أطلقت مديرية الحماية المدنية بقسنطينة، نهار أمس، حملتها التحسيسية للحد من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، في خطوة استباقية لتجنيد كافة الأطراف لتفادي الخسائر الناجمة عن الحرائق خاصة في فصل الصيف وأثناء حملة الحصاد، وهي الحوادث التي تكلف الفلاحين خسائر معتبرة في الإنتاج الفلاحي. أكد الملازم الأول نور الدين طافر، المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية خلال اللقاء التحسيسي الذي احتضنه المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب أمس، أن هذه المبادرة التي جاءت بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات، تدخل في إطار برنامج مسطر من طرف المديرية بالتنسيق مع شركائها، من أجل تنشيط عدد من اللقاءات التحسيسية لفائدة لمواطنين بشكل عام، ولفائدة الفلاحين بشكل خاص في ظل الظروف المناخية التي ميزت قسنطينة والتي تبشر بإنتاج فلاحي وفير. وحسب الملازم الأول نور الدين طافر، فإن هذه الحملة ستنتقل الأسبوع المقبل إلى المركز الثقافي مسعود بوعلام ببلدية ابن زياد، بمشاركة كل الفاعلين؛ من درك وطني، أمن ولائي، دوائر وبلديات وعدد من المديريات، على غرار الأشغال العمومية، الصناعة المناجم مع إشراك عدد من المؤسسات، على غرار السكك الحديدية وسونلغاز، مضيفا أن جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية، هي الأخرى، معنية بالعملية، حيث تم إشراك جمعيات الأحياء والكشافة الإسلامية الجزائرية. وتم خلال هذه الحملة تقديم بعض التدابير الوقائية، التي من المفروض أن يتخذها كل قطاع أثناء عملية الحرث والدرس والإجراءات الخاصة بالمحافظة على الثروة الغابية، مع الحرص على توسيع كل القنوات المتاحة لتوسيع دائرة التحسيس والتوعية. من جهته، شدد رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة على حماية الثروة الغابية، خاصة من بعض السلوكات السلبية التي زادت حدتها، والتي تهدد الأشجار والغابات في المحيط العمراني، خاصة منها ما تعلق بالرمي العشوائي للنفايات المنزلية والردوم والقطع العشوائي للأشجار. للإشارة، فقد رفع عدد من المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي خلال الدورة الأخيرة، مشكل إهمال المساحات الغابية وعلى رأسها غابة البعراوية، التي يمكن أن تشكل في حالة الاعتناء بها بالطرق اللازمة، قطبا سياحيا بامتياز. وأحصت مصالح محافظة الغابات بقسنطينة، أزيد من 23 حريقا داخل المحيط الغابي خلال صيف السنة الفارطة، تسببت في إتلاف أزيد من 325 هكتارا من المساحات الغابية، منها 146.5 هكتارا مساحة غابية، و160 هكتارا من الحشائش والأحراش. وأكد رئيس مصلحة حماية الثروة النباتية والحيوانية بمحافظة الغابات، أن أعلى نسبة خسائر في الثروة النباتية سجلتها المحافظة كانت شهر أوت الفارط بتسجيل احتراق 216 هكتارا من المساحة الغابية؛ بزيادة 10 مرات عن السنوات الفارطة بسبب الحرائق الأخيرة التي عرفتها العديد من الغابات بالولاية، والتي أتت على مساحة معتبرة، كان آخرها حريق ذراع الناقة ببلدية الخروب، الذي استمر يومين متتاليين، وتسبب في إتلاف 43 هكتارا من المساحات الغابية و32 هكتارا آخر من الحشائش والأحراش.