أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أمس، التزام الجزائر من أجل السير الحسن لأشغال المائدة المستديرة من أجل استئناف مسار المفاوضات بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو بصفتها بلدا مجاورا. وذلك خلال لقائه بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر بجنيف. ويندرج هذا اللقاء، الذي جرى قبل انطلاق الأشغال التي استدعيت إليها الجزائر كبلد مجاور وملاحظ في إطار اللائحة 2440 لمجلس الأمن الأممي، حيث كانت المناسبة لرئيس الدبلوماسية الجزائرية لتأكيد دعم بلادنا لجهوده، مثلما أعرب عن ذلك رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الجلسة التي خصه بها يوم 23 أكتوبر 2017، بهدف التوصل إلى تسوية لنزاع الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة ذات الصلة. يذكر أنه بتاريخ 31 أكتوبر المنصرم، حث مجلس الأمن المغرب وجبهة البوليساريو على استئناف المفاوضات «دون شروط مسبقة وبنية حسنة» بغية التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومستدامة يقبلها الطرفان وتفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. الجزائر تجدد موقفها من أجل حل سياسي في ليبيا وخلال محادثاته مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورج بريند بجنيف جدد وزير الخارجية، موقف الجزائر الداعم لمجهودات الأممالمتحدة من أجل الوصول إلى حل سياسي قائم على الحوار والمصالحة في ليبيا، مبرزا أهمية أن تمتلك الأطراف الليبية مسار سياسي خاص بها، بالإضافة إلى رفض كل التدخلات الأجنبية وكذا دعم المجتمع الدولي لمجهودات الأممالمتحدة. وتطرق وزير الشؤون الخارجية مع السيد بريند إلى المسائل الإقليمية والدولية خاصة الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء. كما أشاد الجانبان بنوعية العلاقات القائمة بين الجزائر والمنتدى الاقتصادي العالمي. وأعربا عن إرادتهما في إعطاء العلاقات الثنائية البعد الاستراتيجي المنشود. وفي هذا الصدد، ذكر الطرفان بمشاركة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمنتدى دافوس شهر جانفي 2001 عشية إطلاق مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد) من قبل رئيس جنوب أفريقيا تابو مبيكي والرئيس النيجيري أوليسيغون أوباسنجو. كما تباحث الطرفان سبل ووسائل تعزيز ومواصلة العلاقات بين الجزائر والمنتدى مع استكشاف مجالات جديدة للتعاون. من جهة أخرى، قدم وزير الشؤون الخارجية، للرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب عرضا حول الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الراديكالية والإرهاب وكذا المصالحة الوطنية، في حين أشاد السيد شواب بدور الجزائر ومساهمتها القيمة في الحفاظ على السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي. كما عبر وزير الشؤون الخارجية للسيد شواب عن إشادة الجزائر بدور المنتدى في إعداد وتطوير الأجندة الدولية حول المسائل الاقتصادية ومسائل السلم والأمن ودعمه للتكفل بالتحديات العالمية في مختلف الميادين. كما تطرق الجانبان إلى المسائل الجهوية والدولية لاسيما الوضع في المنطقة والتهديدات المتعلقة بالإرهاب والراديكالية. وأضاف الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي أن الجزائر التي تعد بلدا محوريا في المنطقة، حقق تقدما هاما على المستويين السياسي والاقتصادي بإمكانها دائما أن تقدم مساهمتها في تطوير الأجندة الدولية لاسيما في إطار مشاركتها المنتظمة في منتدى دافوس الذي سيعقد دورته القادمة من 22 إلى 25 جانفي 2019. وأعرب شواب عن اهتمامه الخاص بالتجربة الجزائرية، مبديا رغبته في مواصلة التعاون مع الجزائر لإدراج نتائج تجربتها ضمن نشاطات المنتدى، لاسيما فيما يخص الحوار الشامل حول السلم والأمن.