ما تزال نسبة كبيرة من المجتمع التبسي تعاني من الأمية، خاصة بالمناطق النائية والأرياف، والسبب خصوصية تلك المناطق وندرة المدارس بها أو بعدها الكبير عنها، وتعد فئة النساء الأكثر حرمانا من نور العلم بتلك المناطق، رغم الجهود المبذولة في هذا السياق لرفع الغبن عمن لم يسعفه الحظ في ولوج المدرسة أو استكمال مشوار الدراسة، فكان البيت نهاية رحلة قصيرة مع التعليم في مرحلته الابتدائية الأولى. ويعد بعد المسافة بين المنازل والمدارس بأرياف تبسة، العامل رقم واحد في توقيف الفتيات عن الدراسة، كونهن لا يستطعن تحمل مشاق المسافة مثل الذكور، حسب شهادات البعض، ناهيك عن انعدام النقل المدرسي وقلة المواصلات. وحسب معطيات ملحق الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، فإن نسبة الأمية بولاية تبسة ما تزال مخيفة رغم ما وفر لها من امكانيات مادية وبشرية، حيث تصل الى أزيد من 40?، أي اكثر من 170 ألف أمي من مجموع سكان الولاية، 75? من أولئك نساء. رغم هذا، فإن النتائج المسجلة بفضل الحملات التحسيسية والتوعوية والإعلامية التي بدأت منذ 2003 تبعث على التفاؤل، بحيث التحق عدد كبير بفصول محو الأمية عبر إقليم الولاية، وانتقل العدد من 2000 متمدرس منذ انطلاق الحملة الى 7000 متمدرس العام الماضي، وهي النقلة التي يعتبرها المشرفون على العملية ايجابية، خاصة بعد تطبيق الإستراتيجية الوطنية الجديدة للقضاء على الأمية في آفاق 2016. للإشارة، استفاد ملحف الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لولاية تبسة، من 84 منصب عمل قار لفائدة خريجي الجامعات، وازيد من 230 منصب عمل في اطار عقود ما قبل التشغيل موزعة على اكثر من 520 فصل عبر كامل بلديات الولاية.