* email * facebook * twitter * linkedin عبرت رئيسة وحدة الرجال بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في علاج السرطان «بيار وماري كوري» بالجزائر العاصمة الأستاذة أسماء قربوعة، عن أسفها لتأخر دخول العلاج المناعي إلى السوق الوطنية رغم تسجيله بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في جوان 2018. وأكدت المختصة على هامش الملتقى الثاني لشمال إفريقيا حول ثلاثة أنواع من السرطان (الرئة والثدي والبروستات) أنه «كان من المنتظر أن يصل العلاج المناعي الموجه لفئة معينة من المصابين بالسرطان، بداية من العام الجاري، إلا أن المرضى لم يستفيدوا بعد من هذا العلاج الذي يعد ضروريا جدا بالنسبة لهم». ويعتبر هذا النوع من العلاج، حسب المتحدثة، من بين المستجدات العلمية التي أثبتت نجاعتها في مجال التكفل ببعض أنواع السرطان والتي أعطت نتائج إيجابية بالدول المتقدمة، مذكرة بالمناسبة بتسجيل نحو 2900 حالة جديدة لسرطان الرئة، على المستوى الوطني سنويا، وذلك استنادا إلى معطيات شبكة سجلات السرطان لمعهد الصحة العمومية. كما أشارت الأستاذة قربوعة إلى أن هذا النوع من السرطان الذي كان خلال السنوات الماضية يحتل الصدارة لدى الرجال، أصبح يسجل نسبة مرتفعة لدى المرأة، سواء كانت مدخنة أو غير مدخنة، مرجعة ذلك إلى التدخين وعوامل بيئية أخرى. وبخصوص التدخين وهو العامل الرئيسي في الإصابة بسرطان القصبات الهوائية بالجزائر والعالم، أوضحت ذات المتدخلة أنه، «بالرغم من الترسانة القانونية الصلبة التي سنتها الدولة، سواء تلك التي جاء بها قانون الصحة لسنة 2018 أو مختلف المراسيم الوزارية الأخرى، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع لازال ضعيفا». وأضافت في هذا الصدد تقول «إذا كان هذا النوع من السرطان ينتشر حسب مختلف الدراسات التي أنجزتها وزارة الصحة، لدى الفئة العمرية البالغة 60 سنة فما فوق، فإن دراسات أخرى تشير إلى أن تناول أول سيجارة يتم في سن السادسة وأن نسبة 13 من المائة من تلاميذ المتوسطات يدخنون، حيث شدّدت المختصة على «ضرورة الوقاية ومكافحة التدخين». من جانب آخر أشار الأستاذ كمال بن عقيلة المختص في جراحة الكلى والمسالك البولية بالمؤسسة الإستشفائية محمد لامين دباغين بباب الواد (مايو سابقا) إلى أن «تحسين وسائل الكشف، ساهم في تشخيص سرطان البروستات مبكرا، مشيرا بالمناسبة إلى أنه بفضل المخطط الوطني لمكافحة السرطان ومجهودات الجمعيات العلمية تم وضع برتوكول علاج للكشف عن هذا النوع من السرطان، بدءا من سن 50 سنة فما فوق. ودعا بالمناسبة العائلات التي ينتشر لديها هذا النوع من السرطان إلى التقدم للكشف عنه مبكرا، (من سن ال45)، لتفادي انتشاره ويصبح مكلفا للفرد والدولة، مؤكدا بأن علاج هذا النوع من السرطان في بدايته أعطى نتائج مشجعة جدا، بفضل الجراحة والعلاج بالأشعة «وهما تقنيتان يتحكم فيهما المختصون الجزائريون بشكل جيد». وذكر على سبيل المثال بأن نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطان تتراوح على المستوى الوطني بين 13 و14 حالة لكل 100 ألف نسمة. كما يحتل هذا النوع المرتبة الرابعة من حيث تصنيف أنواع السرطان بالجزائر بعد القولون والمستقيم والرئة والمعدة. من جهتهما، أكد الأستاذان مارك دنيس (مختص في البيوكمياء والبيولوجيا الجزيئية) وجون فرانوا موديري (مختص في طب الأورام من فرنسا) أن المستجدات العلمية التي خرج بها المؤتمر العالمي للسرطان، مؤخرا، لاسيما العلاج المناعي الذي يعتبر تقنية جديدة لتعزيز مناعة الجسم، (من بين التقنيات الطبية الدقيقة التي تستهدف الخلية السرطانية التي تصيب القصبات الهوائية ويختلف تطبيقها من مريض لآخر) مشجعة جدا لتحسين نوعية العلاج مستقبلا. وأوضح المختصان أن هذا النوع المبتكر من العلاج، «لم يساهم في تمديد حياة المريض بست مرات فحسب، بل يعتمد عليه العلماء على المدى البعيد لتطوير علاج السرطان مستقبلا».