عبّر العديد من الفلاحين بولاية وهران عن تذمرهم من بيروقراطية مصالح مديرية المصالح الفلاحية التي تعاملهم بطرق تسيئ الى الفلاحة ولم يعد من الممكن تحملها وقبولها خاصة فيما يتعلق بعملية توزيع البذور لمباشرة عملية الزرع· وقد اثر هذا الوضع على نفسية البعض منهم وأزم اوضاع البعض الآخر ما جعل عدة فلاحين يهددون باللجوء الى سماسرة العمران والتنازل عن الارض وتطليقها بصفة نهائية في حال ما استمرت الاوضاع السيئة الحالية على هذه الحال، خاصة وأن عملية زرع الارض تأخرت كثيرا بسبب الاحوال الجوية التي عرفتها المنطقة من جهة، وإلى وجود بعض الاراضي الفلاحية في وضع لا يسمح بزراعتها نتيجة تجمع البرك المائية بها· احد الفلاحين، أكد ان مشكل توفر البذور أصبح شغلهم الشاغل منذ عدة سنين خاصة بعد مطالبة مديرية المصالح الفلاحية بضرورة توفر بعض الشروط للاستفادة من البذور وهو ما اعتبر امر تعجيزي لاصحاب المستثمرات الفلاحية· ومثال ذلك كما أكد الفلاح العيداوي هواري تأكيد والتزام الفلاح بإنتاج 8 قناطير للهكتار الواحد قبل الموسم الفلاحي وهو ما لم يستطع اي فلاح تحقيقه في الماضي بسبب العوامل والظروف الطبيعية الصعبة التي تميزت بها جميع الولاياتالغربية، الأمر الذي يربط الفلاح من الحصول على كميات البذور المطلوبة· أما على مستوى مديرية المصالح الفلاحية، فيتم التأكيد على أن هذه الاجراءات ليست لها اي علاقة بالبيروقراطية بل هي اجراءات وقائية فقط وعلى الفلاحين الحقيقيين تفهمها خاصة وأن هناك اشباه الفلاحين المحسوبين على الفلاحين الحقيقيين الذين لا تهمهم خدمة الارض بقدر ما يهمهم تحقيق مصالحهم كالحصول على الدعم الفلاحي واستغلاله في امور أخرى لا علاقة لها بالفلاحة·· وهو الامر الذي لم تتمكن المصالح التقنية المتخصصة على مستوى مديرية المصالح الفلاحية من كشفه، كلجوء أشباه الفلاحين الى السمسرة بالمنتوج قبل نضجه او حصاده، ما يعد خرقا فادحا لبنود مختلفة من دفتر الشروط الذي يربط الفلاح بمديرية المصالح الفلاحية، حيث يجسد هذا الامر العديد من صور التحايل التي يقوم بها بعض الفلاحين المحسوبين على قطاع الفلاحة لكسب المال الوفير والسهل على حساب المحصول والارض· يتم هذا كله، في ظل غياب لجان مراقبة تقف على سير عملية الانتاج انطلاقا من الحصول على اموال الدعم الفلاحي، الى غاية حصد المحصول وجنيه وتوجيهه نحو التسويق· يذكر أن الإنتاج المسجل خلال العام الماضي فيما يتعلق بكل انواع الحبوب (قمح صلب ولين وشعير)، بلغ 5689 قنطارا وهو ما يعادل 8،6 قناطير للهكتار الواحد.