سجلت ولاية تيزي وزو أكثر من 30 حالة إصابة بالحمى المالطية مؤكدة، بعدما ظهرت الأعراض على الفلاحين ومستهلكي حليب البقر الطازج، حيث تم تسجيل أغلب الحالات على مستوى البلديات التي تعرف بممارسة نشاط تربية البقر، مما أحدث حالة استنفار قصوى في أوساط المواطنين، البياطرة والمربين على حد سواء. يعيش مواطنو بلديات ولاية تيزي وزو حالة من الهلع، بعد تسجيل أكثر من 30 حالة إصابة بالحمى المالطية، سجل أغلبها على مستوى المناطق التي تعرف نشاط تربية المواشي والبقر، حيث خيم القلق على الفلاحين، لاسيما المناطق المنتجة لحليب البقر، على غرار منطقة تميزار التي تضم 3363 بقرة حلوب، في الوقت الذي تمكنت المقاطعة الفلاحية بفريحة، من إحصاء على مستوى منطقة تميزار 523 فلاحا من مربي البقر، 25 منهم فقط يخضعون بقرهم للفحوصات وتحليل الدم كل ستة أشهر، للتأكد من عدم اصابتها بالمرض. تدخلت مصالح الفلاحة، الصحة والبياطرة، حيث قامت باتخاذ جملة من الإجراءات لاحتواء المشكل ومحاصرة المرض، لتفادي زحف الجرثومة وتسجيل حالات إصابة جديدة، سواء بالنسبة للماشية أو اتساع رقعة الأشخاص المصابين، حيث تم إطلاق حملة توعوية لفائدة المربين، بغية عزل الحيوان المريض من أجل تفادي تفشي وانتقال الجرثومة إلى حيوانات أخرى، مع توسيع الفحوصات الطبية وإخضاع الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع الحيوانات المريضة للتأكد من عدم انتقال العدوى. دعت مديرية الصحة للولاية، الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع الحيوانات خلال الفترة الأخيرة، أو قاموا باقتناء حليب البقر الطازج خارج المواقع التي تخضع للمراقبة، التقرب من المصالح الصحية لإجراء الفحوصات والتحاليل، لاسيما إذا ما أخذت بعض الأعراض في الظهور، كالحمى والتعرق وغيرهما، على اعتبار أن المصاب بالحمى المالطية أو ما يمسى بمرض "بريسيلوز الإنساني" في حال تجاهله، يمكن أن ينتهي المطاف بالمريض إلى الهلاك. على وقع تسجيل الولاية لحالات إصابة بالحمى المالطية، حرر الوالي قرارا لمنع بيع الحليب الطازج على قارعة الطرق، بغية منع انتشار المرض في أوساط المواطنين، حيث اعتبرت المصالح الفلاحية أن تسجيل الولاية لهذه الحالات يعود إلى عدم التزام المربين بالنصائح والتوجيهات التي يقدمها البياطرة، مع عدم إخضاع بقرهم للفحوصات وتحاليل الدم، حيث أن الكثير منهم يجهلون إصابة مواشيهم بأمراض وكذلك أخطار استهلاك حليب البقر الحلوب المريض، فضلا عن اختلاط القطعان التي يجهل مصدرها. كما أن استهلاك الحليب غير المعقم أو المواد المشتقة من الحليب الطازج مجهولة المصدر، من أهم أسباب انتقال هذه الجرثومة، وهو ما يزيد من نسبة الإصابة بالمرض، خاصة على ضوء تزايد البيع العشوائي للحليب في الطرق دون مراقبة من المصالح المعنية. حرصا على تفادي انتشار المرض، تم تجنيد فريق من البياطرة والأطباء للسهر على مراقبة البقر بشكل دائم، كونه الأكثر عرضة لانتشار العدوى التي تنتقل عن طريق التعامل المباشر مع الإنسان، إلى جانب تكثيف حملات التحسيس المستمرة والدائمة لفائدة الموالين، لضمان تنظيف الإسطبلات وتلقيح المواشي والبقر، ودعوة المواطنين إلى وقف اقتناء الحليب الطازج الذي لم يخضع للمراقبة من أجل التأكد من صلاحيته للاستهلاك. ❊س.زميحي