يعود مهرجان وهران للفيلم العربي إلى واجهة الحدث السينمائي، إذ تنطلق دورته الحادية عشر سهرة اليوم بقاعة السينما المغرب بقلب مدينة الباهية وهران ويستمر إلى غاية 31 جويلية الجاري، بمشاركة 38 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان، 10 أفلام روائية طويلة و14 فيلما وثائقيا و14 فيلما روائيا قصيرا. وقبل انطلاق المهرجان بأيام، تم الكشف عن ملصقة المهرجان التي تمثل جزئية مهمة من شخصية المهرجان السينمائية، وحدث أن انتقد العديد من السينمائيين العرب قبل الجزائريين للملصقة التي وجدوها لا تعبّر عن المحتوى السينمائي للمهرجان، ولا تتضمن أي جمالية بصرية من شأنها أن ترفع من قيمة التظاهرة الفنية والاتصالية، كما هو معمول به في أهم المهرجانات الدولية في السينما وغير السينما. وتقوم خلية الاتصال بدور غريب في عمليتها الاتصالية مع الصحفيين الجزائريين، إذ قاموا بتوفير كل المعلومات لصحفيين عرب، ومنعوها عن الصحفيين الجزائريين، على غرار نشر برنامج المهرجان، حيث تم نشره على أحد المواقع المصرية قبل ثلاثة أيام، ولم ينشر حتى في موقع مهرجان وهران للفيلم العربي، وهو أمر يستدعي التساؤل عن أي اتصال تقوم به هذه الخلية. ولماذا احتكار المعلومة إلى آخر لحظة؟ في حين أن المهرجانات التي تحترم نفسها يمكن الاطلاع على المعلومات في وقت مبكر ذلك أن العمل يتم بجدية وعلى مدار السنة وليس التحضير في شهرين. وبعد انتقاد واسع، انتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي، تم نشر البرنامج متأخرا أول أمس، في الموقع وصفحة المهرجان. هذا ولا يزال القائمون على الاتصال في كل مرة يرسلون بيانات توضيحية لأخطائهم المتكررة، ما يعكس هشاشة هذا الفريق وعدم احترافيته، وعدم إتقانهم لهذه المهمة الحساسة التي من شأنها أن ترفع من شأن مهرجان وهران أو تحطه، فبعد خطأ في الملصق، ظهر خطأ في بيان حول الورشات التكوينية، ثم ظهر خطأ آخر في اسم مخرج فيلم الافتتاح (كارما)، ما لبثوا حتى أعقبوه باعتذار. وبالعودة للمهرجان، ستكون السينما الجزائرية ممثلة بثمانية أعمال من مختلف الفئات ونجد عملين في فئة الأفلام الروائية الطويلة، ويتعلق الأمر بفيلم لنصر الدين قنيفي بعنوان (لم نكن أبطالا)، و(إلى آخر الزمن) لياسمين شويخ. أما في فئة الفيلم الروائي القصير، يشارك محمد نجيب العمرواي بعمله (الورقة البيضاء)، إلى جانب العمل المشترك الجزائري الأمريكي عنوانه (ساحة المعركة) لأنور بن اسماعين. أما في مجال الأفلام الوثائقية، يتواجد المخرج سعيد عولمي ضمن المنافسة بفيلمه (على خطى المحتشدات)، وإلى جانبه فيلم (معركة الجزائر... فيلم في التاريخ) لمالك بن إسماعيل، كما يشارك المختار كربوعة بفيلم (ذكرى في المنفى)، ويشارك سليم عقار بفيلم (قصة فيلم معركة الجزائر). وتشهد الدورة الحادية عشر مشاركة ليبية، قد تكون الأولى في المهرجان، بفيلم روائي قصير (جثة ناجي) لرءوف بعيو، بينما يتجلى تحفظ من مشاركة الفيلم الروائي الطويل المصري (فوتوكوبي) لتامر العشيري، ذلك أنه لم يلب أهم شروط المشاركة في منافسة الوهر الذهبي والمتعلق بعدم نشر الفيلم في المواقع الالكترونية، غير أن الفيلم يمكن مشاهدته عبر أرضية اليوتوب كاملا. وفضل بعض المتتبعين إشراك فيلم (كارما) لخالد يوسف ضمن المنافسة عوض (فوتوكوبي) المتاح للجميع، لكن إدارة المهرجان جنحت لفيلم تامر العشيري، مقدمة أعذار غير مقنعة. إلى جانب العروض، ينظم خمس ندوات وخمس ورشات في السينما يديرها ويؤطرها مختصون من الجزائر والعالم العربي، ناهيك عن ماستر كلاس للممثلة البلجيكية ذات الأصول الجزائرية نوال مدني وورشة كبيرة يديرها مختصون في السينما من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتكرم الدورة 11 من المهرجان ثلاثة من كبار الأسماء في السينما الجزائرية والعربية وهم الراحلة المصرية الفنانة شادية والمخرجين الجزائريين الراحليين فاروق بلوفة ومحمد زموري. وحسب بيان عن المهرجان تلقت (المساء) نسخة منه فإن عروضا خارج المنافسة ستكون حاضرة بقوة وفي أربع مناطق في الجزائر هي معسكر ومستغانم وسيدي بلعباس، بالإضافة إلى وهران، حيث اتسعت رقعة المهرجان إلى المدن المجاورة لوهران حتى يستمتع الجمهور بآخر إنتاج السينما الجزائرية، خصوصا مدينة سيدي بلعباس التي ستحتضن فعالية كبيرة مرافقة للمهرجان حيث سنحتفي بتجربة المخرج الجزائري سيد علي مازيف. ويرأس لجان تحكيم المهرجان ثلاثة من أهم الأسماء في السينما العربية يتقدمهم المخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش الذي سيكون على رأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية، فيما سيترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المخرج العراقي قاسم حول. أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، فستكون على رأسها الممثلة اللبنانية تقلا شمعون. جدير بالذكر أن فيلم (كارما) للمصري خالد يوسف (يفتتح) الدورة الحادية عشر بقاعة المغرب، فيما يختتم بالفيلم الجزائري (عرفان) لمخرجه سليم حمدي (2018)، بطولة شافية بوذراع، مليكة بلباي ومصطفى العريبي. ❊دليلة مالك