تجاوز عدد المصطافين الذين استقطبتهم ولاية بومرداس في الأربعة أشهر الأخيرة من موسم اصطياف هذه السنة كل التوقعات، بإحصاء توافد قرابة 15 مليون مصطاف، بمعدل وصل إلى نحو 300 ألف زائر في سائر أيام الأسبوع، وأزيد من 500 ألف مصطاف في عطل نهاية الأسبوع، حسبما أفاد به النقيب أحمد آيت قاسي، مسؤول خلية الاتصال بمصالح الحماية المدنية. يسجل هذا الرقم الذي "لم تعرف الولاية مثيلا له" للمصطافين، حسبما ذكره لأول مرة، بعدما كان يتراوح في السنوات الأخيرة بين 8 و10 ملايين، ولم يأخذ في الحسبان التعداد الكبير للوافدين على شواطئ الولاية -يوضح النقيب آيت قاسي- عدد المصطافين الذين توافدوا على الشواطئ والحدائق والغابات المجاورة لشواطئ الولاية في أوقات الليل، بسبب توقف عمل أعوان الحماية المدنية ابتداء من الساعة الثامنة ليلا. استقبلت الشواطئ الكبرى في الولاية، على غرار قورصو وبومرداس ورأس جنات وزموري البحري ودلس وبودواو البحري، العدد الأكبر من المصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن وخارجه. كما استقطبت المخيمات الصيفية ودور الشباب ومخيمات الشباب والمدارس الابتدائية الواقعة على الساحل منذ انطلاق الموسم، أعدادا كبيرة أخرى من المخيمين والمصطافين يوميا، في إطار مختلف البرامج التضامنية، في إطار التبادل بين ولايات الجنوب والهضاب العليا، حيث وصل عددهم مع انقضاء الموسم الجاري، إلى ما لا يقل عن 15 ألف طفل تراوحت أعمارهم بين 6 و16 سنة. أرجع المسؤول هذا التوافد الكبير إلى عوامل متعددة، أهمها التحضير الجيد والمبكر للموسم، والرفع من عدد الشواطئ المسموحة للسباحة من 45 إلى 47 شاطئا، مع تحسين والرفع من مستوى الخدمات المختلفة وتوفير كل عوامل الراحة والأمن والنقل ليلا نهار للمصطافين. إثر هذا التوافد الكبير للمصطافين على كل سواحل الولاية، سجلت مصالح الحماية المدنية خلال كل موسم اصطياف -حسب النقيب آيت قاسي- أزيد من 15.800 تدخل أنقذ من خلالها ما يزيد عن 12.600 شخص من الغرق، وإسعاف نحو 2.700 شخص في عين المكان وتحويل قرابة 350 شخصا نحو المصحات والمراكز الصحية القريبة. سجلت كذلك المصالح في نفس الفترة -يضيف المصدر- أربعة غرقى في شواطئ غير محروسة على مستوى بلديات قورصو ورأس جنات وزموري، بانخفاض كبير عن الموسم الماضي، حيث تم تسجيل 14 غريقا. تجدر الإشارة إلى أن العدد المتزايد من المصطافين الوافدين على الولاية، لا يتناسب والنقص الكبير في هياكل الإيواء المنتشرة عبر الولاية، حيث لا توفر حاليا مجمل مؤسساتها الفندقية التي يصل عددها إلى 18، إلا نحو 3 آلاف سرير، يضاف إليها قرابة نحو 8 آلاف سرير توفرها مخيمات عائلية ومراكز استقبال صيفية ومؤسسات مدرسية.