* email * facebook * twitter * linkedin أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية صلاح الدين دحمون، أن أحداث 17 أكتوبر 1961 تبقى تمثل "درسا من دروس ثورتنا المجيدة، التي أكد من خلالها أبناء هذا الوطن البار أنهم جزء لا يتجزأ من شعب كان يئن من الداخل ويسمع أنينه في أرجاء الدنيا، وآثر على نفسه الشهادة بنكران الذات فكانوا صفعة في وجه المستعمر الذي لم يتوان في قمع الثورة حتى في دياره التي أعلنها ديار محبة وحرية". وأشار السيد دحمون، في رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة إلى أن "إخواننا في المهجر أظهروا إِبّان الثورة، بطولات محيرة أكدت مدى ارتباطهم بمصير شعبهم، وعبّروا عن حسهم الوطني فكانوا النّفس الثاني للشعب الجزائري، ممثلين إياه خير تمثيل أمام العالم، حيث عملوا على كسب تعاطف الشعوب وعرّفوا بالقضية الوطنية، ممهدين الطريق للاعتراف الدولي بالثورة الجزائرية". وذكر الوزير، بأن الجالية الجزائرية في المهجر اليوم، لا تزال على خطى الأسلاف مشبّعة بقيم الوطنية والنضال حيثما وجدت، وأشار إلى أن أفرادها بقوا على العهد مهما تبدلت الأزمان وبعدت المسافات، "فترى علم الجزائر يرفرف في كل المحافل الدولية، علمية، ثقافية، رياضية"، مشيدين بتضحيات المليون ونصف المليون شهيد ومعتزين بهويتهم وممتنين لحياة الحرية والاستقلال التي ينعمون بها اليوم. وإذ دعا إلى الإبقاء على نضال الشعب متواصلا "لكن في ساحات العلم والمعرفة والبناء ومعركة الحرية المستمرة على جبهات حفظ ذاكرة الأسلاف وصون أمانة الشهداء"، اغتنم السيد دحمون، الفرصة ليهنّئ أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر بهذه الذكرى الوطنية التي تخلّد كفاح الأسلاف، مؤكدا مسؤولية هذه الجالية اليوم مسؤولية عظيمة على اعتبار أن الجزائر يبنيها ويصونها جميع أبنائها في الداخل والخارج. وأشار في هذا السياق إلى أن الجزائر تدعو اليوم من جديد أبناءها إلى إعلاء راية الوحدة والانضواء تحت لواء الوطنية للحفاظ على مكتسبات ثورتنا المجيدة، مبرزا التواصل الدائم لهذه الفئة مع الوطن، واطلاعها بكل ما يمر به من أحداث، ملبية النداء ومقدمة دروسا في الوعي السياسي والسلم والتحضر.. وحاملة نفس شعارات إخوانها بأرض الوطن، مساندة إياهم ومبرزة حقيقة المطالب الشعبية التي يرددها أبناء هذه الأرض الطيبة ردا على المحاولات اليائسة في زعزعة الاستقرار الداخلي للوطن، ومفَنِدِة كل ما قد ينقل على يد انتهازيين وأعداء يتربصون بنا. واعتبر وزير الداخلية، أن الوقت حان "لأن تتبوأ جاليتنا في المهجر دورها الحقيقي في بناء الوطن، فعلاوة على الدور السياسي الذي تلعبه، لا بد أن تأخذ نصيبها وأن تساهم في بناء جزائر الغد، وأن تشارك بعرض رؤيتها في وضع استراتيجيات تنموية واقتصادية ناجعة في المستقبل مثلهم مثل كل شرائح المجتمع"، معربا عن استعداد الحكومة لبذل كل المجهودات لتوفير الأطر والآليات التي تُسهِل مشاركة أفراد الجالية الوطنية في تنمية البلاد وتوفير كل الظروف الملائمة لعودتهم. وقدر في المقابل بأنه من واجب الحكومة والشعب الالتفات بكل وعي ومسؤولية "نحو أبنائنا المغرر بهم، الذين اتخذوا من قوارب الموت طوق نجاة، واعتقدوا أن الهجرة غير الشرعية هي خلاصهم من قساوة الظروف والإحباط واليأس"، داعيا في هذا الصدد إلى توعية الشباب وتسليحهم بالعزيمة والإيمان، "وأن نغرس فيهم حب الوطن والأمل كما كان أسلافهم من قبل". وبعد أن استغل المناسبة التاريخية ليؤكد أن أمجاد الجزائر يصنعها كل أبنائها داخل الوطن وخارجه، أكد السيد دحمون، أن الانتخابات المقبلة "ستكون أولى الخطوات في تجسيد دولتنا المتكاملة، وستكون لا محالة الرد الصريح والصارخ عن الإرادة الحرة لجاليتنا الوفية لقيمها وشعبنا الصامد، فكل أبناء الوطن عازمون على صنع عرس وطني تكسر به الأصوات الناعقة وتكبل من خلاله أيادي الفتنة التي تتخبط هنا وهناك"، مشيرا إلى أن "ما ينتظرنا هو العمل على الحوار والمشاركة الفعلية والفعالة من أجل تجسيد مستقبل يليق بأحفاد ثوارنا الأبرار". في الأخير أعرب الوزير، عن يقينه بأن أفراد الجالية الوطنية في المهجر سيشاركون بقوة في انتخابات 12 ديسمبر 2019 "وسيوصلون صوتهم بنفس الإصرار والقوة التي عرفوا بها دوما، وستكون لهم كلمتهم في المعترك الانتخابي المقبل".