اتفق المشاركون في أشغال المنتدى الصيني العربي للنشر، يوم الأربعاء المنصرم، بصالون الجزائر الدولي للكتاب، على اقتراح مشروع إنشاء مركز عربي صيني للترجمة يتكفّل بترجمة الأعمال المهمة سواء العربية أو الصينية، قصد الرفع من مستوى التعاون الثقافي بين الطرفين. أشار المتدخلون لمختلف الهيئات ودور النشر الصينية المشاركة إلى أهمية الترجمة في ربط الجسور بين العالم العربي والصين، حيث أكد نائب وزير الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ليانغ يانشون، بأهمية تحفيز الخبرات المشتركة بين الجانبين لتعريف القارئ العربي بمختلف المراحل التي عرفتها الصين وخاصة حصيلة 40 عاما من الإصلاح والانفتاح. أكد إسماعيل أولبصير، الأمين العام لوزارة الثقافة أن التعاون بين الجزائروالصين يمتد اليوم ليشمل المجال الثقافي بمختلف مظاهره من كتاب وفنون، ليكمل المجال الاقتصادي الذي تعتبر فيه الصين شريكا أساسيا للجزائر. ودعا الأمين العام للاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، إلى جعل الاتحاد منصة للإشراف على تجارب ومبادرات التعاون العربي والصيني، واقترح إنشاء إضافة إلى مراكز ترجمة، إطلاق مؤتمر سنوي للشراكة والترجمة بين الصين والعرب يعقد دوريا مرة في بكين ومرة في دولة من الدول العربية، وإنشاء مكتبة عامة في الصين تضمن الترجمات الصينية العربية ونقلها للعالم العربي، وذكر المتحدث بتجربة الاتحاد العربي للناشرين والطرف الصيني في إطار جامعة الدول العربية التي استضافت لأول مرة عام 2013، المؤتمر الأول للخبراء العرب والصين. واقترح نائب رئيس تحرير دار نشر فنغ هوانغ، إنشاء آلية مشتركة للترجمة كما ذكرت رئيس تحرير نشر دار انتركونتينتال جينغ شياو مين، بمبادرة "الحزام والطريق" التي تجمع أزيد من 206 هيئات ممثلة ل44 دولة منها 36 هيئة عربية هدفها تقديم الدعم التقني خاصة للمبادرات العاملة في الترجمة، وقد تجسدت فيها مشاريع في كل من الإمارات، الكويتلبنان ومصر في نقل أعمال صينية إلى العربية، وأضافت المتحدثة أن السوق العربية اليوم واعدة، وأن الدار التي تمثلها تنشر 360 عنوانا سنويا، وباعت ما يقارب 20مليونمنحقوقالترجمةللكتبالصينية. من جهتها أطلقت مديرة منشورات الاختلاف الدكتورة آسيا موساي، وممثلة دار نشر انتركونتينتال جينغ شياو مين، موسوعة تاريخ الصين في جزأين، إلى جانب توقيع اتفاقية أخرى لترجمة 6 كتب مع مديرة قسم التعاون الدولي بدار نشر جامعة رنمن الصينية ليو يو هوا، تضاف إلى ما يقارب 20 كتابا ترجمتها الدار من الصينية إلى العربية بالتعاون مع بيت الحكمة ومديرة مكتب التعاون الدولي بجامعة عين شمس بالقاهرة، التي تربطها اتفاقيات رفيعة المستوى مع جامعة الصين الشعبية. وأكدت آسيا موساي، على هامش مشاركتها في أشغال المنتدى العربي الصيني للنشر، أن الكتب التي نشرتها تلقى الرواج والإقبال في أوساط القرّاء، وعلى عكس ما كانت تتوقع فإن القارئ العربي وخاصة الجزائري يسكنه الفضول لاكتشاف الصين، وخاصة تجربتها الاقتصادية والسعي لسبر أغوار أسرار العملاق الاقتصادي. وقالت موساي، إن الكتب الصينية المترجمة التي تلقى الرواج لا تشمل فقط الأدب والتاريخ والحضارة لكنها تمتد أيضا إلى التجربة الاقتصادية والإصلاحات التي عرفتها الصين في طريقة انفتاحها على العالم. لهذا تضيف موساي أن الدار التي ترأسها ترغب مستقبلا في توسيع أطر شراكتها مع الدور الصينية في ترجمة كتب من مجالات مختلفة بالشكل الذي يضمن تقديم رؤية متكاملة للعالم العربي عن الصين. مؤرخون في ندوة خاصة بذكرى أول نوفمبر ... أكاديمي صيني يتحدث عن أسباب اعتراف بلاده بالحكومة المؤقتة قال مؤرخون أول أمس الخميس، خلال ندوة "الحكومة الجزائرية المؤقتة: ميلاد وتطور" التي نظمت بالصالون الدولي ال23 للكتاب في قصر المعارض بالصنوبر البحري، إن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة في 1958، هو نتيجة لصيرورة تاريخية وانطلاقة قوية للعمل الدبلوماسي الهادف لتدويل القضية الجزائرية. أكد المؤرخ عبد المجيد مرداسي، أن فكرة تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة تعود إلى المناضل حسين آيت أحمد في 1957، وقال إن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة في 18 سبتمبر 1958، كان أهم حدث في تاريخ الجزائر المحتلّة، مشيرا إلى أن الإعلان عن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة كرّس مفهوم أهمية أن تؤدي الجزائر دورا مهما في الدبلوماسية من أجل أن تكسب رهان الاستقلال. وقال مرداسي، إن الأمر لم يعد بالنسبة للجزائر منذ أوت 1957، أن تقود حربا ضد فرنسا بالمقاومة بل كان عليها أن تقود حربا دبلوماسية، وأردف "لقد مرت الجزائر من مرحلة دولة الانتفاضة أو المقاومة إلى دولة الحرب الدبلوماسية". وأكد المتحدث أن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة هو نتيجة لصيرورة تاريخية بدأت منذ انعقاد مؤتمر الصومام، حيث تم خلاله الإعلان عن تأسيس لجنة التنسيق والتنفيذ، والتي كان من بين مهامها هو تدويل القضية الجزائرية، وأشار إلى أنه تم اختيار فرحات عباس، رئيسا لها بعد أن رشح كل من لمين دباغين وكريم بلقاسم لهذا المنصب، وقال إن اختيار فرحات عباس يعبّر عن موازين القوى داخل القيادة. من جهته أشار المجاهد محمد خلادي، إلى أن تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة يمثل مرحلة مهمة في تاريخ الجزائر، لأن هذه الحكومة تمثل مرحلة وعي القادة الثوريين والجزائريين وبأن الوقت قد حان لتمثيل الشعب بهيئة رسمية لمواجهة سياسات فرنسا الرامية إلى إسكات صوت الثورة التي انضم إليها الطلبة والنخبة. من جهته تطرق المؤرخ الصيني تشين دي يونغ، في مداخلته إلى مجموعة نقاط تتعلق باعتراف الحكومة الصينية بالحكومة للجمهورية الجزائرية، قائلا إن بلاده سارعت بهذا الاعتراف لأسباب أولها أفكار الزعيم المؤسس للصين الحديثة ماو تسي تونغ، الذي كان يتمتع بروح عظيمة تدعو إلى حصول كل الشعوب على العدالة والمساواة وحق أن تحكم نفسها بنفسها، يقول دي يونغ، مضيفا أنه نظرا لوعيه بما عاناه الشعب الصيني من احتلال وصراع داخلي، فقد كان لديه ميل للوقوف إلى جانب الدول التي عانت هي الأخرى من الاستعمار. كانت هذه قناعات ماو التي أورثها للصينيين فجعلهم يشعرون بهذه الطريقة تجاه أشقائهم. أما من الناحية السياسية فقد كان لماو تصور للعلاقات الدولية مبني على ضرورة أن تستقل الدول والشعوب وتحكم نفسها بنفسها في ديمقراطية وأن الثورة يجب أن تستمر، وفي ظل هذه المعرفة السياسية للقادة عاش الصينيون في واقع تحقيق هذا الحلم. كما أن القيادة الصينية حينها كانت تعي أهمية هذه الخطوة لمسيرة الجزائر، فكانت الصين من أول المعترفين بالحكومة المؤقتة "لإدراكهم بأنها ستكون نقطة تحول لحصول الجزائر على استقلالها". أما السبب الثالث لهذا الاعتراف، فكانت ظروف الصين التي كانت تعاني حينها مشاكل كبيرة في علاقاتها الخارجية، حيث قال "كانت الصين مجرد عضو في تحالف الاتحاد السوفياتي وتخضع لأفكار لينين والاشتراكية السوفياتية". هذا الوضع سبب مشاكل بين الدولتين، ووقفت الكتلة الشيوعية في العالم وخاصة في أوروبا الشرقية إلى جانب الاتحاد السوفياتي وجعلت الصين تشعر بأنها شيوعية وحيدة تقف بمفردها في العالم. من هنا حرص ماو، على تكوين صداقات جديدة حقيقية مع دول عاشت نفس المعاناة وسيتم تبادل الدعم معها.