تأجّل تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكامرون، بعدما فوّت على نفسه فرصة العودة بالنقاط الثلاث من البنين يوم الثلاثاء الماضي في الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا، حيث انهزم بهدف مقابل صفر، أعاد كل الحسابات إلى الصفر، بعدما منح الفرصة لمنتخب البنين بأن يلتحق به في الصدارة، في وقت فاز أيضا منتخب الطوغو على غامبيا في نفس المجموعة الرابعة، وبالتالي على الفريق الوطني أن يبحث عن التأهل في الطوغو في الجولة الخامسة من التصفيات. خابت آمال الجمهور الجزائري وآمال المدرب الوطني جمال بلماضي، الذي كان يريد العودة بالفوز من البنين بعد أن حقق ذلك في مباراة الذهاب في البليدة يوم الجمعة الماضي، غير أن ما بناه الناخب الوطني انهار في 90 دقيقة ضد منتخب بينين، الذي لم يسبق له أن فاز من قبل على الجزائر. ودخل بإحرازه أول فوز يوم الثلاثاء، التاريخ من بابه الواسع، خاصة أنه أكمل المباراة منذ الدقيقة 54، بعشرة لاعبين. من تابع المباراة يتساءل إن كان هو نفس الفريق الذي لعب لقاء الذهاب قبل أيام قلائل في ملعب "مصطفى تشاكر" بالبليدة، حيث غابت تلك الروح التي كانت لدى اللاعبين في المباراة الأولى، وكان هناك عجز على مستوى كل الخطوط، خاصة من جانب الدفاع، الذي ترك فراغات كثيرة، سهلت مهمة منتخب البنين لتسجيل الهدف الوحيد، وإحراز النقاط الثلاث، التي تجعله في نفس مستوى الفريق الجزائري، الذي تعقدت مأموريته، وعليه العودة بالفوز من الطوغو، الأمر الذي لن يكون سهلا على عناصر بلماضي، الذين تعثروا في البنين، ولم يقدموا نفس المستوى الذي قدموه في مباراة الجزائر. وانتُقد الناخب الوطني كثيرا، كونه أقدم على تغيير بعض العناصر في الفريق، حيث أبقى محرز وعطال وبونجاح على كرسي الاحتياط وأدخل لاعبين آخرين، معللا ذلك بأنه ضد مقولة "لا نغير الفريق الذي يفوز"، فتغييرات بلماضي لم تكن مقنعة، خاصة ما تعلق بدخول بن طالب في هذه المباراة. وحسب المتتبعين فذلك يُعد من بين الأخطاء التي ارتكبها بلماضي، الذي يسجل أول تعثر له مع الفريق الوطني بعد أن سجل تعادلا ضد غامبيا وفوزا على البنين. ويبدو أن لاعبي الفريق الوطني يعانون حينما يتعلق الأمر باللعب في إفريقيا، حيث يجدون صعوبات كبيرة في تطوير لعبهم والعودة بالفوز، ورغم هذا فعلى بلماضي أن يجد الحلول قبل مباراة الطوغو المقررة في 16 نوفمبر القادم، فسيكون لديه الوقت الكافي لإعادة مراجعة أوراقه وحسن اختيار اللاعبين، الذين يمكنهم أن يخلقوا الفارق في هذا البلد، لأن حظوظ التأهل إلى كأس إفريقيا أصبحت مرهونة بالفوز في هذه المباراة، حتى يتفادى الخضر كل الحسابات الأخرى. ففي حال الانهزام وفوز البنين أمام غامبيا فإن المنتخب البينيني هو من سيتأهل إلى كأس إفريقيا في المرتبة الأولى، ويبقى على المنتخب الوطني أن يفوز بعد ذلك على غامبيا في الجزائر، هذا إن لم يفز منتخب الطوغو الذي يملك أربع نقاط في رصيده، فتأهل الخضر سيُلعب في آخر جولة من هذه التصفيات.