أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد الشيخ بوعمران امس بالجزائر العاصمة أن الحوار ما بين الديانات وما بين الأعراق يعد لبنة لإقامة علاقات التسامح في كل المجتمعات. وأوضح السيد بوعمران في كلمة ألقاها خلال منتدى "المجاهد" المخصص للقرآن الكريم ورسالة السلم والحرية التي يوظفها بمبادرة من المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال أن قضية التواصل بين الأجيال وحوار الديانات تشكل محور عمل المجلس الذي يؤكد دائما على أن الحوار ما بين الديانات وما بين الأعراق يعد لبنة لإقامة علاقات التسامح في كل المجتمعات. وأوضح أن الحملات المضادة للمسلمين وللكتاب المقدس "لا يمكن مواجهتها الا بتوحيد صفوف المسلمين على أساس الفهم الصحيح للقرآن الكريم وهو العمل الذي يقوم به المجلس من خلال الأبحاث والدراسات العلمية والأكاديمية" داعيا إلى مجادلة الذين يشنون الحملات المغرضة ضد الإسلام ومقدساته ب"التي هي أحسن" ومؤكدا بأن الإسلام "لا يمكنه تجاه هذه التصرفات إلا أن يكون متسامحا" . وبخصوص الاعتداء على مقدسات الاسلام لا سيما منها على المساجد اعتبر السيد بوعمران أن الأمر لم يعد دينيا بل "استعمار من نوع جديد" متسائلا عن مغزى "الهجمات المغرضة" التي تشنها بعض الجهات في الغرب على الإسلام والذي أضحى الهدف منها - كما أكد - "الاستعمار باسم العولمة والاستيلاء على خيرات العالم الإسلامي" . وبالمناسبة دعا المتطرفين إلى إنصاف الإسلام عن طريق "الحوار البناء" مؤكدا أنه "من الضروري أن يجتمع أهل الكتاب عل اختلافهم حول ما يوحد مصيرهم في ظل المشاكل والصعوبات المشتركة التي يعاني منها عالم هذا اليوم كنشر السلام ومحاربة الفقر والمجاعة والجهل". وأكد رئيس المجلس أيضا على أن المسلمين مدعوون "أكثر من أي وقت مضى" إلى التعريف بالإسلام الصحيح بالسلوكات التي تميز حياتهم اليومية. وبخصوص الحريق الإجرامي الذي استهدف مؤخرا مسجد سانت- بريست (رون) قرب مدينة ليون الفرنسية قال السيد بوعمران أن "مثل هذه الاعتداءات تقوم بها عصابات وتيارات سياسية عنصرية ومتطرفة غالبا ما تكون السياسة هدفها الرئيسي" . ودعا في هذا الصدد المسلمين إلى "عدم الوقوع في فخ هذه الكراهية" والتحلي بالرصانة والتسامح وعدم مواجهة هذه الأعمال إلا عن طريق تمتين العلاقات بين مختلف المجموعات الدينية والإتحاد فيما بينها. (و. أ)