يؤكد المدير الفني الوطني لرياضة التايكواندو زهير لخمش، على العودة التدريجية الجيدة والمحمودة لمستوى هذه اللعبة بالجزائر بعد أفول نجمها رغما عنها، معربا عن ارتياحه للعمل الجدي الذي تقوم به الطواقم التدريبية بالأندية، ومبديا تفاؤله بالخلَف القادم المكوَّن وفق الأساسيات الحديثة للعبة. في المستهل، كيف تقيّم المستوى الفني للبطولة الوطنية للأشبال، خاصة منافسة الإناث فيها؟ — ما شهدناه يؤكد اجتهاد الأندية في تطوير مستواها ومصارعيها منذ سنة ونصف، أي بعد استعادة رياضة التايكواندو نشاطها العادي طيلة تلك الفترة بعد توقف قسري. وأؤكد لكم أن هذا التطور سيستمر من منافسة لأخرى.. ونحمد الله أن هذه الرياضة استعادت عافيتها بفضل جهد المديرية الفنية الوطنية التي ركّزت على تحسين المستوى الفني عموما. بالإضافة إلى نقص المنافسة، ما الذي كان ينقص أيضا حتى تفتقد هذه الأندية التطوّر المنشود؟ — الاستقرار التنفسي، لأن رياضة التايكواندو هي رياضة ذهنية قبل أن تكون بدنية. ونشكر الله تعالى أن رياضة التايكواندو وممارسيها في الجزائر في مسيرة إيجابية. هل زوّدتم هذه الأندية ببرنامج تدريبي محدد يتوسّم تطورها واللعبة معا؟ — العمل في هذا المجال تختصّ به مديرية المواهب الشابة التي تتكفّل بتحضير المصارعين منذ النشء، ووضع منهجية عمل خاصة بهم ولهم، وهو ما لم يكن سابقا. لقد كان المصارعون اليافعون مهمشين في كلّ شيء وبدون أهداف محدّدة، ومع عودة المنافسات الوطنية والدولية استعادوا الرغبة في العمل، ما أفرز إيجابيات كثيرة على الجميع، بدليل إنشاء رابطات جديدة، كسرت قاعدة سيطرة رابطات بعينها ومدارس معروفة في المواعيد الوطنية. حدّثنا عن البرامج والمواعيد المستقبلية لمختلف المنتخبات الوطنية؟ بعد عودة الروح إلى الاتحادية الجزائرية للتايكواندو كنا أمام إجبارية برمجة المنافسات الوطنية التي منها نشكّل مختلف المنتخبات الوطنية. وأعترف أننا اعتمدنا على الترقيع في البداية في ظلّ توقف نشاط اللعبة في الوطن. وبعد برمجة ثلاث منافسات وطنية فقط وجدنا أنفسنا قبالة مواعيد دولية، منها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتاراغونا الإسبانية العام الماضي 2018، والألعاب الإفريقية للشباب التي احتضنتها بلادنا في نفس السنة، لذلك وأمام ضيق الوقت.. أُجبرنا على انتقاء أفضل المصارعين، وإقحامهم في تربصات قصيرة، ورغم ذلك كانت رياضة التايكواندو من بين الرياضات المتوّجة في الألعاب الإفريقية للشباب بميداليتين برونزيتين، هذا ما حصلنا عليه في ضيق الوقت، فماذا كنا سنحصد لو حضّرنا عاديا وبدون مشاكل؟ هذا جيد، لكن لم تجبنا بشأن مواعيد مختلف منتخباتنا الوطنية في هذه السنة 2019؟ — بداية، أفيدكم بمعلومة حصرية، تتعلق بقرب انتهائنا من تجهيز دار للتايكواندو بقاعة بابا حسن بالعاصمة، وهي نظير "دوجو" في رياضة الجيدو، وهي خاصة بالمنتخبات الوطنية ومجهزة بكل وسائل العمل الضرورية. وبعدما ننتهي من البطولة الوطنية للأكابر المقررة يومي 1 و2 مارس القادم سنقحم الفريق الوطني للأكابر في هذه الدار الجديدة، للتحضير للالتزامات الدولية القادمة كالألعاب الإفريقية بالمغرب. ولقد تقدّمنا باقتراح إلى الاتحادية الوطنية للتايكواندو بغية احتضان البطولة العالمية للتضامن الإسلامي من 1 إلى 7 جويلية القادم بالقاعة البيضاوية، بمشاركة 46 بلدا إسلاميا.. وبالعودة مجددا إلى مستوى بطولة الأشبال، أؤكد أنّ مستوى الإناث في تطور ملحوظ، خاصة من الناحية الموفولوجية، تماشيا مع الأساسيات الحديثة لرياضة التايكواندو التي أضحت تتطلّب مصارعين طوال القامة لدى المواهب الشابة، وهذا ما لاحظناه في قاعة عين الترك، وفرحنا به كثيرا، وتأكّدنا أن المدربين أخذوا بنصائحنا في العمل مع مصارعين يمتازون بالقامة الطويلة، وأصحاب هذه الخاصية الموفولوجية هم من توّجوا بلدانهم في تونس والمغرب ومصر في المنافسات الدولية مؤخرا. وهل هذه النصائح التي أسديت للمدربين هي من صلب برامج تدريبية عالمية حديثة؟ —نعم، وأؤكد أنّ المديرية الفنية الوطنية تعتني بالجميع، حيث تقوم بتربصات مع رؤساء الرابطات الولائية والمدربين والرياضة النسوية.. ومنذ شهر فقط، جمعنا المدربين بمركز غرمول، وما وقفنا عليه أكد أن مدرّبينا تطوروا كثيرا. حسب علمنا هناك جديد مسّ هيئة التحكيم باستخدام أجهزة تقنية جديدة لأوّل مرة في المنافسات الخاصة برياضة التايكواندو، حدّثنا عنها؟ — هذا لا يعني التحكيم فقط، وأوضح أنه لأوّل مرة في المنافسات الوطنية للتايكواندو استعملت تقنيات تزيل الشكوك باستعمال الكاميرات، تُعيد سير أي منازلة إذا ما احتج مسيّر ما أو مدرب على نتيجتها النهائية. هل من إضافات؟ — أشكر جريدتكم المحترمة على اهتمامها برياضة التايكواندو، وأتمنى أن تساهم أكثر في نشر ممارستها في الجزائر.