رغم أن الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، وضعت المرتبة 16 كهدف أساسي لمشاركة "الخضر" في البطولة العالمية التي احتضنتها كرواتيا من 16 جانفي الفارط إلى الفاتح فيفري الجاري، إلا أن اكتفاء زملاء شبهور رياض بالمركز 19 حمل معه ايجابيات كثيرة على كافة المستويات، وظهر ذلك جليا في دورة كأس الرئيس الترتيبية، حيث انتزعوا أربعة انتصارات متتالية أمام فرق أجرت استعدادات في المستوى مقارنة بتلك التي قامت بها النخبة الوطنية، حيث اقتصر برنامجها الإعدادي على المشاركة في دورتين، الأولى بالدوحة القطرية في شهر نوفمبر الماضي، أنهاها أشبال كمال عقاب في المركز الأخير بعد انهزامهم أمام على التوالي: قطر (29 - 27)، نادي ايفري ( 27 -26) ثم تونس (28 - 25)، والثانية هي دورة بارسي الفرنسية التي جرت من 9 إلى 12جانفي الفارط، واحتلوا فيها المرتبة الأخيرة أيضا . هذا الانطباع لمسناه في تصريحات المدرب الوطني كمال عقاب الذي قال: "النخبة الوطنية وبعدما انهزمت في كامل لقاءاتها في الدور الأول أمام بولونيا (39 - 22)، مقدونيا ( 32 -19)، ألمانيا (32 - 20)، روسيا (27 - 28) و تونس(36 - 25) تداركت الوضع في كأس الرئيس بالفوز في كل المباريات الترتيبية ضد كل من مصر (22 - 28)، البرازيل (27 - 28)، السعودية (30 - 27) وكوبا (34 -27)، وهي نتائج رائعة بالنسبة لفريق عانى كثيرا من نقص التحضيرات". وتابع في نفس السياق: "هذا المنتخب يتشكل من لاعبين شبان واعدين، واعتقد بأن منحه الرعاية اللازمة من خلال برمجة تربصات إعدادية مكثفة ومباريات ودية سيكسب شهبور ورفاقه تجربة أكبر تسمح لهم باللعب مع أصحاب المستوى العالي بدون عقدة". وأوضح عقاب أن المواجهات الترتيبية أكدت الإمكانات التي يتمتع بها لاعبونا، الذين كان رد فعلهم رائعا فوق الميدان بدليل أنهم تمكنوا من كسر شوكة المصريين، وهو انجاز يبعث لوحده على التفاؤل. من جهته، اعتبر رئيس الاتحادية للعبة المنقضي ولايته السيد علاوة دقسي، أن بطولة العالم تعد محطة تحضيرية هامة لعناصر المنتخب الوطني، استعدادا للمنافسات المقبلة في مقدمتها الألعاب المتوسطية، حيث قال: "يتوجب على النقاد عدم الإفراط في الانتقاد السلبي لمشاركة "الخضر"، مادامت التحضيرات لم تكن في مستوى هذا الموعد العالمي الكبير، فضلا عن تشبيب المنتخب بنسبة كبيرة، حيث يضم في تعداده لاعبين يخوضون غمار المونديال لأول مرة" . أما وزير الشباب والرياضة الأسبق السيد عزيز درواز، فأكد أن بداية المنتخب الوطني في المونديال كانت غير موفقة، حيث عجز عن الصمود ضد المنتخب البولوني رغم استطاع مجاراته في العشرين دقيقة من الشوط الاول". وأضاف موضحا: "نفس السيناريو تكرر في المباراة الثانية ضد مقدونيا ولكن في المباراة الثالثة استطاع المنتخب أن يقف الند للند أمام الألمان. الذين حسموا الموقف بفضل خبرتهم. وفي المواجهة الرابعة أمام روسيا غير المدرب كمال عقاب نهجه التكتيكي الذي تعامل معه اللاعبون جيدا، وكانت النتيجة أداء جميلا رغم الهزيمة بفارق إصابة واحدة (( 27- 28. لكن للأسف أن هذه الاستفاقة لم تتأكد، حيث تلقى زملاء برياح هزيمة ثقيلة ضد تونس" . وخلص المتحدث قائلا، أن كرة اليد الجزائرية مازالت مريضة فعلا وتحتاج إلى علاج جذري لاعادة بنائها حتى تستعيد مجدها الضائع، وذلك بوضع استراتيجية واضحة المعالم تمنح الأولوية بالنسبة للفريق الوطني للتربصات خارج الوطن والمشاركة في دورات دولية عديدة قصد مواكبة المستويات العالمية، إلى جانب تسوية المشكل الكبير والمتمثل في عدم استقرار التشكيلة، حيث أن اللاعبين يغيرون الفرق باستمرار .