* email * facebook * twitter * linkedin أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أول أمس، أن التنصيب العاجل للهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية يعد "أولوية قصوى في مسار الحوار الوطني"، مجددا من جانب أخر التزام القيادة العسكرية بمساعدة العدالة على فتح جميع الملفات الثقيلة للفساد، بما فيها تلك التي كانت عن قصد حبيسة الأدراج وفي طي النسيان، مع تقديم كافة الضمانات لها ومساعدتها على تأدية مهامها في أحسن الظروف، بعيدا عن أي شكل من أشكال الضغوطات. وحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، فقد أكد الفريق قايد صالح، خلال زيارة العمل والتفتيش التي قام بها للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أن الجيش الوطني الشعبي و«انطلاقا من مهامه الدستورية، ملتزم بتعهداته في مرافقة وتدعيم العدالة"، التي يتولى شؤونها رجال مخلصون يتولون التعاطي مع ملفات "تتعلق بالجرائم والانحرافات الخطيرة المقترفة من قبل العصابة في حق الشعب وفي حق أمواله وثرواته". وشدد نائب وزير الدفاع الوطني في كلمة توجيهية ألقاها خلال لقائه بإطارات وأفراد الناحية على "استحقاق مرتكبي هذه الجرائم "النكراء" للجزاء العادل وذلك طبقا للقانون، الذي "يتعين أن يطبّق بحذافيره في مثل هذه القضايا الحساسة"، مثمّنا في هذا السياق النتائج "الطيبة الملموسة" المحققة نتيجة الجهود التي تبذلها العدالة في مكافحة الفساد. كما لفت إلى أن الحديث عن هذه القضايا يأتي "انطلاقا من معلومات ومعطيات موثوقة"، مضيفا بالقول "كل كلمة نقولها هي نابعة من حقائق ميدانية ملموسة ومؤكدة، وكل من ثبت تورطه في قضايا الفساد ونهب المال العام سيتم تقديم ملفه إلى العدالة، التي تتولى محاسبته عما اقترفه في حق الوطن والشعب". لدينا معلومات حول المخططات المعادية لاستقرار البلاد كما توقف الفريق قايد صالح، عند "المحاولات التي تقودها بعض الأطراف التي تزعجها الجزائر القوية والمستقرة والآمنة"، مما يجعل البلاد كما قال "عرضة للطامعين والمغامرين الذين يحاولون عبثا عرقلة مسارها التطويري"، مشيرا إلى معلومات ‘مؤكدة تحوزها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي حول هذه المخططات المعادية "التي سبق وأن حذّرنا منها ومن مخاطرها وتهديداتها، والتي تستغل الوضع الراهن في بلادنا لمحاولة فرض أجنداتها والتأثير في مسار الأحداث" . وأضاف في هذا السياق بأن الجزائر العظيمة برجالها الأشاوس وبتاريخها المجيد وبإمكانياتها الوافرة وإنجازاتها المتعددة ومستقبلها الواعد، ليست لعبة في أيدي المغامرين"، قائلا "إننا في الجيش الوطني الشعبي نعمل باستمرار وبيقظة كبيرة على صونها وحمايتها، والحفاظ عليها ونقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس باستقرارها وأمنها وسمعتها ومكانتها". التمسك بالإطار الدستوري واسترسل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بهذا الخصوص "من هنا يأتي تأكيدنا في كل مرة على ضرورة التمسك بالإطار الدستوري في حل إشكاليات المرحلة الراهنة لكونه الضمانة الأساسية، بل الوحيدة للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وعدم الوقوع في فخ الفراغ الدستوري والانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه"، مذكّرا في هذا الصدد ب«المواقف الثابتة" للجيش الوطني الشعبي بخصوص التمسك بهذا الإطار. وتضمنت كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالمناسبة دعوة إلى مختلف وسائل الإعلام الوطنية "لعدم الوقوع في مغالطات أعداء الوطن والإسهام البنّاء والفعّال والإيجابي في هذا المسعى الوطني النبيل والمصيري في حياة الأمة وعدم الانسياق وراء المخططات المشبوهة". على صعيد آخر، أشاد الفريق قايد صالح، ببعض أساتذة القانون الذين لم يتوانوا حسبه عن قول كلمة الحق، مشيرا إلى أنهم وبعد الاطلاع على ملفات الموقوفين أكدوا أن هؤلاء ليسوا سجناء رأي كما تدّعي بعض الأطراف التي تحاول استغلال هذا الملف، وأن العدالة هي المخولة للفصل في هذا الموضوع. وفي سياق تأكيده على ‘'تمسك القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بمؤسسات الدولة ومرافقتها''، أبرز الفريق قايد صالح، الحرص على استمرار هذه المؤسسات في أداء مهامها إلى غاية انتخاب رئيس جمهورية جديد، مستندا في ذلك إلى كون القائمين على هذه المؤسسات هم مسؤولون "يؤدون مهامهم على أكمل وجه"، وهو الرأي النابع من "متابعتنا اليومية لأداء هذه المؤسسات". وفي تعليقه على التطورات السياسية للبلاد ذكر الفريق قايد صالح، بأهمية تبنّي نهج الحوار الذي اعتبره "السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر والوصول بالبلاد إلى بر الأمان"، مؤكدا" إيمانه بالحوار الجاد مضبوط الأهداف.. حوار بنّاء كفيل بتقديم الحلول المناسبة وخلق الظروف الملائمة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية. وتنظيمها في أقرب الآجال والتي تمر حتما عبر التنصيب العاجل للهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية"، غير أنه لفت بالمقابل إلى ضرورة أن يجري هذا الحوار "في جو تسوده النوايا الحسنة والصدق والأمانة، وتديره شخصيات وطنية مخلصة وذات مصداقية وكفاءة، تؤمن فعلا بالحوار وتعمل على إنجاحه ولا تنتظر جزاء ولا شكورا، تقدم المصلحة العليا للوطن وتنأى بنفسها عن الشروط المسبقة التي تعرقل مسار الحوار''. نشجع مبادرات الهيئة الوطنية للوساطة والحوار وثمّن الفريق قايد صالح، في كلمته التي بثت إلى جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، جهود الهيئة الوطنية للوساطة والحوار في "مسعاها النبيل"، قائلا "إننا في الجيش الوطني الشعبي نشجع مبادراتها الرامية إلى الإسراع في تنظيم جولات الحوار، واتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود". وأشار في الوقت ذاته إلى أن الجيش الوطني الشعبي "الذي رافق ومنذ البداية مطالب الشعب الجزائري التي عبّر عنها خلال المسيرات السلمية، يقدر اليوم رفقة الخيرين من أبناء الوطن أن المطالب الأساسية قد تحققت وبشكل كامل، وبقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية وما يتعلق بها من ضبط الإجراءات الضرورية لإنجاحها"، غير أنه سجل في المقابل أن "بعض المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة تصر على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة، تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات". وحرص نائب وزير الدفاع الوطني، خلال هذه الكلمة على التذكير بالمواقف المعبّر عنها بكل وضوح وفي عدة مناسبات، مؤكدا أنه "لا طموحات سياسية لنا في ذلك سوى خدمة الوطن والحرص على ضمان أمنه واستقراره"، لافتا إلى أن "بلادنا اليوم والحمد لله في أيدي آمنة يسهر على تأمينها إطارات ملتزمون، همهم الوحيد السهر على عزّة الوطن وشموخه ولهم كل الحق في ذلك". وأضاف أن الجيش الوطني الشعبي "هو اليوم على خطى أبطال جيش التحرير الوطني، يعتبر نفسه جاهزا ومستعدا لاستكمال رسالة أسلافه ووفيا للمصلحة الوطنية العليا وحارسا أمينا على هذه الأرض الطيّبة، وسيبقى يعمل ويكد باستمرار لفائدة وطنه وشعبه ويسهم بكل ما أوتي من قوة في تعزيز قدرة الجزائر على كسب رهاناتها على كافة الأصعدة والمجالات، وإبعادها نهائيا عن كل المخاطر والتهديدات وأشباح العدوان والتدخلات، وذلك من خلال الحرص على تصفية صفوفها من جميع عملاء الاستعمار وأعوانه بشكل يجعل بلادنا في مأمن دائم من كافة مخاطر التدخلات والتآمر والخداع والانتقال بها نهائيا إلى بر الأمان". وكان الفريق قايد صالح، قد وقف قبل ذلك وقفة ترحم على روح الشهيد "سي أمحمد بوقرة" الذي يحمل مقر قيادة الناحية العسكرية الأولى اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار وذلك "ترسيخا لقيم الوفاء على العهد ولتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية الخالدة". إثر ذلك دشن نائب وزير الدفاع الوطني، المركز الجهوي للإشارة واستمع إلى عرض حول هذا المكسب الحيوي الهام للناحية، كما تفقد مختلف أقسام هذا المركز المجهز بمختلف المنظومات الهاتفية ذات التكنولوجيات العالية جدا والذي يضمن كافة أشكال الاتصالات السلكية واللاسلكية لجميع وحدات الناحية.