يشرع اليوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية غرداية التي تعد الثانية منذ 2004، حيث سيشرف على تدشين العديد من المرافق الهامة ويضع حجر الأساس لمشاريع أخرى ذات طابع اجتماعي، كما سيلتقي أعيان المنطقة، ويعطي إشارة انطلاق إعادة إسكان منكوبي فيضانات أكتوبر الماضي، التي تعد حسب الشارع الغرداوي فاتحة خير، وأهم ما ينتظره المنكوبون الموجودون حاليا بمراكز الإيواء المؤقتة، وقد تزينت عاصمة الولاية والبلديات المجاورة منذ اليومين الأخيرين لاستقبال الرئيس الذي سيخصص لها غلافا ماليا لدعم عمليات التكفل وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. وسيستهل رئيس الجمهورية زيارته بتدشين المطار الجديد بغرداية الذي يدخل في إطار البرنامج غير الممركز، إذ تصل تكلفته الى 256.5 مليون دينار، وكذا توسيع وتفريش مدرج الطائرات بالمطار المذكور المسجل في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي وكلفته 1.525 مليار دينار، ويعد هذا المرفق نقطة تحول في قطاع النقل بالولاية التي كانت تعتمد على النقل البري. هذا الأخير الذي شهد بالولاية تطورا ملحوظا، خاصة ماتعلق بالطرق المؤدية لعاصمة الولاية، وفي هذا الاطار سيدشن الرئيس بوتفليقة اليوم الطريق المزودج الممتد على 13 كلم بين متليلي وغرداية بتكلفة بلغت 300 مليون دينار. ويشكل قطاع الإسكان والتكفل بمنكوبي فيضانات الفاتح أكتوبر الماضي اهتمام آلاف المواطنين الذين سيودعون ابتداء من اليوم مراكز الإيواء المؤقتة إلى سكنات جاهزة تتوفر على كل ضروريات الحياة الكريمة، وقد قامت شركات الإنجاز بتهيئة 2725 أرضية شاليهات في مدة لاتتجاوز 22 يوما بما يعادل 95 كلم طولي من الخرسانة والحديد، والانتهاء من بناء الشاليهات، وبذلك تفي الدولة بالتزاماتها تجاه المتضررين واعادة إسكانهم قبل نهاية السنة الجارية. وسيقوم رئيس الجمهورية اليوم بتسليم المفاتيح الأولى للمستفيدين من الشاليهات بكل من وادي النشو شمال غرداية، بوهراوة "1"، بوهراوة "2" ضاية بن ضحوة ومتليلي، ويعد هذا الحدث بالنسبة للمستفيدين عرسا وبادرة خير، قد تنسيهم فاجعة الطوفان الذي أتى على كل شيء، كما ينتظر المنكوبون انطلاق مشاريع إنجاز السكنات حيث سيضع الرئيس اليوم حجر الأساس بمنطقة وادي النشو على مقربة من موقع الشاليهات لبناء 1350 وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي إيجاري من أصل برنامج سكني اجمالي يضم 2000 وحدة، منها 150 ببلدية ضاية بن ضحوة، ومثلها ببونورة وبريان وحصة 100 سكن بكل من القرارة ومتليلي، وتدخل هذه السكنات في اطار إعادة إسكان المنكوبين لرسم سنة 2009 بميزانية تناهز 4.8 ملايير دينار، وستكون جاهزة بعد ثمانية أشهر. قطاع الصحة سيحظى أيضا بتدشين مركب الأمومة والطفولة المجهز بأحدث العتاد الطبي وقاعات الاستشفاء التي تخصص 45 سريرا للأمهات، و30 سريرا للأطفال وسيزيل هذا المرفق الصحي الهام العناء عن مجموع سكان عاصمة الولاية والبلديات المجاورة الذين كانوا يتنقلون الى ولايات أخرى، وتصل قيمة المشروع إلى 142 مليون دينار، الى جانب تدشين مركز تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي والذين كانوا أيضا يعانون ذلك منذ سنوات، إذ سيستفيدون من قاعتين للعلاج و12 جهازا للتصفية وتصل تكلفة المشروع 6.8 ملايين دينار. كما سيدشن الرئيس مرافق تابعة للحماية المدنية بحي بوهراوة التي تساعد على تحسين التغطية العملياتية، لاسيما ما تعلق بالتدخل عند وقوع حوادث مرورية عبر الطريق الوطني رقم 1 العابر للصحراء الذي يمر بالولاية ويشهد يوميا حركة تنقل مكثفة. ويضم المشروع جناحا خاصا بالإيواء ومطعما وآخر للادارة ومركزا عملياتيا، إضافة إلى قاعة للرياضة وحوضا للسباحة وسكنات وظيفية بغلاف مالي يفوق 162 مليون دينار، الى جانب تدشين المقر الجديد للمديرية الولائية للحماية المدنية الذي يضم مبنى من 3 طوابق بطراز إداري وكذا سكن وظيفي بكلفة إجمالية تناهز 46 مليون دينار. وسيكون نهج أول نوفمبر بوسط المدينة اليوم على موعد مع استقبال رئيس الجمهورية حيث تزين بالأعلام الوطنية وصور الرئيس وساهمت مختلف الجهات المعنية في تهيئه كل الظروف لتمكين الرئيس بوتفليقة من المرور بالطريق العمومي كما عهدنا ذلك في كل الزيارات، وسيخص أعيان المنطقة ضيفهم بلقاء يطرحون خلاله انشغالاتهم ويطلعونه على واقع الولاية، وبلا شك ستستفيد الولاية من خلال هذه الزيارة من غلاف مالي إضافي لدفع عجلة التنمية المحلية بالولاية، لاسيما في اطار اعادة ترميم وتهيئة ما أفسدته الفيضانات.