياتالمتحدة تضاعفت في التسعة اشهر الأولى من السنة الجارية، مع العلم أن إجمالي صادرات الجزائر خارج المحروقات نحو هذا البلد بلغت 39 مليون دولار فقط في 2006 حسب تقديرات وكالة ترقية الصادرات الجزائرية· وفي هذا الصدد أكد فورد دعم السفارة الأمريكيةبالجزائر لمشاركة المتعاملين الوطنيين في معرض لاس فيغاس، عبر تسهيل حصولهم على التأشيرات في أقل من 48 ساعة· كما كشف عن شروع السفارة في التحضير للمشاركة الأمريكية بمعرض الجزائر الدولي شهر جوان المقبل بعد أن كانت قد غابت عنه في الدورة السابقة· بالمقابل وفي رسالة ضمنية للسلطات العمومية عبّر السفير الأمريكي عن أمله في أن يتحسن محيط الأعمال بالجزائر لتمكين عدد أكبر من الشركات الأمريكية من الاستثمار في الجزائر، وقال مسترسلا: "نتمنى أن يتدعم الاقتصاد الجزائري وأن يتمكن من خلق مناصب العمل، وأن يكون محركا للنمو في منطقة المغرب العربي بل وغرب المتوسط وعاملا يساهم في استقرار هذه المنطقة"· من جانبه أشار رضا حمياني رئيس منتدى رؤساء المؤسسات إلى أن تنظيم اللقاء جاء بغية اقناع المتعاملين الاقتصاديين بأهمية المشاركة في التظاهرة الاقتصادية الأمريكية· وقال أنه على الشركات الجزائرية أن تطمح لاقتحام "أكبر سوق في العالم" بما يجعلها تساهم في إخراج الاقتصاد الجزائري من دائرة الاعتماد الكلي على المحروقات· واعتبر أن هذه التظاهرة ستمكن الجزائريين من الاحتكاك مع نظرائهم ومعرفة ميكانيزمات عمل السوق الخارجية فضلا عن بيع منتجاتهم، أكثر من ذلك فإنه بمساهمتها في المعرض ستساهم الشركات الجزائرية في "رفع العلم الوطني بعد غياب طويل عن السوق العالمية" كما نبه إليه حمياني الذي دعا المتعاملين إلى الخروج من قوقعتهم والانتقال من وضعية الشراء إلى وضعية البيع· وفي سياق متصل تحدث عن أهمية تنويع مصادر الواردات الجزائرية والاتجاه أكثر فأكثر نحو الأسواق التي تبيع بالدولار أو عملات أخرى غير الأورو لخفض فاتورة استيراد المواد الغذائية، خاصا بالذكر مادة الحليب التي تكلف خزينة الدولة 800 مليون دولار سنويا، مع العلم أن كل واردات الجزائر من هذه المادة تأتي من أوروبا· يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية صنفت الجزائر منذ 2004 ضمن الدول التي تستفيد من مزايا النظام التفضيلي عند التصدير والذي يخص 3400 منتوج أغلبها عبارة عن منتجات غذائية وفلاحية وصيدية إضافة إلى منتجات الصناعات التقليدية التي يمكنها اعتمادا على هذا النظام الاستفادة من تخفيضات لبعضها وإلغاء تام لبعضها الآخر للرسوم الجمركية· وحسب مدير وكالة ترقية الصادرات السيد بنيني، فإن هذه القائمة التي تضم منتجات مثل المياه المعدنية والخمور والفواكه، تتم مراجعتها سنوبا· وكشف في السياق عن إيداع طلب لدى السلطات الأمريكية من أجل إضافة العسل إلى هذه القائمة·