كما تدل عليه مجريات المباراة، فإن المضيف البلعباسي لم يترك أي مجال للزوار الوهرانيين لاستنساخ سيناريو الموسم الماضي، حيث بادر إلى محاصرتهم في الدفاع وتكثيف الغارات الهجومية على مرماهم، ونجح في قتل المباراة في 8 دقائق وكان بإمكانه أن يلحق بالمولودية خسارة مذّلة، لولا تسرع مهاجميه وكذلك براعة الحارس ليتيم الذي جنب فريقه خسارة تاريخية، وهذا باعتراف مدربها المغربي بادو الزاكي. وقد ظهر تفوق المدرب البلعباسي معز بوعكاز واضحا فوق رقعة الملعب، فدرايته بنقاط قوة ونقاط ضعف المولودية التي درّبها الموسم، مكنته من وضع التكتيك المناسب لاحتواء حماس الوهرانيين، ساعده في ذلك تخبط مدرب المولودية الزاكي الذي لم ينجح إلى حد الآن في ضبط تشكيلة أساسية جيدة، فكثرت تغييراته مما أثر على مردود الفريق عامة، وأول أمس، عجل بتغييرين بعد مرور 82 دقيقة، أي بعد هدفي بلعباس، وهذا بعدما استشعر خطرا محدقا وخسارة ثقيلة جدا في ظرف زمني قياسي. وظل المتتبعون حائرون في تصرف مدرب "الحمراوة" مع أطوار المباراة، التي أفلتت من بين يديه زمام المبادرة فيها لفائدة غريمه بوعكاز الذي تصيّّد أخطاء فريقه السابق، خاصة لما اندفع نادي الحمراوة إلى الهجوم بغية تدارك تأخره في النتيجة، فكان يرد عليه بمرتدات سريعة جلبت هدفا ثالثا رائعا من تجسيد المتألق زواري، وضاعت أخرى للأسباب التي ذكرناها سابقا، في حين كانت الحسنة الوحيدة للمدرب الزاكي إقحامه للمهاجم الشاب فريفر، الذي أقلق كثيرا الخط الخلفي للمحليين، وبفضل نشاطه جاء هدف الشرف ل«الحمراوة" وأعلنت ضربة جزاء ضيعها زميله ناجي. وكشفت مباراة الجارين عن خلل كبير في محور دفاع المولودية الوهرانية، استثمره البلعباسيون كما يجب، ولحسن حظ "الحمراوة" أنهم أحسنوا انتداب الحارس ليتيم، وإلا لكانت النتيجة كارثية، لكن رغم ذلك، تبقى ثقيلة ومعاكسة تماما لآمال الأنصار وطموحات الإدارة، فالمولودية لم تبذل الجهد اللازم حتى تنتصر، بل كانت خارج الإطار تماما، وما شوهد فوق أرضية ملعب "24 فبراير" بمدينة سيدي بلعباس ينذر بخطر داهم على مستقبل النادي الأول في وهران إن لم يتداركه مسيروه ومحبوه الحقيقيون، وينتشلوه من خطر التكتلات واللامبالاة بقميص النادي وتاريخه قبل فوات الآوان. فحسب الأصداء التي وردت أول أمس من ملعب المباراة، فإن أحد اللاعبين القدامى كشف لبعض الأنصار الذين فضلوا الانتقال إلى مكان إجراء المباراة عن أمور خطيرة داخل المجموعة، مؤكدا وجود ثلاث تكتلات داخل التعداد، مما يهدد حسبه مستقبل المولودية إن لم يعجل المسيرون بتصحيح الأوضاع عاجلا. "بابا" يكون فسخ عقد بادو الزاكي بالتراضي يكون رئيس مولودية وهران أحمد بلحاج المدعو "بابا" قد اجتمع بمدربه بادو الزاكي يوم أمس، من أجل إيجاد صيغة لفسخ عقده بالتراضي، كما صرح بذلك "بابا" عقب نهاية مباراة "داربي" الغرب بين المولودية واتحاد بلعباس بملعب هذا الأخير، وهو التصريح الذي تضمن عزمه طرد ثلاثة لاعبين بسبب سوء سلوكهم.وكان "بابا" عبّر عن استيائه من هزيمة فريقه أمام "المكرة"، وكذلك من طريقة لعبه التي لا توحي إطلاقا برغبة فريق ينوي لعب الأدوار الأولى في بطولة هذا الموسم، والظروف اللائقة التي وضع فيها اللاعبون على حد تعبير "بابا". تصريحات الزاكي ( مدرب مولودية وهران): نستحق الانتقاد إعترف بادو الزاكي مدرب مولودية وهران، بأن فريقه لم يقدم ما يسمح له بالفوز على اتحاد سيدي بلعباس أو تحصيل نتيجة التعادل على الأكثر، مبديا أسفه للوجه الشاحب الذي أبان عنه لاعبوه. وتابع يقول: "لم أعرف فريقي اليوم، أنا مستغرب من الأداء الباهت، فكأن الفريق كان يخوض ودية لا مباراة رسمية، ولا أفهم لماذا نعمل بشكل جيد في التدريبات ونظهر عكس ذلك في المقابلات الرسمية، هناك أمور بدأت تظهر ستضر بالمولودية مستقبلا، لقد عجلت بإجراء التغييرات لتجنيب كارثة كانت ستلحق بالفريق، بالنسبة لخصمنا اليوم، فقد كان أكثر إرادة وحرارة في اللعب منا، وفردياته هي التي صنعت الفارق، واستغلت كما يجب أخطاءنا التي ارتكبناها بسذاجة، علينا تصحيح الأمور ونحن نعلم أنه ينتظرنا عمل كبير، وعلينا ترك لقاء بلعباس جانبا والاستعداد لما هو قادم حتى نظهر في أحسن حال يرضي أنصارنا الذين نستحق انتقاداتهم". بوعكاز (مدرب اتحاد بلعباس) : فوز ذهني وساعدتني معرفتي لبيت المولودية أما معز بوعكاز مدرب اتحاد بلعباس، فثّمن فوز فريقه ضد المولودية، حيث اعتبره "دكليك"، ضاربا الموعد في الجولات القادمة لكي يظهر الاتحاد بوجهه الحقيقي، وأتم بارتياح: "ليس أفضل وأجمل من أن تحدث "الدكليك" في مباراة الداربي، لقد ساعدتنا معرفتي بنقاط قوة وضعف مولودية وهران، وكذلك عودة بعض الأساسيين هم ضمن مخططاتي، وأشكر أشبالي على جهودهم فوق أرضية الميدان، والأنصار على مساندتهم الدائمة من فوق المدرجات".