انتقد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز موقف اسبانيا إزاء النزاع في الصحراء الغربية ووصفه ب "الغامض" ضمن المساعي الدولية الرامية إلى البحث عن حل نهائي له. ودعا الرئيس الصحراوي في حديث أجرته معه صحيفة اسبانية أمس المجموعة الدولية إلى الضغط على المحتل المغربي لإنقاذ مسار المفاوضات المباشرة مع الرباط لتفادي العودة إلى الحرب.
وتأسف الرئيس الصحراوي في حديث نشرته يومية "أ. بي . سي" الاسبانية للموقف التي تتبناه مدريد وهو ما عقد الأمور بدلا من أن يعمل على تقدمها. وقال الرئيس الصحراوي أن "الغموض الذي اكتنف الموقف الاسباني لم يساعد على تحقيق أي تقدم لا على مستوى منظمة الأممالمتحدة ولا من حيث احترام حقوق الإنسان ولا حتى على مستوى الموقف الأوروبي ولا من حيث تعزيز اتحاد المغرب العربي". ويرى الرئيس الصحراوي أن موقف اسبانيا استغله المغرب "لفرض تعنته" قصد تمديد النزاع وتساءل عن استعمال المغرب "لكمية السلاح الهائلة" التي زودته بها اسبانيا. ولدى تطرقه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب اللذين حدد لها مجلس الأمن الأممي أجلا إلى غاية أفريل القادم أشار الرئيس الصحراوي إلى أن المغرب "لم يكلف نفسه حتى الرد" على اقتراح الأمين العام الأممي لتعيين مبعوثه الخاص الجديد إلى المنطقة. وبعد أن ذكر أن الأمين العام الأممي بان كي مون جدد له دعمه لمسار المفاوضات خلال لقائهما بنيويورك شهر نوفمبر الماضي أكد الرئيس محمد عبد العزيز أنه يجب -لإنقاذ هذا المسار- ممارسة ضغوط على المغرب كفرصة أخيرة لتفادي العودة إلى الحرب". وأبدى الرئيس عبد العزيز من جهة أخرى تفاؤله لتسوية نزاع الصحراء الغربية بمجيء الرئيس الأمريكي الجديد وقال إن "لديه إحساس بأن استقلال الصحراء الغربية سيعترف به أخيرا خلال رئاسة باراك اوباما وأن هذا البلد سيدخل ضمن عضوية منظمة الأممالمتحدة. وأرجع الرئيس الصحراوي هذا التفاؤل إلى عدة أسباب ومنها أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد تتميز باحترامها للقانون الدولي وفي هذه الحالة بالذات بحق تقرير المصير المعترف به من طرف الأممالمتحدة. بالإضافة إلى "الاهتمام الكبير" الذي يوليه الرئيس اوباما "لاحترام حقوق الإنسان ولإفريقيا وللمؤسسات القارية مثل الاتحاد الافريقي والبرلمان الإفريقي حيث نحن ممثلون". وبخصوص دور ملك المغرب في المشكل الصحراوي لاحظ الرئيس محمد عبد العزيز تراجعا فادحا منذ وفاة والده الحسن الثاني" مذكرا بأن "المغرب في عهد الملك الحالي رفض مخطط 1991 واتفاق هيوستن واستفتاء تقرير المصير وهي الاتفاقيات التي وافق عليها جميعا الملك المغربي الراحل. وأضاف الرئيس الصحراوي أنه يجب على الذين دافعوا عن استقلال كوسوفو أن "يدافعوا اليوم عن استقلال الصحراء الغربية مثلما حدث مع تيمور الشرقية أو مع الكويت وإلا سيتم الاعتقاد أن هناك سياسة الكيل بالمكيالين في مجال القانون الدولي.