احتضنت القاعة متعددة الرياضات ببلدية هواري بومدين على بعد حوالي 30 كلم غرب عاصمة الولاية قالمة، أول أمس الخميس، الطبعة العاشرة للملتقى الوطني حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين، تحت شعار "فكر بومدين في بناء جزائر لا تزول بزوال الرجال". تميز اليوم الأول من الملتقى الذي دام يومين من تنظيم "جمعية الوئام لترقية النشاطات الشبانية" بالتنسيق مع بلدية هواري بومدين والأسرة الثورية لولاية قالمة، بعرض شريط لمقتطفات من خطابات الرئيس ومحاضرات ومداخلات حول مسيرة الزعيم الوطني الرئيس الراحل محمد بوخروبة. قال الوزير السابق ومستشار الرئيس الراحل هواري بومدين الدكتور محيي الدين عميمور، إنه نحو 30 سنة أو يزيد والشباب يتحمًل مسؤولية تخليد رجل ربما كان من الزعماء القلائل الذين يطلق عليهم الكثيرون من أبناء شعبنا تعبير "عاش ما كسب مات ما خلى"، والواقع أنه ترك الكثير يقول الدكتور ولكن لشعبه ولأمته وإن لم يترك شيئا لأهله وعائلته، موضحا أن كل المنشآت الهائلة في الجزائر صناعية، ثقافية وعلمية هي تركة هواري بومدين، كما ترك في الوطن العربي ولمصلحة الجزائر سمعة بلاد كانت سندا لكل ثائر على الظلم والطغيان، وكعبة لكل مجاهد في سبيل الحق والعدل والحرية مجسًدة في المواقف الصلبة والتحالفات، وفي العالم الإسلامي ترك صيحته الخالدة: "من الحماقة أن ندعو المسلمين لدخول الجنّة ببطون تتضور جوعا". أما في الأممالمتحدة، فقد ترك ذكرى خطاب ندًد فيه للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية بالنظام الدولي الجائر، وفي أوروبا ترك صيحته الخالدة التي حذّر فيها الأوروبيين من تآمرهم على الحروب من نتائجها طوفان الفارين هربا من الجوع صنعوه ونظم جائرة دعًموها، فيما ترك في العالم الثالث، شجاعة مواجهة الاحتكارات النفطية ،فأصبحت "الأوبك" قاعدة اقتصادية للدول المصدرة للنفط وقدوة كان يجب أن تقتدي بها كل الدول المصدرة للمواد الأولية، كما أعطى حركة عدم الانحياز حياة جديدة وعمقا اقتصاديا لم تكن تعرفه. في حديث ل"المساء" أشار محيي الدين عميمور، إلى عملية تعتيم على الرئيس بومدين تمت الإساءة إليه في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، حيث أن الكثيرين حاولوا خلق شنآن بين الرئيس هواري بومدين والرئيس الشاذلي بن جديد، مؤكدا أن الشاذلي لم يصدر إطلاقا أي قرار أو لم يحاول التعتيم عن الرئيس بومدين أو الهجوم عليه، مضيفا أن الرئيس بن جديد، عندما طرح عليه شخصيا في الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الراحل تسمية المطار وجامعة الجزائر باسم هواري بومدين، فرح ورحًب بالفكرة وأعلن تسمية المطار والجامعة باسم الرئيس الراحل، فهؤلاء أرادوا أن يسيئوا إلى بومدين وإلى الشاذلي في وقت واحد على حد تعبيره. أما الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء السيد الطيب الهواري، فأكد أن حضوره في الملتقى العاشر للرئيس الراحل هواري بومدين هو بمثابة تقديم شهادات حول هؤلاء الرجال الذين صنعوا مجد الجزائر كمجاهدين عندما حرروا البلاد، وكمجاهدين عندما بنوها وحافظوا على وحدتها وتطورها وكرامتها، والذين كان لهم شرف تثمين حق من حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، فكانت ثورة التحرير الكبرى بمجموعة رجال 22 ثم استقلال، حيث كان بومدين حاضرا وكل رفاقه إلى يومنا هذا، وهذا لاستكمال الرسالة النوفمبرية واستكمال الدولة الحديثة التي أوصت بها كل القرارات لثورة نوفمبر المجيدة والدولة الحديثة التي سماها بومدين "دولة لا تزول بزوال الرجال"، مضيفا أن الملتقى مناسبة لمناقشة أكبر دلائل علمية وقانونية وتاريخية وأن تبقى الجزائر كما أرادها الشهداء. من جهتها أكدت السيدة آسيا زهور بوطالب، من عائلة الأمير عبد القادر، أن الرئيس هواري بومدين ووزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة، كانا من الأولين في استرجاع رفات الأمير عبد القادر رغم أن بعض أفراد العائلة كانوا رافضين للفكرة، كما كان هناك خلاف مع الدولة السورية، وتمت الموافقة وتم استرجاع جثمان الأمير عبد القادر في 1966 إلى الجزائر بعد قرن من الزمن، كما أشادت حفيدة الأمير عبد القادر، باحترام الرئيس الراحل للكفاح والهوية والعروبة والإسلام.