يمثل الوزير الأول، أحمد أويحيى، رئيس الجمهورية، في أشغال القمة الثالثة حول التعاون الصيني - الإفريقي التي تعقد اليوم ببكين، فعلاوة على رؤساء دول وحكومات افريقية سيشارك كل من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وكذا 27 منظمة دولية وافريقية في هذا الحدث. وكان وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، قد شارك أمس في الندوة الوزارية ال7 لمنتدى التعاون الصين-إفريقيا، حيث ترأس الندوة مناصفة، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب الإفريقية لينديو سيزولو ووزير الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي. وشكلت هذه الندوة التي عرفت مشاركة الوفود الوزارية فرصة للدول الإفريقية والصين لتقييم برامج التعاون المتفق عليها خلال المواعيد السابقة للتعاون الصيني الإفريقي، لاسيما القمة الثانية المنعقدة بجوهانسبورغ في ديسمبر 2015. وفي هذا الصدد، أشاد الوزراء الأفارقة بمدى تنفيذ التعاون القائم بين إفريقيا والصين، مجددين التزامهم بالمواصلة في هذا التعاون وتعزيزه أكثر فأكثر بما يحقق مصلحة الطرفين. وأكد الوزراء الأفارقة على أهمية هذا التعاون في الاستجابة لتطلعات الدول الإفريقية، على ضوء أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، التي تشكل القناة الوحيدة التي يجمع فيها عمل التنمية في القارة الإفريقية. كما صادقت الندوة الوزارية على مشروعي بيان بكين ومخطط عمل 2019-2021 اللذان سيتم عرضهما في قمة رؤساء الدول والحكومات التي تبدأ أشغالها اليوم و تستمر لمدة يومين. على الصعيد الثنائي، يتيح لقاء بكين للقادة الجزائريين والصينيين فرصة لتوطيد تعاونهما التقليدي الذي ارتقى إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة والتي جاءت عقب قرار مشترك كان قد اتخذه الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وشي جين بينغ. ويعتزم البلدان اللذان يحتفيان بالذكرى 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية وضع مخطط خماسي 2019-2023 والذي يعد بمثابة "ثقة متبادلة"، تبنى عليها الشراكة الإستراتيجية التي تربط البلدين. وتنعقد هذه الطبعة ال3 للمنتدى والتي تأتي بعد طبعة بكين 2016 وطبعة جوهانسبورغ (جنوب افريقيا) في 2015 تحت عنوان، "الصين-افريقيا، نحو مجتمع أقوى ومصير مشترك من خلال التعاون المربح للجميع". ويشكل الموعد بالنسبة للصين والقادة الأفارقة فرصة لإرساء شراكة خاصة في مختلف القطاعات، حيث تزخر دول القارة الإفريقية بقدرات هائلة يظل استغلالها غير مرضي، لا سيما في ميداني الزراعة والصناعة. وعليه يتعلق الأمر بتنسيق الجهود في إطار مبادرة (الحزام والطريق) التي اقترحتها الصين ضمن أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، التي تشمل برنامج التنمية المستدامة في آفاق 2030 الذي سطرته الأممالمتحدة وكذا مخططات التنمية للدول الإفريقية. وتهدف القمة الصينية الإفريقية إلى وضع مخطط متكامل من أجل إقامة علاقات أوثق بين الطرفين ،فضلا عن تنسيق السياسات في إطار مبادرة " طريق الحرير" وأهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063. كما ارتكزت العلاقات الصينية الإفريقية على أسس سياسية واقتصادية أوسع وأعمق من المفهوم الضيق للاستحواذ الصيني على الموارد الطبيعية، خاصة في ظل تداخل عوامل داخلية وخارجية صينية كان لها الدور المهم في تشكيل السياسة الخارجية الصينية تجاه إفريقيا. للإشارة، يشارك في هذا المنتدى 1069 ممثلا إفريقيا، يمثلون أكثر من نصف العدد الإجمالي للمشاركين، كما تشارك 67 شركة بالإضافة إلى شركات صغيرة ومتوسطة تغطي القطاعات التقليدية كالطاقة والمالية والزراعة والتصنيع والبنية الأساسية وصناعات ناشئة منها الانترنت والتجارة الالكترونية.