كشفت محافظ الشرطة، رئيسة مكتب حماية الأشخاص الهشة بالمديرية العامة للأمن الوطني، ياسمين خواص تراجع حالات العنف ضد المرأة حسب آخر الإحصائيات المسجلة، والتي تشير خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2018 إلى وجود 7061 حالة عنف ضد المرأة، بالمقارنة مع سنة 2017، حيث تم تسجيل 7586 حالة. وقدرت نسبة التراجع ب 3.56 حالة، مرجعة ذلك إلى ما جاء به قانون 15/19، حيث أدرج المشرّع تغييرات كبيرة فيما يخص تعزيز حماية المرأة من مختلف أشكال العنف بما فيها العنف الزوجي. وأوضحت محافظ الشرطة، أمس، «بمناسبة تنشيطها لندوة إعلامية بالمدرسة العليا للشرطة «علي تونسي» بشاطوناف بالعاصمة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة المصادف ل25 نوفمبر من كل سنة، تراجع حالات العنف الجسدي المسلطة على المرأة، حيث تشير الأرقام لسنة 2018 تسجيل 5150 حالة بالمقارنة مع سنة 2017 التي تم بها تسجيل 5272 حالة. موضحة بأن الشريحة العمرية الأكثر عرضة للتعنيف تتراوح أعمارها بين 26 و35 سنة. وأشارت المتحدثة إلى أن العنف ضد المرأة يعرف ارتفاعا كبيرا بين الأصول وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة التي تشير إلى تسجيل 4191 حالة المعتدي فيها من داخل العائلة، بينما من خارج العائلة فهي أقل حيث لا تتجاوز النسبة 44.04، موضحة بأن الإحصائيات من خلال الدراسة مست حتى الحالة الصحية للمعتدى عليها. وكشفت الأرقام عن تسجيل 170 ضحية من ذوي الإعاقة الجسدية و130 حالة من ذوي الأمراض المزمنة و12 حالة من ذوي الإعاقة الذهنية، بينما قدرت نسبة النساء المسنات المعتدى عليهن ب781 حالة وأن المعتدي مسن أيضا. من جهته، ثمّن البروفيسور مصطفى خياطى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي المجهودات التي تبذلها الجزائر في مجال حماية الطفولة، وهو ما تعكسه «القوانين التي تمت مراجعتها سواء تلك المتعلقة بالقانون الجزائي، أو في مجال التشريع بصياغة قانون الطفولة الذي صدر في 2015، والذي عزز مكانة الطفولة، أو من خلال استحداث مخطط الإنذار أو الرقم الأخضر 11/11 الذي كان له دور كبير في تعزيز الحماية. غير أن هذه المجهودات حسب البروفيسور خياطى في تصريحه لوسائل الإعلام تظل غير كافية بالنظر إلى وجود حالات لاعتداء جنسي على الأطفال، 90 منها تقع في الوسط العائلي وارتفاع معدل التسرب المدرسي وهو ما أشارت إليه منظمة اليونيسيف في دراسة أعدتها، تشير إلى تفشي الأمية في الفئات العمرية بين 14 و15 سنة، وفي المجال الصحي حيث أثبتت الدراسات تراجع الإقبال على تلقيح الأطفال الأمر الذي أعاد ظهور بعض الأمراض ومنها الحصبة «البوحمرون»، ارتفاع معدل المدمنين على المخدرات من أطفال الشوارع. وأشار البروفيسور خياطي في السياق، إلى أن العنف تحول إلى لغة تواصل بين أفراد العائلة الواحدة، وأن الهاجس الجديد الذي تواجهه الجزائر اليوم والذي يتطلب الإسراع لوضع خلايا إصغاء بالأحياء السكنية الجديدة التي بلغت فيها نسبة العنف درجات كبيرة لغياب التواصل بين السكان.