أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أول أمس، أن الجيش الوطني الشعبي يعرف "حدود ونطاق مهامه الدستورية ولا يمكن بأي حال من الأحوال إقحامه في المتاهات الحزبية والسياسية". وإذ حذر من محاولات "الوصاية" على الجيش الوطني الشعبي أو الحديث باسمه، تعهد الفريق بالتصدي "بكل قوة وصرامة، لكل من يسمح لنفسه بتعريض وطن الشهداء للفوضى". واستغرب نائب وزير الدفاع الوطني في كلمة له بمناسبة ترؤسه حفل تكريم أشبال الأمة المتفوقين في شهادة البكالوريا، تمت متابعتها عبر كافة وحدات النواحي العسكرية الست عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، عودة الحديث عن إقحام الجيش الوطني الشعبي في المتاهات السياسية قائلا في هذا الصدد "لقد أصبح من السنن غير الحميدة، بل أصبح من الغريب وغير المعقول، بل وحتى غير المقبول، أنه مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، سواء بالنسبة للمجلس الشعبي الوطني أو المجالس البلدية والولائية، أو فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، مع اقتراب مواعيد هذه الاستحقاقات الوطنية الهامة، وعوض أن يتم الاهتمام بالعمل على كسب ثقة الشعب الجزائري من خلال الاهتمام بانشغالاته الملحة.. ترى بعض الأشخاص وبعض الأطراف يتعمدون الابتعاد عن صلب الحنكة السياسية". وإذ أشار إلى أن "السياسة هي القدرة على التكيف مع مقتضيات الواقع، والقدرة هنا تعني حسن التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية ومتطلبات تحقيقها، وهذا يستوجب بالضرورة مستوى راق من الأداء السياسي في جميع الأحوال والظروف"، ذكر الفريق قايد صالح بأنه سبق له الإشارة والتوضيح "وبإلحاح شديد في العديد من المناسبات على أن الجيش الوطني الشعبي هو جيش يعرف حدود، بل ونطاق مهامه الدستورية، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إقحامه في المتاهات الحزبية والسياسية والزج به في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل"، مستغربا لكون "مع ذلك، هناك من يسمح لنفسه تنصيب شخصه وصيا على الجيش الوطني الشعبي، بل وناطقا رسميا باسمه، ناسيا أو متناسيا أن الجيش الوطني الشعبي هو جيش الشعب الجزائري، هو جيش الجزائر بكل ما تحمله هذه العبارة الطيبة من معاني تاريخية عريقة ومن قيم سامية ونبيلة وبكل ما تمثله من حاضر ومستقبل". وبلغة التحذير، أكد نائب وزير الدفاع الوطني قائلا "فليعلم الجميع أنه لا وصاية على الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني"، مذكرا بأن هذا الجيش "يتلقى توجيهاته السامية من لدن المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ويسهر بعيون يقظة ومتحفزة لا تنام، ويعمل بمثابرة شديدة وفق الضوابط التي تمنحها له قوانين الجمهورية ويخوله له مضمون الدستور الجزائري". وبعد أن أبرز الإنجازات التي حققها الجيش الوطني الشعبي في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة وكذا الجهود المضنية التي يبذلها أفراده ليل نهار واستعدادهم الدائم للدفاع عن سيادة الجزائر وأمنها واستقرارها، ذكر الفريق بأن "المهام المنوطة بالجيش الوطني الشعبي هي مهام جليلة وعالية الأهمية، داعيا كافة الأطياف السياسية والمجتمع المدني إلى أن "يوفوها حقها، وأن يقدروا ما يبذله الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، من جهود مثابرة ومضنية طيلة شهور السنة وأيامها، بل وحتى لياليها". الجيش لن يسمح بأي تجاوز قد يؤدي للفوضى وأضاف أن "الجيش هو جيش الشعب الجزائري، جيش يفتخر بانتمائه لهذا الشعب الوطني والأصيل ويعتز كثيرا بهذه الثقة الكبرى التي ما فتئ يلقاها من شعبه عبر كافة أرجاء الوطن، جيش محترم في مسلكه وسلوكه ومحترف في أدائه وطريقة تفكيره، يعمل بتوجيهات المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ويحرص كثيرا على أن لا يحيد عن تطبيق هذه التوجيهات، وعن ضوابط قوانين الجمهورية والحدود المهنية والوظيفية التي يحددها الدستور". كما أبرز نائب وزير الدفاع الوطني بأن "الجيش الوطني الشعبي هو جيش نوفمبر المنبع، ومبدئي النهج والسلوك، جيش يقدس العمل المخلص والمتفاني"، مشددا على أن هذا الجيش "لا ولن يتسامح مع أي تجاوز قد يؤدي إلى الفوضى ولن يسمح بالفوضى التي قد -أقول قد- يفكر في زرعها بعض الأطراف الذين هم على استعداد لتعريض الجزائر للخطر من أجل صيانة أو المحافظة أو تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة". وتعهد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي "أمام الله، وأمام أرواح الشهداء، وأمام الشعب الجزائري برمته، بأن الجزائر هي بين أياد أمينة، أيادي تعرف للأمانة حقها وترعى للعهد حق الالتزام وحسن الرعاية، أيادي ستتصدى بكل قوة وصرامة، لكل من يسمح لنفسه بتعريض وطن الشهداء، للفوضى ولمكر الماكرين ولعب اللاعبين"، مضيفا في هذا الشأن "أقول هذا الكلام، وأنا أعلم بأن شرفاء الجزائر وهم كثيرون، سيعرفون كيف يضعون وطنهم في قلوبهم، ويعرفون كيف يحافظون على أمن الجزائر وصيانة استقرار شعبها وحرمة ترابها وقدسية سيادتها واستقلالها الوطني". الجزائر ليست حلبة للصراع من أجل صيد الغنائم كما شدد الفريق قايد صالح على أن "الجزائر ليست حلبة صراع وسباق لمن هب ودب من أجل صيد الغنائم واقتناص المصالح الشخصية والذاتية الضيقة"، مشيرا في المقابل إلى أنها ميدان للعمل الشريف والنظيف، حيث قال "نعم، الجزائر أرض طاهرة بدم الشهداء، لا بد أن يكون العمل فيها شريفا ونظيفا، عمل يكون فيه الشعب هو الحكم العدل". ولفت الفريق قايد صالح الى أن "كل يوم يمر، استطاع خلاله جيشنا، بفضل الله تعالى وقوته، أن يقطع خطوات أخرى مديدة وسديدة"، حيث أكد بأن "الجيش يعمل، والجيش ينجح في أعماله، لأنه يجعل من العمل وسيلته الأساسية"، دعيا إلى الكف عن إقحامه في المتاهات، بقوله، "لا ترهقوا كاهله ببعض التدخلات وبعض التعليقات وبعض الملاسنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع"، قبل أن يضيف في نفس الصدد بأن "الجيش، ليس شماعة يضع عليها بعض الفاشلين فشلهم وليس الشجرة التي يريد البعض أن يحجب بها غابة عجزه وقصوره، فاللسان بما ينطق من كلام وبما يهمس من همسات مهما تمطط، لن يكون بديلا للسواعد القوية وللعمل النظيف، فالله يشهد على ما في السرائر والقلوب، والشعب يعلم من أصدق قولا وعملا". تكريم أشبال الأمة المتفوقين في البكالوريا وأشرف نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أول أمس، بمقر وزارة الدفاع الوطني، على مراسم حفل تكريم أشبال الأمة المتفوقين في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2018، بحضور قادة القوات والحرس الجمهوري والدرك الوطني ورؤساء دوائر أركان الجيش الوطني الشعبي ومدراء ورؤساء المصالح المركزية لوزارة الدفاع الوطني وكذا المدير العام للأمن الوطني. وشمل هذا التكريم، الأشبال الذين نالوا شهادة البكالوريا بدرجة امتياز على مستوى مدارس أشبال الأمة الثلاثة بكل من وهران والبليدة وسطيف والتي فاقت نسبة النجاح بها 99 بالمائة. وأشار بيان لوزارة الدفاع الوطني إلى أن الفريق قايد صالح "حرص بالمناسبة على تقديم تهانيه الخالصة لكل الأشبال الناجحين في هذه الشهادة، كما خاطب أفراد الجيش الوطني الشعبي، عبر كافة وحدات النواحي العسكرية الست عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حرص خلالها على توجيه تحية إجلال وإكبار وعرفان وتقدير لكل هؤلاء الرجال من قواتنا المسلحة المرابطين على كل شبر من أرض الجزائر، مجددا التذكير بالمهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي والتي لن يحيد عنها أبدا". وجدد الفريق قايد صالح في هذا الإطار "تهانيه لأشبال الأمة الذين ما فتئوا يحققون النجاحات تلو النجاحات سواء خلال مشوارهم الدراسي أو في ما يخص نسبة النجاح القياسية في امتحان شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، وهو النجاح الذي يؤكد في كل مرة صوابية المقاربة المتبناة من قبل قيادة الجيش الوطني الشعبي في مجال التكوين النوعي الذي تمنحه هذه المدارس للأشبال. واغتنم الفريق قايد صالح الفرصة ليخاطب الناجحين قائلا "إن النتائج الباهرة التي حققتموها في شهادة البكالوريا، لدورة جوان 2018، هي نتائج عالية التميز تستحقون من أجلها اليوم أن أتوجه إليكم، ومن خلالكم إلى كافة زملائكم الذين تمكنوا من نيل هذه الشهادة المرموقة، بتهاني الخالصة على هذا الإنجاز المستحق الذي يضاف إلى سلسلة النجاحات التي ما فتئتم تحققونها على كافة الأصعدة والمجالات، بفضل جهودكم ومواظبتكم في التحصيل العلمي العالي والسلوك المثالي الذي تحليتم به طيلة مشواركم الدراسي. واستطرد قائلا "إنكم وأنتم تجتهدون وتحققون مثل هذه النتائج الباهرة، فإنكم تسمون بأنفسكم إلى ما يتوافق مع هذا النهج العملي المثمر الذي يتبناه جيشكم تماشيا مع توجيهات المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، المنبثقة عن استراتيجيته البعيدة النظر ذات الصلة بالعناية بالشباب المؤمن بانشغالات وطنه والمدرك لأهمية التمسك بجذوره الوطنية والتاريخية، والحريص على حتمية رفع التحديات وكسبها مهما بلغت حدتها واشتدت رهاناتها.."، مبرزا في سياق متصل "حكمة قرار الرئيس بوتفليقة المتعلق بإحداث مدارس أشبال الأمة، التي تمثل امتدادا طبيعيا لمدارس أشبال الثورة، وتمثل في ذات الوقت رابطة تاريخية متينة بين الحاضر والمستقبل، بل وبين الماضي والمستقبل، فشبل اليوم الذي ينهل من قيمه التاريخية المجيدة، هو رجل الغد الذي سيعود له بالضرورة، وفقا لسنة الله في خلقه، واجب مواصلة المشوار في خدمة جيشه وشعبه". وذكر الفريق قايد صالح انه "على سبيل المثال تحصل 1623 شبلا على شهادة البكالوريا منذ السنة الدراسية 2012/ 2013 إلى غاية هذه السنة الدراسية 2017 /2018، وهو عدد هام بل ومثالي، لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار أن 218 منهم أصبحوا إطارات في مختلف التخصصات بعد تخرجهم من مختلف المدارس العليا للجيش الوطني الشعبي، والبقية يواصلون مزاولة تكوينهم بمختلف المؤسسات التكوينية العليا، علما أن العدد الإجمالي للأشبال والشبلات سيبلغ 6156 مع انطلاق السنة الدراسية 2018 /2019، من بينهم 4107 في الطور المتوسط و2049 في الطور الثانوي، من بينهم 565 شبلة". وبعدها ألقى أحد الأشبال المتفوقين في شهادة البكالوريا كلمة باسم زملائه الأشبال حيا فيها القرار الحكيم من وراء إحداث مدارس أشبال الأمة، الذي أقره فخامة رئيس الجمهورية وحرصت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تجسيده ميدانيا في وقت قياسي. كما استمع السيد الفريق إلى تدخلات أفراد الجيش الوطني الشعبي وأخذ صورة تذكارية مع الأشبال المتفوقين المكرمين، ليحضر في ختام اللقاء، مأدبة غداء رفقة جميع الأشبال المتفوقين.