أرجع مدير توزيع مياه الشرب بوزارة الموارد المائية عمر بوقروة سبب الاضطرابات في التزود بمياه الشرب عبر عدد من بلديات العاصمة ووهران، إلى تقاعس مصالح الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل» في تجديد المضخات، التي يرتكز عليها نظام توزيع المياه عبر دفعها من الطوابق العليا إلى الطوابق الأرضية، مؤكدا في سياق متصل اتخاذ شركات توزيع المياه، كافة الإجراءات المتصلة بتزويد الأحياء بالمياه من خلال ملء الخزانات بالكميات الكافية لتلبية حاجيات المواطنين. لقد سبق ل»المساء» أن تطرقت إلى تحذيرات شركة إنتاج وتوزيع المياه بالعاصمة «سيال» وتوقعها حدوث إضطرابات في تزويد سكان أحياء «عدل» بالمياه خلال الصائفة الجارية، بسبب قدم التجهيزات التي تتوفر عليها هذه الأحياء، محمّلة الوكالة المسيرة لها (عدل) مسؤولية أي اضطرابات محتملة.. وبالفعل، حدثت الإضطرابات في التموين بالمياه عبر عدد من أحياء وكالة «عدل»، بمعالمة وعين البنيان، حيث خرج السكان وقاموا بغلق الطريق أمام حركة المرور احتجاجا على التذبذب في التموين بمياه الشرب في ظل موجة الحر الشديد التي تميز فصل الصيف. وحسب تصريح مدير توزيع المياه عمر بوقروة ل»المساء»، فإن مديريات الموارد المائية بالعاصمة ووهران، وبالتنسيق مع أعوان «سيال» و»سيور»، يسهرون على تنفيذ مختلف الحلول البديلة الكفيلة بضمان ملء الخزانات القريبة من الأحياء المعنية بالمياه، مع العمل على الرفع من قوة تدفق المياه بالمضخات القريبة من هذه الأحياء. من جهته، أكد مدير استغلال مياه الشرب بشركة «سيال» سليمان بونوح في تصريح ل»المساء» أن العاصمة تحصي اليوم 90 محطة لضخ 1,100 مليون متر مكعب يوميا، بقوة تدفق تصل إلى 3,5 بار في الثانية، وهي النسبة التي تضمن وصول المياه بقوة تدفق عالية لكل المساكن، بما فيها تلك التي تقع في الطوابق العليا، «غير أن قدم المضخات عبر كل أحياء «عدل» بالعاصمة جعلتها تتوقف بشكل مفاجئ بسبب قوة دفع المياه، ما خلف استياء وسط الآلاف من السكان، بسبب تذبذب توزيع المياه»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مؤسسة «سيال» قامت برفع تقرير مفصل حول هذه الوضعية للوزارة الوصية. وقد انتقل مدير الموارد المائية للعاصمة رفقة عدد من أعوان «سيال» أمس، إلى بلدية عين البنيان، لشرح أسباب الاضطرابات وتقديم عرض عن وضعية الأحياء التي تعاني منها لسكان الأحياء المعنية، حسبما أوضحه لنا السيد بونوح، الذي ذكر بأن المؤسسة نظمت في نفس الإطار زيارة لممثلين عن المحتجين إلى أقرب محطة ضخ، للتأكد من توفر المياه بالكميات المطلوبة، مع زيارة بعض الأحياء القريبة من سكنات «عدل»، حيث يستفيد السكان من تموين يومي لمياه الشرب وبقوة تدفق عالية تسمح بتغطية طلبات سكان العمارات التي تضم عدة طوابق. وأضاف محدثنا بأن المؤسسة، قامت بتوجيه المحتجين إلى مديرية وكالة «عدل» بغرض رفع شكاويهم وحملها على التدخل، عبر التعاقد مع إحدى المؤسسات المتخصصة في صيانة المضخات لحل الإشكالية بصفة نهائية عبر كل أحياء «عدل» بالعاصمة. وعن الحلول المقترحة من طرف «سيال»، أشار بونوح إلى أن الإجراء الوحيد الذي يمكن اتخاذه هو توجيه كل المياه المنتجة في الفترة الليلة لملء كل الخزانات التابعة لأحياء «عدل»، على أن تتكفل الوكالة بتحسين نظام التوزيع داخل الأحياء وتقوم بصيانة واقتناء مضخات جديدة تتماشي والمعايير التقنية المضبوطة لضمان السير الحسن لنسبة تدفق المياه، خاصة وأن نظام التوزيع بالأحياء الجديدة، والذي يصطلح على تسميته «بنظام المظلة»، يعمل بطريقة تسمح بضخ المياه بقوة كبيرة للطوابق العلوية ليتم تموينها هي الأولى قبل وصول المياه للطوابق الأرضية (من الأعلى إلى الأسفل). أما فيما يخص عملية تموين سكان الولايات الجنوبية التي تعرف هذه الأيام موجة حر شديدة بفعل بلوغ درجات الحرارة معدلات قياسية، أكد مدير التوزيع بالوزارة عمر بوقروة ل»المساء» أن مديريات الجزائرية للمياه وبتوجيهات من الوزارة، عملت على ضمان توفير كميات إضافية من المياه المنتجة عبر الآبار ونظام تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست، غير أن الطلب الكبير على الطاقة الكهربائية وارتفاع درجات الحرارة، تسبب في حدوث أعطاب متكررة على مستوى محطات الضخ، وهي الأعطاب التي أثرت على عمليات التوزيع في بعض الحالات، مضيفا في نفس الصدد بأن التنسيق الفعّال مع مصالح إنتاج وتوزيع الكهرباء «سونلغاز» ساهم بشكل كبير في إصلاح تلك الأعطاب في وقت قياسي، في وقت تم فيه أيضا توزيع كل الفرق التقنية لمراقبة وضعية الشبكات لضمان التدخل السريع لإصلاح القنوات المهترئة.