* email * facebook * twitter * linkedin أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس، أن الجزائر ستتخذ إجراء مع السلطات السعودية لتسهيل عملية الدفع الالكتروني لفائدة المعتمرين، لتحقيق الانسجام مع المنصة الالكترونية. مذكرا بأن وزارة المالية بعثت بتعليمة للبنوك لتسريع وتيرة فتح الحسابات البنكية بالعملة الصعبة وإرسالها للوكالات السياحية بشكل سريع حتى تيسر على المعتمرين أمر التسديد. وأوضح السيد بلمهدي في تصريح للصحافة، على هامش إشرافه على انطلاق القوافل العلمية لقطاع الشؤون الدينية، بدار الإمام بالجزائر العاصمة، أنه لا يوجد تأخر كبير بالنسبة لعملية الدفع الالكتروني المتعلقة بتسديد تكاليف العمرة، وذلك ردا على تخوف العديد من الجزائريين من تأخر رحلاتهم لهذا السبب. وأعلن الوزير بأن وزارة الشؤون الدينية وبالتنسيق مع السلطات السعودية ستتخذ إجراءات لتذليل هذه المشاكل من أجل التمكن من الانسجام مع الأرضية الالكترونية. وذكر في هذا الصدد بأن وزارة المالية قامت بمراسلة كل البنوك الوطنية في 27 أكتوبر المنصرم، وطلبت منها تسهيل إجراءات فتح الحسابات البنكية بالعملة الأجنبية لصالح الراغبين في أداء مناسك العمرة، مع إرسال أرقام هذه الحسابات في ظرف وجيز للوكالات السياحية المسجلين بها، حتى يتمكنوا من تسديد مستحقات سفرهم في أقرب وقت ممكن. وفي رده على سؤال يتعلق بالتأخر المسجل في للعملية، قال الوزير إن "التأخر ربما مس فئة قليلة فقط من الوكالات وليس كلها، حيث تم هذه السنة الترخيص ل14 وكالة سياحية من ضمن 182 وكالة سحبت دفتر الشروط، لتنظيم رحلات للبقاع المقدسة خلال موسم العمرة"، مذكرا بأن أول رحلة بعنوان هذا الموسم تنطلق اليوم على متن طائرتين من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة. كما طمأن الوزير الراغبين في أداء مناسك العمرة، بأن العمرة ليست الحج ولهم متسع من الوقت لأدائها بأريحية، "باعتبار أن تسجيل تأخر معين لن يحرمهم من أداء ركن معين كما هو في الحج"، معبرا في المقابل عن تفهمه للمواطنين الراغبين في حضور ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالبقاع المقدسة، حيث طمأنهم بأن "الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام سيكون طيلة الشهر وليس في يوم واحد فقط، وسيتمكن المعتمرون من زيارة قبره، مهما كان التاريخ الذي يصلون فيه إلى البقاع المقدسة". في موضوع آخر، فند وزير الشؤون الدينية والأوقاف ما أسماه ب«الشائعات" التي تتداول حول الاعتداء على بعض ممارسي الديانات الأجنبية، حيث قال بأن القانون الجزائري يسمح للأجانب بممارسة شعائرهم الدينية بدون أي إشكال، شريطة الالتزام بما ينص عليه القانون، "حيث يجب على المعني بالأمر التقدم لإيداع ملفه أمام الجهات المختصة ويمارس شعائره بكل حرية وفقا لما ينص عليه القانون"، مضيفا في هذا السياق، أن "بعض الأشخاص الذين يروجون لهذه الأفكار لم يتقدموا أصلا ولم يودعوا ملفات لتسوية وضعيتهم". كما نفى الوزير إمكانية ممارسة أي ضغوطات على الجزائر على خلفية الضجة التي رافقت هذا الموضوع من أي جهة، حيث قال بصريح العبارة "الجزائر دولة مستقلة وسيدة ولا يوجد من يضغط عليها"، مضيفا أن "هذا الحديث مجرد شائعات تم تداولها عن قصد أو من دون قصد من طرف بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي". وفي رده عمن يروج لفكرة أن التيار العلماني يشوش على الفكر الديني في الجزائر، قال نفس المسؤول، بأنه "لا خوف على الإسلام والوطنية في الجزائر، فهما محصنين وسيستمران"، ملحا في هذا السياق على ضرورة حماية المرجعية الدينية للجزائر من الأفكار الدخيلة والهدامة التي لا تريد الخير للبلاد. وشدد الوزير في هذا الإطار على أهمية دور علماء الجزائر في حماية هذه المرجعية وتحصينها من الفتاوى الأجنبية التي تبث عبر الفضائيات، "والتي لا تتماشى مع مرجعيتنا ومذهبنا المالكي ولا مع هويتنا الوطنية وقيمنا"، موضحا أن "الجزائريين مطالبين اليوم بالالتفاف حول المشايخ ومنح ثقتهم لكل ما هو محلي، باعتبار أن الجزائر تملك قائمة لا بأس بها من علماء الدين، القادرين على توجيه المجتمع وتحصينه وحماية مرجعيته الدينية". كما أكد بلمهدي في سياق متصل، بأنه بات من الضروري اليوم إحياء البعد العلمي لعلماء الجزائر لحماية الوطن بدينه وهويته وقيمه عن طريق التضامن والتكاثف لحماية الوحدة الوطنية. ولتجسيد هذا المسعى جاءت عملية إطلاق القوافل العلمية التي تجوب في مرحلة نموذجية، أربع ولايات، على أن يتم تعميمها مستقبلا على باقي ولايات الوطن لنشر الموعظة ومبادئ الدين وقيمه الأساسية من تسامح وسلام وأخوة بعيدا عن العنف والتهديد، اقتداء بقوافل النور التي كانت تجوب العالم لنشر الإسلام وتنوير الناس بأسلوب سلمي بعيدا عن العنف والسلاح أو محاولة تغيير لغات الناس وحضاراتهم. وتوجهت القوافل الأربع التي تم إطلاقها أمس من دار الإمام بالعاصمة إلى ولايات الطارف، البويرة، تمنراست وأدرار، حيث تحمل كل قافلة موضوعا خاصا، منها "التكافل الوطني والتضامن الاجتماعي"، بالنسبة لقافلة الطارف، "الشباب ومبادئ أول نوفمبر"، بالنسبة لقافلة البويرة، "القيم الوطنية والخطاب المسجدي"، بالنسبة لقافلة تمنراست فيما حملت قافلة أدرار موضوع "أعلام الجزائر".