انتقد التجمع الوطني الديمقراطي الداعين الى مقاطعة الانتخابات وأكد أن الدعوة إلى عدم التصويت لن تجد صدى لدى الشرائح الواسعة من المواطنين، كون أحزاب التحالف الرئاسي وجميع المنظمات المساندة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستنجح في كسر "شبح المقاطعة". عقدت إطارات التجمع الوطني الديمقراطي أول أمس الخميس بفندق السفير يوما دراسيا خصص لشرح تعليمة سابقة وجهها الأمين العام أحمد أويحيى الى قواعد الحزب قصد التجند لتحضير الانتخابات الرئاسية القادمة، وترأس الاجتماع أعضاء من المكتب الوطني من بينهم المكلف بالمنتخبين السيد محمد الصالح بوزغوب، ووزير المالية الأسبق السيد عبد الكريم حرشاوي والسيد شيهاب صديق منسق ولاية العاصمة. ولم يكن اللقاء لشرح استراتيجية الارندي خلال الانتخابات فقط، بل كانت فرصة بالنسبة لعضو المكتب الوطني شيهاب صديق للكشف عن مواقف الحزب بخصوص بعض التطورات التي عرفتها الساحة الوطنية في المدة الأخيرة وبخاصة الدعوات الى مقاطعة الرئاسيات. وفي هذا السياق وجه انتقادات لاذعة للذين رفعوا شعارات المقاطعة، في إشارة ضمنية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حيث قال "إن الذين يريدون تخويفنا بشبح المقاطعة نؤكد لهم إننا مصممون على كسره، وسنثبت لهؤلاء مدى الإجماع الشعبي الذي يحظى به المرشح الذي اخترناه"، وبلغة المتحدي أكد عضو المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي أن الموعد الرئاسي القادم سيكشف للجميع من يحوز على الشعبية من عدمه ومن يتحصل على أغلبية الأصوات، وعبر عن قناعة بأن أحزاب التحالف الرئاسي والمنظمات المساندة للرئيس بوتفليقة ستنجح في رفع تحدي إقناع المواطنين بالذهاب بقوة الى صناديق الاقتراع. مشيرا إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحظى بالشعبية التي تمكنه من مواصلة مسيرة البناء. وبالنسبة للسيد شيهاب صديق فإن عزوف المواطنين عن العمل السياسي هو ظاهرة عالمية ناتجة عن حالات التذبذب السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يميز عالم اليوم. وشرح أعضاء المكتب الوطني للأرندي الذين تداولوا على المنصة محتوى تعليمة الأمين العام السيد أحمد أويحيى الموجهة للقواعد، وأوضح المكلف بالمنتخبين السيد محمد الصالح بوزغوب أن واجهة النشاط الميداني في الرئاسيات القادمة تتمثل في المنتخبين الذين يتعين عليهم المساهمة بفاعلية في معركة الانتخابات، وحثهم على قيادة العمل التحسيسي والتقرب أكثر من المواطنين. وشدد المكلف بالشؤون الاجتماعية في الأرندي السيد عبد الكريم حرشاوي على ضرورة احترام تعليمة السيد أويحيى الخاصة بتنسيق العمل على مستوى القاعدة مع أحزاب التحالف الرئاسي وذلك بهدف طرق أبواب المواطنين وإقناعهم بواجب الإدلاء بأصواتهم والتحكم في مصيرهم. واستعرض السيد أحمد أويحيى في التعليمة الموجهة الى قواعد الحزب مختلف مراحل وكيفيات عمليات التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة . وأشار في التعليمة التي قراها أحد أعضاء المكتب الوطني للحزب إلى أن تحقيق النجاح في المواعيد الاستحقاقية "يمر عبر وضع جدول زمني يتم على أساسه توجيه الجهود بصفة متدرجة بما يسمح بعبور كل محطة بقوة وفعالية ثم التفرغ للمحطة اللاحقة بطريقة منتظمة". وأوضح بأن الأولوية في الوقت الراهن "تكمن في تعبئة الطاقات البشرية وتنظيمها ميدانيا وكذا المساهمة في عملية تحسيس المواطنين للتسجيل في القوائم الانتخابية". ودعا في نفس السياق الى تحضير قواعد الحزب ومنتخبيه لعملية جمع التوقيعات للمترشح عبد العزيز بوتفليقة. وحثهم على تدوين العدد الإجمالي الحالي لمنتخبي التجمع على مستوى كل ولاية والتأكد من عدد المنتخبين المستعدين "فعلا" لإعطاء إمضاءهم للمترشح الذي اختاره الحزب. وطالب السيد أويحيى منتخبي الحزب بالعمل على عقد اجتماعات تحسيسية للجمعيات العامة للبلدية وتحسيس المناضلين والمناضلات بضرورة التأكد من تسجيلهم في القوائم الانتخابية بالإضافة الى تعبئة هؤلاء من أجل السهر على القيام بنفس العملية في أوساطهم العائلية والمهنية والجوارية. ومن جهة أخرى دعا المنتخبين للشروع ابتداء من منتصف فيفري القادم إلى فتح مداومات وترتيب الحملة الانتخابية وانتقاء المناضلين الذين يمكن تعيينهم كملاحظين في مكاتب الاقتراع.