تستعد ولاية وهران لاحتضان أكبر محطة للفرز التقني ورسكلة النفايات والمخلفات المنزلية، التي سيتم تحويلها إلى أسمدة عضوية توجه للتصدير لاحقا، في إطار مشروع شراكة بين متعامل جزائري وآخر فرنسي ضمن شراكة اقتصادية بين الطرفين، وهو المشروع الذي سيكون الأضخم من نوعه في منطقة الغرب الجزائري، بالنظر إلى كمية النفايات التي سيتم معالجتها يوميا بالمحطة بعد دخولها حيز الخدمة ونوعية السماد المنتج. حسب مصدر من مديرية البيئة لولاية وهران، فإن المشروع الضخم الذي خصص له غلاف مالي هام، سيمكن الولاية من معالجة 240 طنا من النفايات المنزلية يوميا، وسيقوم المشروع على استخدام تكنولوجيات صديقة للبيئة في عمليات الفرز والمعالجة التي تعتمد على المعالجة باستخدام الضغط الهيدروليكي، مما سيسمح بالمحافظة على البيئة وتفادي الانبعاثات السامة من عمليات معالجة النفايات المنزلية وإعادة تدويرها، مع إمكانية توفير تخمر سريع للنفايات دون روائح كريهة. المشروع عبارة عن شراكة بين مستثمر وهران ومهندس فرنسي سيتم تنفيذه بموجب القانون 51/49، حيث تقترب الدراسات التقنية الاقتصادية من الاكتمال، على أن تنطلق أشغال الإنجاز المحطة الضخمة خلال الأسابيع القادمة. وقد حددت مدة إنجاز المحطة ب18 شهرا وتقع بمنطقة وادي تليلات. حسب البطاقة التقنية للمشروع الذي يحمل تسمية "الهضم البيئي"، فإن النفايات التي سيتعالج وتدوّر سيتم تحويلها إلى سماد عضوي وفق المعايير الدولية، وهو نوع السماد المعروف تقنيا وعلميا بتسمية "أو أف يو 4405" والمستخدم خاصة في المجال الزراعي. كما ستمكن العملية السريعة للمعالجة من توفير كميات كبيرة من السماد المعالج في ظرف قياسي، بدل الطريقة التقليدية التي لا تزال مستعملة وتستغرق أياما للوصول إلى المنتوج النهائي للسماد العضوي. كما أن كميات النفايات المنزلية اليومية الكبيرة المعالجة، ستمكن ولاية وهران من القضاء نهائيا على مشكل النفايات التي تقدر بأكثر من 1600 طن يوميا، ولا تزال تستقبل بمراكز الردم التقني للنفايات بالولاية، إلى جانب انتشار النقاط السوداء بسبب الارتفاع الكبير لظاهرة رمي النفايات، خاصة خلال موسم الصيف، وهو ما يعني بأن تطوير المشروع الجديد من شأنه تقليص حجم النفايات التي يتم دفنها بمراكز الردم التقني، والتي لم تعد قادرة على استقبال الكميات المتدفقة من كامل بلديات الولاية، فضلا عن الضرر البيئي الذي تبقى تسجله عملية الردم التقني في وقت تبقى النفايات المنزلية أهم الموارد التي بإمكانها خلق الثروة، من خلال معالجتها والتحكم فيها، بتطوير قدرة المحطة على المعالجة والتحويل. تعرف ولاية وهران منذ سنة، انطلاق عدة مشاريع لرسكلة النفايات العضوية، من بينها مشروع مؤسسة تسيير سوق الجملة للخضر والفواكه، الخاصة بتحويل النفايات الخضراء من مخلفات الخضر والفواكه إلى سماد عضوي وأعلاف، وهو المشروع الذي أشرفت وزيرة البيئة مؤخرا، على تدشينه، ويتم من خلاله تحويل 10 أطنان من المخلفات الخضراء يوميا إلى سماد عضوي موجه للبيع لصالح الفلاحين، فيما ينتظر استفادة ولاية وهران من مشروع آخر لإنتاج الطاقة الكهربائية، من خلال استغلال الغازات الناتجة عن تخزين النفايات. ❊رضوان.ق