موسم الاصطياف لدى عائلات أفراد الجيش الوطني، لا يختلف عن باقي العائلات الجزائرية، حيث تعتبر العطلة فرصة لتلاقي العائلة من جديد، والابتعاد عن جو العمل والدراسة. وتختلف طرق قضاء العطلة من عائلة إلى أخرى حسب برنامجها المحدد مسبقا، قبل دخول موسم الاصطياف. في لقاء جمعنا مع بعض عائلات الحي العسكري "شقرون" بشوفالي الذي يكاد يصبح خاليا من سكانه بمجرد دخول فصل الصيف، رصدنا برنامج العائلات التي فضلت قضاء عطلة الصيف في أرض الوطن، حيث تجتمع عائلات هذا الحي في أماكن الاصطياف الخاصة بأفراد الجيش الوطني، التي تعتبر حكرا عليهم كامتياز تستفيد منه عائلات المنخرطين في الجيش وسلك الأمن، إذ تتوفر هذه الأماكن على الأمن، ونوع من الخصوصية باعتبارها ممنوعة على غير أفراد الجيش. عائلة المقدم "ن.م" وبمجرد أن حصل أبناؤها على عطلة الصيف، أصبحت تمضي وقتها بين شاطئ سيدي فرج والنادي الوطني للجيش ببني مسوس، وفي الليل في شاطئ دواودة البحرية، حيث تفضل السيدة "ن.خ" الخروج من البيت بعد الساعة الواحدة زوالا، حيث تتنقل رفقة أبنائها الثلاثة إلى شاطئ سيدي فرج، وهي لا تتردد على باقي الشواطئ العامة، نظرا لتوفر أسباب الأمن والشروط المريحة بالشواطئ المخصصة للجيش. وتقول "ن.خ" إنه بحكم عمل زوجها فهي تخشى من باقي الأماكن، ورغم هدوء الأوضاع الأمنية إلا أنها ما زالت متأثرة بما جرى في السنوات السابقة. يوم جميل تقضيه السيدة بقرب أبنائها التي بقيت منشغلة عنهم طوال العام الدراسي بحكم عملها كأستاذة جامعية، وتقول إن عطلة الصيف أهم فرصة لتقضي وقتها رفقة الأولاد، واعتبرت هذا العام مميزا بالنسبة لعائلتها بعد أن تم ترقية زوجها وبعد نجاح ابنتها في شهادة التعليم الأساسي، لذلك فكل يوم من عطلة الصيف هو احتفال بالمناسبتين. في المساء تعود إلى البيت فقط لأخذ قسط من الراحة، حيث تلتقي بزوجها المقدم، الذي يكون قد عاد من العمل، بعدها يصطحبهم المقدم إلى نادي الجيش للعشاء ثم تكون وجهتهم إلى شاطئ دواودة البحرية، حيث يلتقون بباقي العائلات للسهر والسمر وتناول المثلجات إلى غاية وقت متأخر من الليل. أما عائلة الرائد "ح.س" ففضلت الاصطياف في شاطئ دواودة، حيث تمضي يومها بأكمله في البحر، وفي الليل تتابع سهرات الكازيف، وتخصص يوم عطلة الأسبوع إلى التجول في غابة بوشاوي، المكان المفضل لدى أطفالها، بعد أسبوع من صخب وضجيج الشاطئ والمصطافين. بينما فضلت العديد من عائلات الحي العسكري، الدخول إلى مناطقها الأصلية، للاجتماع بالعائلة الكبيرة، وحضور أعراس المنطقة التي لا تخلو منها ليالي الصيف، وهو ما فعلته عائلة الرائد "ب.ع" القادمة من ولاية سكيكدة والتي تقيم بالحي منذ 15 سنة، وهي تنتظر كل عام عطلة الصيف بفارغ الصبر حتى تعود إلى الأهل للاجتماع مع أفراد العائلة، ولقاء الأقارب العائدين من الخارج لقضاء عطلة الصيف في الوطن، وهناك تتردد على الشاطئ المخصص للجيش في روسيكادا، وتكون كذلك فرصة لجلب باقي أفراد العائلة إلى الشاطئ، كما تغتنم العائلة الفرصة للذهاب إلى شواطئ عنابة والقالة بحكم قربها من المنطقة، حيث تقضي أياما في شواطئ الشرق التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل العائلات من جميع أنحاء تراب الوطن.