كشف «الشيخ بربارة» المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن وزارة السياحة فتحت تحقيقا معمقا، حول الوكالات السياحية غير المعتمدة التي تقوم بالتحايل على المعتمرين، وتوعدت الوزارة الوكالات بالمنع من ممارسة النشاط مرة أخرى في حالة التأكد من ارتكاب تجاوزات، كما حرصت على تأكيد ملاحقتها للمتلاعبين بالراغبين في أداء العمرة من خلال الترويج لوكالاتهم عن طريق لافتات إشهارية. جدد «الشيخ بربارة»، في ندوة صحفية عقدها بدار الإمام بالمحمدية بمناسبة اليوم الإعلامي الخاص بالوكالات السياحية المعتمدة لتنظيم العمرة، تحذيراته للوكالات السياحية التي لا تحترم دفتر الشروط المبرم معها وتساهم كل موسم في رسم صور الفوضى بالأراضي السعودية، وهددها بمتابعات قضائية بتهمة الإساءة إلى ضيوف الرحمن، وأشار إلى أن الديوان قام بإقصاء خمس وكالات شوهت صورة الجزائر وألقت بالمعتمرين للمجهول، وحذّر «بربارة» الوكالات من مغبة الاعتماد على مرشدين غير معتمدين من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، قائلا «لن نسمح بإيفاد أشخاص لا صلة لهم بالإرشاد الديني ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يحاول زرع قناعاته الدينية بين المعتمرين بعيدا عن المرجعية الجزائرية»، وطالب «بربارة» بالعمل على تجنب التنقل إلى البقاع المقدسة انطلاقا من دول أجنبية خاصة مع الفضائح التي نال فيها الجزائريون نصيبا كبيرا من الإهانة أثناء تنقلهم عبر مصر، تونس، سوريا، تركيا وقطر. وفي سياق آخر أكد المسؤول أن الديوان الوطني للحج والعمرة أقصى 5 وكالات سياحية شاركت في موسم العمرة الماضي بسبب المخالفات الخطيرة التي قامت بها، فيما تم إنذار وكالات أخرى ارتكبت أخطاء أو أخلت بالعقد المبرم بينها وبين الديوان، مشيرا إلى أن ذلك جاء كإجراء عملي على الإهمال والإهانة التي لحقت ب 22 ألف معتمر، كما أن التحقيقات كشفت تورط الوكالات المعنية في الفوضى التي لحقت بعملية عودة المعتمرين الجزائريين السنة الماضية. وحذّر المسؤول ذاته الوكالات من بيع التأشيرات لوكالات أخرى لم تشارك في عملية التكفل بالمعتمرين بمبالغ خيالية، وهو الأمر الذي سمح بتسلل وكالات غير مرخص لها بالمشاركة في عملية تنظيم العمرة الأمر الذي ينتهي –حسبه- إلى إهمال المعتمرين وتشريدهم في مطارات السعودية. وأقر المسؤول ذاته بالفشل في التوصل إلى حل يمكن المعتمرين من أداء شعيرتهم دون الوقوع في فوضى التحويلات المالية، خاصة وأن الوكالات السياحية تفرض عليهم دفع تكاليف العمرة بالعملة الأجنبية والوطنية مناصفة، موضحا أنه راسل البنك المركزي الجزائري لوقف التحويلات المالية الموجهة إلى السعودية. وأبدى المسؤول تخوفه من تهديم 35 عمارة الموسم القادم منها مقر البعثة الجزائرية والتي قال إن «الحج مستقبلا سيكون صعبا بالنسبة لحجاجنا الميامين خاصة كبار السن وعلى الحاج الجزائري أن يتهيأ من الآن نظرا لبعد المسافة عن الحرم المكي».