أوفدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية فريق تحقيق إلى ولاية تمنراست بأقصى الجنوب الجزائري لتقصي أوضاع الفلاحين والبحث عن حلول لمختلف المشاكل التي يعانون منها، بهدف تشجيعهم على مواصلة النشاط وعدم التفكير في هجرة خدمة الأرض. ووصل وفد متكون من 18 شخصا تقوده مديرة مصلحة بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مساء أول أمس، الى ولاية تمنراست قبل أن يتفرع الى ثلاث لجان تحقيق توجهت الأولى الى منطقة عين صالح على بعد 750 كلم جنوب الولاية، والثانية الى تينزواتين في أقصى جنوب الولاية في الحدود مع دولة مالي، حيث انطلق الوفد في طريقه الى المنطقة أمس الثلاثاء من عاصمة الولاية، والثالثة أخذت طريقها نحو مناطق واقعة شمال شرق الولاية وهي تازروت وعين أمغل وأدلس. وعلمت "المساء" من مصادر ذات صلة بالموضوع أن برنامج الزيارة والتقصي حدد مناصفة بين السلطات المحلية والفلاحين بالمنطقة والوزارة المعنية قصد معاينة جميع المشاكل التي يعاني منها الفلاحون في هذه المنطقة، وتسجيل جميع انشغالاتهم. علما أن العملية تتطلب تنظيما محكما لخصوصية المنطقة سواء بالنسبة لموقعها الجغرافيأو الطبيعة المناخية وبعد المسافة. وجاء إيفاد لجنة التحقيق الوزارية إلى أقصى الجنوب الجزائري لتقصي أوضاع الفلاحين في المنطقة استجابة لطلب تقدم به عضو مجلس الأمة السيد مسعود قمامة، الذي استوقف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى حول مشاكل الفلاحين بولاية تمنراست في سؤال شفوي طرحه عليه يوم الخميس 14 جانفي الجاري في جلسة عامة بالغرفة الأولى للبرلمان. وتعهد وزير الفلاحة بإرسال لجنة تحقيق في اقرب الآجال دون أن يحدد تاريخا معينا. وتدوم مهمة لجنة التحقيق والتقصي الى غاية الغد مع إمكانية تمديد الآجال بالنظر إلى أهمية الملف وصعوبة تحقيق الأهداف المتوخاة في ظرف زمني قصير بالنظر إلى بعد المسافة. وينتظر أن يعقد الوفد الوزاري اجتماعات مع الفلاحين، ويعاين عن قرب وضعيتهم وظروف نشاطهم. واستحسن فلاحو المنطقة التفاتة الوزارة الوصية خاصة وأن اللجنة تم تعيينها أيام فقط بعد رد الوزير بن عيسى على سؤال شفوي بخصوص الموضوع وكذالكون لجنة التحقيق هذه تعد الأولى منذ عقود حسب تصريحات بعض أعيان المنطقة. وسترفع اللجنة تقريرا مفصلا إلى وزير الفلاحة بمجرد الانتهاء من صياغته بهدف اتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة المشاكل التي تهدد استقرار الفلاحين بالمنطقة، وقد تدفع بهم إلى هجرة هذا النشاط. وكان عضو مجلس الأمة السيد مسعود قمامة رفع جملة من الانشغالات الى وزير الفلاحة أكد أنها أثرت سلبا على معنويات الفلاحين ومربي الإبل والمواشي بمنطقة تمنراست، وخاصة أولئك الذين ينشطون بالمناطق الحدودية مع دولة مالي وبالتحديد في منطقة تينزاوتين، وأشار إلى أن الفلاحين يعانون من مشاكل نقص البنزين بسبب تحديد السلطات للكمية الواجب الحصول عليها من مناطق بعيدة عن أماكن النشاط بمئات الكيلومترات، الشيء الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى تعطل نشاطهم الفلاحي بسبب نفاد هذه المادة الأساسية، وصعوبة تنقلهم للتزود ثانية لبعد المسافة، كما يعاني هؤلاء من نقص في الأسمدة بفعل الإجراءات المفروضة على نقل وتوزيع هذه المادة، واشتكى أيضا من التهريب الممارس عبر المنطقة الحدودية مما تسبب في نقل مختلف الأمراض التي تصيب المواشي. وأوضح السيد بن عيسى في معرض رده أن فلاحي المنطقة المصرحين لدى مديرية الفلاحة بالمنطقة يتلقون كل التسهيلات الضرورية للحصول على الأسمدة والبنزين، غير أنه أشار إلى ضرورة تأطير نقل هذه المواد بالنظر إلى حساسية الموضوع وارتباطها بمشكلة التهريب. وتحدث في السياق عن تحفيزات أقرتها وزارة الفلاحة منذ مدة لفائدة الفلاحين بالمناطق الصحراوية.