رغم تطمينات وزارة الصحة أن الإصابات بمرض التهاب السحايا هي مجرد حالات منعزلة ولا تستدعي القلق، فإن الواقع يكشف أن المرض لم يعد ينحصر في البليدة أو المسيلة فقط، فقد سجلت أمس ورفلة حالتي وفاة بسبب الإصابة بهذا المرض. من جهتها أعلنت المصالح الصحية بأدرار طوارئ في المستشفيات بعد تسجيل 15 إصابة مؤكدة بداء البوحمرون، في الوقت الذي امتنعت فيها نظيرتها بتلمسان عن إعلان حالة الطوارئ بعد تسجيلها ل20 حالة إصابة بالتيفوئيد. استنفار طبي ومنع السكان من استهلاك مياه المنابع الطبيعية 20 مصابا بداء التيفوئيد في وادي الشولي بتلمسان تعيش المصالح الصحية بولاية تلمسان، في اليومين الأخيرين، حالة استنفار قصوى، بعد ظهور بؤرة لداء التيفوئيد ببلدية الوادي الأخضر، المعروفة باسم وادي الشولي، الواقعة جنوب شرق عاصمة الولاية على بعد 17 كيلومتر فقط، في منطقة تعتبر معبرا للمجاري المائية الغابية. وقد بدأت أولى حالات الإصابة بهذا الداء تظهر أول أمس، حيث أصيب أكثر من 40 شخصا بارتفاع درجات الحرارة في أجسامهم، ونظرا لانعدام وسائل التشخيص والعلاج في هذه البلدية، بدأ الأولياء ينقلون ذويهم إلى المستشفى الجامعي لتلمسان، ونظرا لحجم الوافدين وتشابه حالاتهم، حامت الشكوك حول احتمال انتشار داء التيفوئيد، الذي يتنقل كما هو معروف عن طريق المياه. وعلى إثر حساسية حالات عدد من المصابين، قرّر الأطباء نقلهم إلى مصلحة الأمراض المعدية للمستشفى الجامعي لتلمسان لمعاينتهم، وتقرر الاحتفاظ ب 22 منهم في المصلحة. مع العلم أن الإصابة مسّت مواطنين من مختلف الأعمار، إضافة إلى تعرض تلاميذ متمدرسين بمختلف مؤسسات هذه البلدية للإصابة، مما يعني أنها انتشرت في مختلف أطرافها وليس في بؤرة محددة. وقد ذكرت والدة أحد المصابين ممن تم الاحتفاظ بهم في المستشفى ل''الخبر''، أن ابنها ظهر عليه كبقية المصابين ارتفاع درجة الحرارة. موضحة أنه يكون هو الآخر قد شرب من نفس الماء الذي شربه غيره. وفي مصلحة تحليل المياه بمستشفى تلمسان، تأكدت ''الخبر'' أن التحاليل أثبتت أن السكان المصابين شربوا من مياه منبع طبيعي موجود بتراب بلدية الوادي الأخضر، التابعة إداريا لدائرة أولاد ميمون، ويحتمل أن مياه المنبع غير صالحة للشرب. من جهتها، تلتزم مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان الصمت تجاه هذه الحالات الصحية، حيث لم تصدر أي بيان لطمأنة سكان المنطقة التي سجلت بها الإصابات وكذا سكان مجموع الولاية. وتعرف بلدية وادي الشولي، حالة استنفار قصوى خوفا من تسجيل إصابات جديدة، حيث قامت مصالح البلدية بتفريغ جميع الصهاريج التي يحتفظ فيها سكان قرى يفوق عددهم 9 آلاف نسمة بالمياه الموجهة للاستهلاك. كما منعت السلطات المحلية استعمال المياه المخزنة في المؤسسات التعليمية.