يحاول الفنان التشكيلي بشير توجي حماية الطبيعة من خلال رسمها بكل جوارحه، متخذا الأسلوب شبه الواقعي مطية له لتحقيق هذا الغرض، وها هو يعرض ثلاثين لوحة بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب"، تصب كلها في شلال الطبيعة. اعتبر ابن دلس أن حماية الطبيعة من طرف الإنسان قمة في التناقض؛ فهو الذي يسعى إلى تحطيمها من خلال العديد من الوسائل، ومن بينها تشييد بنايات على أراض خضراء صالحة للزراعة، ومع ذلك قرر الفنان بشير توجي أن يرسم مناظر طبيعية؛ علّه بهذه الخطوة يساهم في تخليدها، مشيرا إلى أهمية أن يعيش الإنسان تناقضاته لكن بدون تجاوز لحدوده. وقال توجي ل "المساء" إنه رسم هذه اللوحات المعروضة سنتي 2017 و2018، مع العلم أنه شرع في الرسم منذ صغره، ولم يفارقه هذا الحب حتى خلال عمله كبحار طيلة ثلاثين سنة، بل على العكس تماما، تمكّن من صقل موهبته عبر الاحتكاك بفنانين من مختلف قارات العالم، فنظم معرضا بالغابون سنة 1986، ومعارض أخرى في الموانئ سنة 1985، كما شارك في صالونات مع جمعيات من مرسيليا (فرنسا). وفي هذا الإطار كان يعرض ضمن معارض جماعية في هذه المدينة أربع مرات في السنة. وتحدّث توجي عن تأثره بالمناظر الطبيعية للعديد من الدول، خاصة منها المتعلقة بمنطقة المتوسط، والنتيجة رسمه العديد منها في لوحاته، مضيفا أن الإنسان هو مزيج أو كمّ من تجاربه في الحياة، إضافة إلى أذواقه وعلاقاته وغيرها من الأمور التي تحدده، ومن ثم تدفع به إلى التعبير عنها، لهذا فهو فنان يتجه إلى العالمية.بالمقابل، لا يرسم توجي البحر كثيرا رغم أنه قضى فيه سنوات طويلة من عمره، ومع ذلك لم يكن يرسم كثيرا على ظهر البواخر، بل كان يستمتع بالقراءة. وبعد أن تقاعد اتجه نحو شغفه الكبير، وهو الرسم، وأصبح يرسم مناظر من دلس ومن مدن كثيرة زارها في حياته. واختار توجي تقنيتين للرسم، الأولى عادية، يرسم فيها لوحاته بالريشة. وفي هذا يقول: "أرسم بالريشة حينما أريد أن أرسم مواضيع متأنية وأكثر تفكيرا، إضافة إلى اهتمامي أكثر بالتفاصيل، في حين أرسم بالسكين أو ما يسمى ب "سباتيل" التي يستعملها البنّاء، حينما أرسم بعفوية وبسرعة". ويقوم الفنان بملء السكين بلون واحد أو بعدة ألوان، ويرسم به محدثا بذلك لمسات لا يمكن صنعها بالريشة، في حين لا يستعمل الفنان الريشة والسكين في لوحة واحدة، كما يستعمل أحيانا يده في الرسم. ورسم الفنان مناظر طبيعية لعدة دول، تأتي في مقدمتها المتعلقة بمدينته دلس، حيث يرسم في أوراق، ومن ثم يعود إلى ورشته ويرسم لوحات جميلة تغمرها الطبيعة الغنّاء وأزهار الخشخاش (كوكليكو). كما رسم، في أكثر من لوحة، الراعي وهو يحرس معزاته، وفي لوحة أخرى، يقودها إلى حيث مربضها. ورسم توجي المرأة في أكثر من لوحة؛ فهو يعتبرها الحياة. وفي هذا يقول: "أجمل خلق الله المرأة، أراها في وقتنا هذا صامدة أمام كل شيء، فهي الأكثر قوة ولطافة في آن واحد، عكس الرجل الذي يعيش الضياع. أعتقد أن المرأة تجد في الدراسة مخرجا لها، أما الرجل فهو حرّ بطبعه، ولهذا لا يبالي بالكثير من الأمور، حقا، الإنسان يُخرج أعمق ما في كنهه حينما تتعرض سبيله قيود ما". لم يشأ توجي أن يضع عناوين للوحاته، لأنه، وحسبما قال ل "المساء"، يخاطب عاطفة الإنسان وحسه المرهف وباطنه العميق وروحه الفضفاضة، بينما لا يتوجه إليه من خلال ذكائه، لهذا لا يحبّذ وضع العناوين للوحاته، بل يترك الحرية للجمهور لقراءة اللوحة كما يبتغي، إضافة إلى أن مواضيع اللوحات واضحة؛ فهي مرسومة بالأسلوب شبه التصويري. بالمقابل، لا يحب الفنان بيع لوحاته، ومع ذلك يضحي ببعضها كي يستمر في الرسم، نظرا لغلاء المواد المستعملة في هذا الإطار، فمعرضه هذا كلفه أكثر من أربعين مليون سنتيم، كما أنه يستورد الألوان التي يستعملها في لوحاته، وفي هذا يقول: "الكثير من أصدقائي الفنانين توقّفوا عن الرسم، نظرا لغلاء المصاريف المتعلّقة بهذا الفن، إضافة إلى نقص الأروقة في الجزائر، حتى إن الموجودة منها في العاصمة نجدها متناثرة هنا وهناك، عكس ما هو موجود مثلا في ميناء مرسيليا، الذي يضم أكثر من عشرة أروقة متراصة في مكان واحد". وتحسَّر الفنان على عدم تحسيس الأطفال بأهمية الفنون منذ بداياتهم في عالم الدراسة، كما أن الكثير من العلوم يمكن استنباطها من الرسم مثل الهندسة، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى العديد من النتائج ومن بينها غياب الجمهور عن قاعات العرض. ثقافيات يبدري في عمل مسرحي أمريكي سيشارك الممثل المسرحي والتلفزيوني الجزائري محمد يبدري في برنامج "Minnesota Museum of Transportation" بمدينة بنسلفانيا بالولايات المتحدةالأمريكية؛ من خلال دوره في مسرحية "The Visit" التي تُعرض من 28 سبتمبر إلى 21 أكتوبر القادم، حسب ما أعلن عنه يبدري يوم الجمعة. يُذكر أن الممثل المسرحي محمد يبدري يقيم حاليا بالولايات المتحدة؛ حيث انضم لفرقة "فرانك مسرح" التي ستعرض مسرحيتها "The Visit" التي ألفها الكاتب المسرحي السويسري فريديرخت دورنمات وأخرجها واندي كنوكس. وقد عُرضت هذه المسرحية التي كُتبت في 1955 وهي من ثلاثة فصول، لأول مرة سنة 1956 بزيوريخ. ويُعتبر هذا العمل الدرامي بمثابة متنفس للوضع الإنساني؛ حيث تناول وقائع المسرحية بتهكم، مستعملا السخرية السوداء في طرح أحوال قرية على وشك الإفلاس، تسعى إلى جلب المال من سيدة كانت تقطن بالقرية، وعادت لإقامة حفل زفافها هناك. للإشارة، محمد يبدري ممثل ومخرج مسرحي ومصمم سينوغرافيا، اشتهر في المسرح في نوع المونولوج، وبرز في مونولوج "المهرج في المنفى" الذي قدمه مع فرقته "مسرح الدراجة". كما عُرف لدى الجمهور في أعمال تلفزيونية مثل "عاشور العاشر" لجعفر قاسم في دور "الجنرال فارس" الذي عرف نجاحا كبيرا. ترقُّب تصنيف مباني وهران الأثرية والثقافية سيتم تصنيف العديد من المباني والمعالم الأثرية والثقافية والتاريخية بولاية وهران فور الانتهاء من عملية الجرد، حسبما استفيد من المديرية الولائية للثقافة. وتعكف لجنة وطنية مختصة على رد الاعتبار للمباني والمعالم الأثرية والتاريخية التي حلت بولاية وهران الأسبوع المنصرم؛ بجرد كافة المواقع المتواجدة بولاية وهران قصد تصنيفها وطنيا. وقد اجتمعت هذه اللجنة المتكونة من المدير العام للديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية ونائب مدير الحماية القانونية بوزارة الثقافة ومسؤولي القطاع بالولاية وجمعية "الأفق الجميل"، الأسبوع المنصرم، بالمتحف العمومي "أحمد زبانة" لوهران، لإتمام إجراءات الجرد والتصنيف للعديد من المعالم الأثرية، على غرار جسور وأنفاق، كما أشير إليه. وسيتم الانتهاء من عملية جرد هذه المعالم والمباني الأثرية والثقافية في غضون 45 يوما على أقصى تقدير، على أن تُعرض كمرحلة ثانية على اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية العقارية لتصنيفها وطنيا. وستمكن عملية تصنيف هذه المباني مستقبلا من برمجة عمليات تهيئة وترميم فني بمشاركة الخبرة الأجنبية، وفق المصدر نفسه. إدراج جائزة جمال علام لأحسن موسيقى في مهرجان عنابة سيتم إدراج جائزة الفنان الراحل جمال علام لأحسن موسيقى فيلم في الطبعة المقبلة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي المرتقبة سنة 2019، حسب ما عُلم أول أمس من محافظة المهرجان. ويمثل إطلاق اسم الفنان الفقيد جمال علام على جائزة أحسن موسيقى فيلم، تكريما لروحه، حيث كان دوما، وفقا لما ورد في بيان محافظة المهرجان، في الموعد مع هذا الحدث السينمائي المتوسطي الذي تعتز وتفتخر به مدينة العناب. وذكر البيان أن الفنان الراحل جمال علام كان دوما حاضرا ووفيا لكل الطبعات السينمائية المتوسطية منذ انطلاقها بعنابة، مضيفا أن الطبعة المقبلة ستكون تكريما مميزا للفقيد؛ من خلال عرض أفلامه، ودعوة محبيه وأصدقائه لأداء أجمل أغانيه في إحدى سهرات المهرجان. وساهم الفنان الفقيد جمال علام في إثراء الساحة الفنية الوطنية برصيد من الأغاني والأعمال الفنية قبل وفاته في 15 سبتمبر الجاري، عن عمر ناهز 71 سنة. ❊ ق.ث