شهدت حملة التشجير وتزيين المحيط بكافة بلديات ودوائر ولاية البليدة، بعدما سبقتها حملات تنظيف واسعة لرفع النفايات المتراكمة، مشاركة واسعة من قبل السكان الذين تعاهدوا على إعادة الوجه الجمالي لمدينتهم التي لا طالما ارتبط اسمها بالورود والجمال. تأتي حملة التشجير والتزيين هذه، التي عرفت مشاركة كافة أطياف المجتمع من سلطات محلية وجمعيات بيئية وأعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، بالإضافة إلى أفراد المجتمع المدني بعد حملة النظافة التي انطلقت مؤخرا، والتي أسفرت عن القضاء على عدد كبير من النقاط السوداء التي انتشرت عبر كافة أحياء وشوارع الولاية، على أن تتواصل إلى غاية رفع جميع النفايات المتراكمة، والتي حولت عددا من أحياء المدينة إلى مفرغات عمومية. فمنذ ساعات الصباح الأولى، تحولت مختلف بلديات الولاية إلى ورشات مفتوحة لغرس الأشجار والورود على مستوى الأحياء والتجمعات السكانية، وعلى حافة الطرق، بهدف تحويل النقاط السوداء إلى فضاءات لراحة العائلات. نظرا لتزامن هذه المبادرة الرامية إلى استرجاع الصورة الأصيلة لمدينة الورود مع عطلة نهاية الأسبوع، شهدت مشاركة واسعة لسكان الولاية الذين حرصوا على مشاركة أفراد الحماية المدنية، وكذا أعوان محافظة الغابات وعمال كل من مؤسستي "متيجة نظافة" و«حدائق" في غرس الأشجار والورود وسقيها. من جهتهم، اغتنم العديد من الأولياء هذه الفرص لغرس الحس البيئي لدى أبنائهم، من خلال إشراكهم في حملات التشجير وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على هذه الفضاءات الخضراء التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم للعب. في هذا السياق، أكد السيد دحمان القاطن بحي ديار البحري ببني مراد، أنه أجبر ولديه على المشاركة في حملة التشجير، رغم تفضيلهما اللعب مع أصدقائهما، بهدف توعيتهما بأهمية الحفاظ على الشجرة التي -كما قال - "تستدعي منا جهدا ووقتا لغرسها والمحافظة عليها"، مثمنا في نفس الوقت مثل هذه الالتفاتات التي تساهم في توفير بيئة صحية ونظيفة. شكلت هذه المناسبة فرصة للسكان من أجل طرح انشغالاتهم أمام والي البليدة بالنيابة، رابح آيت أحسن، الذي أشرف على هذه العملية التي تعلقت خاصة بمشكل النقل وغياب فضاءات اللعب للأطفال وتهيئة الطرق. يذكر أن حملة التشجير هذه مكنت من غرس نحو 4 آلاف شجيرة وورود عبر حافة الطرق، وكذا مختلف الأحياء السكنية، على أن تتواصل بشكل منتظم إلى غاية تحويل جميع النقاط السوداء إلى مساحات خضراء، حسبما أوضحه مدير المؤسسة العمومية "متيجة حدائق"، ياسين وادي فل.