* email * facebook * twitter * linkedin لقي ما لا يقل عن 16 شخصا مصرعهم وأصيب حوالي 119 آخرين في هجوم دام، هز في وقت متأخر من مساء أول أمس، العاصمة الأفغانية كابول وتبنته حركة طالبان التي من المفروض أن توقع قريبا على اتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يقضي بسحب هذه الأخيرة لقواتها من هذا البلد الإسلامي. ووقع تفجير قوي جراء انفجار جرار مملوء بالمتفجرات بالقرب من المنطقة الخضراء الأكثر تأمينا بالعاصمة كابول والتي تضم مباني رسمية ومقار السفارات والقنصليات الأجنبية. وسارعت حركة طالبان إلى تبني مسؤوليتها عن التفجير الدامي الذي يعد الثالث من نوعه في الفترة الأخيرة بما يطرح العديد من التساؤلات حول مصير المفاوضات الجارية بالعاصمة القطريةالدوحة بين الحركة المسلحة والولاياتالمتحدة والتي توشك على الانتهاء بالاتفاق على سحب القوات الأمريكية نهائيا من أفغانستان. وتجد مثل هذه التساؤلات مصداقيتها خاصة وأن التفجير الدامي وقع في نفس الوقت الذي كان فيه التلفزيون الرسمي الأفغاني يبث مقابلة مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد الذي يتواجد في زيارة رسمية بالعاصمة كابول. ويرى متتبعون للشأن الأفغاني أن حركة طالبان معتادة على مثل هذه الممارسات كالدخول في مفاوضات مع مواصلة أعمال العنف من تفجيرات انتحارية وهجمات مسلحة وذلك ضمن إستراتيجيتها التي طالما انتهجتها بممارسة الضغط بالقوة العسكرية. وحسب هؤلاء، فإن طالبان تعتقد أن الولاياتالمتحدة اضطرت إلى الدخول معها في مفاوضات سلام تحت ضغط قوتها العسكرية وهجماتها المتواصلة منذ الإطاحة بنظامها عام 2001 على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة القضاء على تنظيم "القاعدة" الإرهابي. وكان المبعوث الأمريكي قد أجرى محادثات مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني بمجرد وصوله إلى العاصمة كابول لإبلاغه بمستجدات الجولة التاسعة من المفاوضات مع طالبان التي احتضنتها عاصمة قطر خلال الأيام الأخيرة. ودخل المبعوث الأمريكي منذ حوالي عام في محادثات مع مسؤولين من حركة طالبان على أمل التوصل إلى اتفاق يقنع من خلاله مسلحي طالبان بوضع حد ل18 سنة من حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس في أفغانستان. وقدم خليل زاد للرئيس غاني نسخة عن مشروع الاتفاق الذي لم تشارك في إعداده الحكومة الأفغانية بسبب رفض حركة طالبان التي أصرت على التفاوض مع الإدارة الأمريكية بعدما وصفت حكومة كابول بأنها مجرد "دمية" في يد واشنطن. وأكد المبعوث الأمريكي بأن الطرفان قد اتفقا على أن يتم الانسحاب في غضون 135 يوما مع العلم أنه يتواجد حاليا قرابة 14 ألف جندي أمريكي موزعين على خمس قواعد عسكرية في أنحاء مختلفة من أفغانستان. للإشارة، فإن مشروع نص الاتفاق الذي سيكون "تاريخيا" في حال ما تم التوقيع عليه ينص على أن يسحب الجيش الأمريكي قواته من القواعد العسكرية الخمس المنتشرة في أفغانستان مقابل إيفاء طالبان بالتزاماتها في عدم جعل هذا البلد قواعد خلفية للمجموعات الإرهابية.