* email * facebook * twitter * linkedin عاد هاجس الغرق بالسدود والبرك المائية، لينغص صيف العائلات بولاية البويرة، على الرغم من حملات التحسيس على طول أيام السنة، والإدراك المسبق لخطورة السباحة بهذه الأماكن، التي باتت تلتهم أرواح شباب وأطفال دفعتهم قلة الإمكانيات وغياب مرافق الاستجمام، خاصة خلال موسم الصيف، إلى المغامرة بحياتهم، ليتواصل مسلسل الغرق على مستوى برك الموت، رغم جميع محاولات التصدي للظاهرة والإجراءات الاحترازية المعمول بها مؤخرا. تواصل غلق المسابح يزيد من تفاقم الظاهرة لم يعد صيف العائلات القاطنة في ولاية البويرة يخلو من حالات الغرق في السدود والمجمعات المائية، وهو الرعب الذي عاد هذه السنة ليضرب بيد من حديد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تدفع شباب وأطفال الولاية، خاصة القاطنين بالمناطق النائية، إلى السباجة بالبرك المائية، هربا من لفحات الشمس الحارقة، كما تواصل غلق مسابح الولاية التي تتوفر على سبعة مسابح، بسبب إضراب عمال المركب الرياضي منذ أزيد من أربعة أشهر، وساهم خلال السنوات الأخيرة، إلى حد ما، في التقليل من خطورة الظاهرة بالمدن الكبرى، ليعود غياب مثل هذه المرافق مرة أخرى، ويدفع بشباب الولاية وأطفالها إلى السباحة بالمسطحات المائية والسدود هربا من حرارة الشمس الحارقة، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب موجة الحرائق التي رفعت من درجة الحرارة عبر العديد من مناطق الولاية. أزيد من 5 ضحايا منذ بداية الصائفة سجلت ولاية البويرة منذ بداية الصائفة الحالية، أزيد من 5 حالات غرق لشباب يافعين ومراهقين، استهوتهم السباحة بالمسطحات المائية، ليجدو أنفسهم ضحايا يضافون إلى أرقام مخيفة التهمتها هذه المياه القاتلة، كان آخرها غرق شابين عمرهما 17 و18 سنة من عائلة واحدة، بأحد السدود الواقعة في منطقة جواب الحدودية بين البويرة والمدية، وقبلها، تم تسجيل غرق حالتين بالمجمع المائي لغابة الريش، وحالة بسد سماش المالح بديرة، بالإضافة إلى إنقاذ العديد من الحالات، منها 4 شباب بسد تلزديت، تشبثوا بأغصان الأشجار إلى غاية وصول غطاسي الحماية المدنية الذين أنقذوهم من الموت المحقق، بعد عدم قدرتهم على مواصلة السباحة في مياه السد. المسابح المتنقلة... حلم تأخر تحقيقه وعد المجلس الشعبي الولائي بولاية البويرة، في بداية الصائفة، بتخصيص مبلغ مالي لدعم السباحة على مستوى المسابح نصف الأولمبية، التي كان من المفروض أن تفتح أبوابها في بداية شهر جويلية الجاري -حسب والي الولاية-، بعد تعيين مدير ديوان مؤسسات الشباب كمدير للمركب الرياضي، حيث وقف على إضراب العمال، غير أن تمسك هؤلاء المضربين بمطلب التنصيب الفعلي للمدير الجديد، أخلط أوراق الجهات المسؤولة، وأجل موعد فتح هذه المسابح، في الوقت الذي تأخر اقتناء مسابح متنقلة لدعم الموجودة خلال موسم الاصطياف المنصرم، وساهمت في التقليل من معاناة سكان المناطق النائية، وهو الوضع الذي زاد من استياء شباب الولاية الذين تساءلوا عن موعد توفير هذه المسابح، خاصة ونحن على مشارف نهاية الشهر الثاني من موسم الحر. دعاوي للاستنجاد بالمساجد لمحاربة الظاهرة تعالت في ولاية البويرة خلال السنوات الأخيرة، نداءات بضرورة الاستنجاد بالخطاب الديني لمحاربة ظاهرة السباحة في المسطحات والحواجز المائية التي تعتبر مغامرة بالروح البشرية، في ظل الإدراك المسبق لحجم الخطورة والضرر الذي قد ينجر نتيجة القفز والسباحة ولو لدقائق في مياه هذه البرك المائية المعروفة ببرودتها الشديدة، على اعتبارها مياه راكدة، مع ارتفاع مستوى الطين فيها، خاصة بالنسبة لسد الأكحل بعين بسام، وتلزديت ببشلول، وكدية أسردون بمعالة، والتي باتت وجهة للأطفال وملاذ شباب الولاية من مختلف بلدياتها، خاصة المحاذية لهذه السدود، ناهيك عن المجمعات المائية والبرك المستغلة في السقي الفلاحي. أين مظاهر الإجراءات الاحترازية الجديدة؟ كشفت المديرية العامة للحماية المدنية، من خلال لقاء تم تنظيمه بالبويرة قبل أشهر، عن برنامج وقائي مكثف يهدف إلى تشكيل فرق على مستوى السدود وتكثيف الرقابة والإجراءات الوقائية على مستوى المجمعات المائية، وهي الإجراءات التي لم يتم تجسيدها بعد على أرض الواقع، رغم تهديد خطر هذه المسطحات المائية المتزايد، وإقبال شباب الولاية المتواصل عليها، في ظل تواصل غلق المسابح وغياب البديل، وهو ما بات يستلزم اهتماما أكبر من قبل المسؤولين لوضع حد لمخاوف سكان الولاية، لاسيما التي سجلت على مستواها حالات غرق، كون القضية تتعلق بالإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها للتصدي لخطر برك الموت التي يقوم بإنجازها بعض الفلاحين من أجل تخزين مياه الأمطار للسقي، دون تسييجها، مما يحولها إلى قنابل موقوتة تثير رعب العائلات، ناهيك عن السدود والآبار التي التهمت عدة أروح خلال السنوات الأخيرة أثناء محاولة تنظيفها وإعادة استغلال مياهها، مع التكثيف من الحملات التوعوية وحث الشباب على عدم المخاطرة بأرواحهم لصعوبة القفز في مياه طينية تلتهم أمهر الغطاسين، خاصة مع غياب أية حلول ردعية أخرى لمنع الشباب من السباحة في هذه السدود التي يصعب تسييجها.