شهد ركح المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران، تقديم عمل مسرحي جديد لتعاونية "ورشة الباهية للمسرح والفنون". قدم عرضها العام بحضور جماهيري كبير، وحملت عنوان "الجرس"، من إخراج حبيب مجهري، وتأليف بوحجر بوتشيش. حسب رئيس تعاونية "ورشة الباهية للمسرح والفنون" بوهران، السيد السعيد بوعبد الله، فإن مسرحية "الجرس" تعد آخر أعمال التعاونية التي جاءت كصورة مكمّلة للمسرحية السابقة "بدون عنوان"، التي تشرح الواقع الاجتماعي بإسقاطات مسرحية دقيقة.تدور مجريات المسرحية بين زوجين، الزوجة "حكيمة" (التي أدت دورها الممثلة وهيبة عدنان) وهي طبيبة متعلمة ومثقفة متشبعة بعدد من القيم الإنسانية، تتزوّج من "موقنادس" (الذي قدم دوره الفنان جمال شتوكي)، وهو رجل أمي وثري أو ممن يعرفون ب«الأثرياء الجدد"، بنا قناعته من خلال المال الفاحش، بأنّ بإمكانه شراء أي شيء، أي شخص وحتى أي منصب مهما كان، باستعمال أمواله الطائلة. العلاقة الزوجية بين الطرفين بدأت كأي شخصين متزوجين حديثا، بالهدوء ونوع من الاستقرار، رغم كلّ الفوارق التي كانت بادية قبل العلاقة التي كانت مهددة بالانفجار في أية لحظة، ليكفي أن تقرّر الطبيبة حكيمة المشاركة في وقفة احتجاجية مع زملائها الأطباء، للمطالبة بحقوقهم المهنية، حيث يرفض زوجها موقنادس مشاركتها في الاحتجاج، ومن هنا تنطلق شرارة الفوارق العلمية والقناعات بين الزوجين، لتطفو إلى السطح فكرة الحرية الشخصية التي تؤمن بها الطبيبة. من خلال الحديث الذي يدور بين الزوجين، تنكشف حقيقة الزوج الذي اعتبر أنّ العلاقة الزوجية ما هي إلا صفقة ناجحة بالنسبة له، لتقرر طلب الطلاق منه، ومعه يدخل الزوجان في صراع وحوار متداخل يسيطر عليه الرأي الشخصي القائم على قناعات مبنية على بيئة كل شخص، وفق أعرافه وتقاليده المتوارثة وأعراف أسلافه، وسط محاولات الزوج إبعاد فكرة الانفصال من ذهن الزوجة. حاول مخرج المسرحية أن يقدم واقعا معيشا داخل المجتمع، والذي يبقى من بين الظواهر التي لا زالت قائمة في المجتمع، حيث تربط علاقات بين أشخاص مختلفين كليا في القناعات، خاصة عندما يجتمع العلم بالأمية والثراء. للإشارة، أنجزت المسرحية بدعم من مديرية ترقية الفنون وتطويرها التابعة لوزارة الثقافة، وكذا المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران.