اتهمت السلطات الروسية أمس، الولاياتالمتحدةالأمريكية بافتعال مسألة المساعدات الإنسانية التي تريد إدخالها إلى فنزويلا اليوم، رغم معارضة سلطاتها الرسمية يبقى مجرد ذريعة للتمهيد لتدخل عسكري في هذا البلد بهدف الإطاحة بنظام الرئيس نيكولاس مادورو. واعتبرت ماريا زخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية في ندوة صحفية عقدتها أمس، في العاصمة موسكو، أن قرار إدخال هذه المساعدات يشكل استفزازا حقيقيا ومناورة خطيرة تصر الإدارة الأمريكية على إتمامها رغم مخاطرها. وأكدت المسؤولة الروسية أن المساعدات الإنسانية ما هي سوى ذريعة لتدخل عسكري، وتأكيد على أن الإدارة الأمريكية تريد القيام بانقلاب عسكري ضد الرئيس مادورو. وأمر الرئيس الفنزويلي، أول أمس، بإغلاق الحدود البرية لبلاده مع البرازيل، وهدد باتخاذ قرار مماثل بخصوص حدودها مع دولة كولومبيا لمنع كل محاولة لإدخال أطنان المواد الغذائية التي قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب، إرسالها إلى فنزويلا دعما لرئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه قبل شهر رئيسا للبلاد خلفا للرئيس المنتخب نيكولاس مادورو. ويشد الفنزويليون أنفاسهم بخصوص تداعيات هذه القضية وخاصة بعد تصريحات غوايدو، الذي أكد أن المساعدات ستدخل اليوم إلى البلاد مهما كان الأمر وهو ما زاد في حدة المخاوف من احتمال تدخل القوات النظامية لمنع ذلك، وربما اتخاذ الولاياتالمتحدة ذلك مبررا للقيام بتدخل عسكري مع كل الانعكاسات التي قد تنجم عن تصرف لا أحد بإمكانه التكهن بها. وزادت حدة هذه المخاوف بعد أن اتهمت السلطات الروسية الولاياتالمتحدة بتحريك قواتها الخاصة المتواجدة في كولومبيا باتجاه الحدود الفنزويلية. وأكدت أن بلادها تحوز على معلومات مؤكدة بقيام الولاياتالمتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين في الحلف الأطلسي بمناقشة فكرة شراء أسلحة وذخيرة حربية بينها مدافع رشاشات وراجمات صواريخ وذخيرة مدفعية من إحدى دول أوروبا الشرقية قصد تسليمها للمعارضة الفنزويلية لاستخدامها في أية مواجهة عسكرية محتملة. وأمام هذه التطورات أكدت الحكومة الصينية أمس، معارضتها لإدخال ما تسميه الولاياتالمتحدة مساعدات إنسانية بالقوة إلى فنزويلا، بقناعة أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية في هذا البلد. وقال جونغ شوانغ، الناطق باسم الخارجية الصينية أمس، إن بلاده تعارض كل فكرة لتدخل عسكري أمريكي في فنزويلا، وضد كل مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق أمني وتوترات بعواقب لا أحد بإمكانه توقع نتائجها. وتحركت روسيا والصين أكبر حليفين للرئيس نيكولاس مادورو، في وقت أعلن فيه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، عن زيارة سيقوم بها بعد غد الإثنين، إلى كولومبيا للتعبير عن مساندة ووقوف بلاده مع رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، ضمن تحضيرات قد تدخل في إطار النية الأمريكية للقيام بتدخل عسكري في فنزويلا، وخاصة وأن الرئيس ترامب، سبق وأن أكد أن كل الخيارات أصبحت مطروحة على الطاولة بما فيها خيار التدخل العسكري.