استرجع الشعب الفلسطيني اليوم الثلاثاء ذكرى (وعد بلفور) الذي تعهدت بموجبه بريطانيا ب"انشاء وطن قومى لليهود في فلسطين" في ظل تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة إلى دياره التي شرد منها والتي تمارس فيها سلطات الاحتلال مختلف أشكال و أساليب الانتهاكات أخطرها الاستيطان ومصادرة الأراضي. للتذكير، فإن وزير الخارجبة البريطاني جيمس آرثر بلفور قد أصدر يوم 2 نوفمبر 1917 تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (1868-1937) يتعهد فيه بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" وهو التصريح الذى اشتهر باسم (وعد بلفور). واستغلت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية الذكرى ال93 لوعد بلفور التي تصادف يوم الثاني من نوفمبر لانتقاد بريطانيا و تحميلها المسؤولية "السياسية والأخلاقية" عن لجوء الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه ودياره وتجريده من ممتلكاته عام 1948 بموجب الوعد المشؤوم. وأكد زكريا الاغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير أن "وعد بلفور لا يزال مدانا من قبل الشعب الفلسطيني وسيبقى مرفوضا لأنه وعد صدر من جهة لا تمتلك الأرض وأعطته لمن لا يستحق". وشدد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي شرد منها عام 1948 طبقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال. من جهتها، جددت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) العهد والقسم على مواصلة النضال الوطني في مختلف الساحات وعلى جميع المستويات حتى تحقيق وإنجاز الأهداف الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال وأكدت التمسك بالثوابت الوطنية. وطالبت حركة فتح المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية وممارسة كل الضغوط المطلوبة على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه وعدوانه المستمر والانصياع لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بما يتيح للشعب الفلسطيني أن يحيا في ظل دولته المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي المحتلة 1967 وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194 الذي يضمن حق العودة والتعويض. ويشار إلى أنه فور الاعلان عن هذا الوعد سارعت دول أوروبا حينذاك وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا وأمريكا الى إعلان تأييدها له. وأكدت من جانبها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وعد بلفور "وعد باطل جائر ممن لا يملك لمن لا يستحق.. وهو لا يلزم الشعب الفلسطينى في أية التزامات سياسية تجاه الاحتلال ودولته الغاصبة". وحملت الحركة بريطانيا والدول الاستعمارية مسؤولية ما جرى ويجري للشعب الفلسطيني. وطالبتها بالتوقف عن دعم الاحتلال الاسرائيلى والتكفير عن جريمتها التاريخية بالكف عن الانحياز للاحتلال وإرهابه مشددة على التمسك بخيار المقاومة والصمود حتى دحر الاحتلال. أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فجددت تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في استرداد فلسطين كاملة دون التفريط بشبر واحد من ترابها مؤكدة رفض أية حلول على حساب المبادئ والثوابت في الصراع مع إسرائيل. بدورها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها "حق الشعب الفلسطينى في كل فلسطين دون التفريط في شبر واحد من ترابها وحقه في العودة الكاملة غير المنقوصة وغير القابلة للمقايضة والمبادلة والتعويض". وفي بيان أصدرته الجامعة العربية اليوم بهذه المناسبة المؤلمة طالبت الجامعة المجتمع الدولي بالتحرك لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واحترام حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما طالبت بالعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وتأتي ذكرى وعد بلفور في ظل تعثر عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بسبب رفض حكومة نتانياهو تجميد الأنشطة الإستيطانية التي تعتبر أحد العوائق التي تحول دون تحقيق تقدم في مسار السلام منذ انطلاقه عام 1991 فضلا عن كونها إنتهاكا للقانون الدولي. ولق الفلسطينيون مشاركتهم في المفاوضات المباشرة للسلام مع إسرائيل في الثاني من أكتوبر الماضي بسبب ثكثيف المستوطنات التي اتخذتها حكومة نتانياهو ضاربة عرض الحائط الدعوات التي اطلقها الفلسطينيون و المجتمع الدولى على حد سواء لوقف بناء المستوطنات و المضي قدما في المفاوضات.