تعتزم المديرية العامة للغابات إطلاق برنامج لإدماج السكان الذين يقطنون بالقرب من المناطق الرطبة من خلال إنجاز مشاريع جوارية للتنمية الريفية المدمجة حسب ما أفاد به أمس المدير العام لهذه الهيئة السيد عبد المالك تيتاح. ويندرج هذا البرنامج في إطار عقود النجاعة حول التجديد الريفي التي وقعت مؤخرا من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والمديرية العامة للغابات التي تشرف علي هذه العملية. وقد تم برمجة نحو 12.000 مشروع جواري للتنمية الريفية المدمجة في إطار هذه المشاريع التي تمتد آجال انجازها على مدى خمس سنوات (2009-2014). وقال السيد تيتاح خلال ندوة صحفية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي أقيم بموقع بحيرة الرغاية (العاصمة) المصنفة في قائمة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية أن "بعض هذه المشاريع ستنجز حول المناطق الرطبة". وحسب نفس المسؤول يرمي هذا البرنامج إلى "التكفل بانشغالات السكان المجاورين لهذه المناطق أي تعزيز نشاطاتها التي تكتسي أساسا طابعا فلاحيا". وأضاف أن البرنامج يتضمن كذلك انجاز مشاريع سياحية بهدف تحسين ظروف حياة السكان وتثبيتهم في مواقعهم". وأوضح السيد تيتاح أن "الأمر يتعلق أيضا بإشراك السكان وإدماجهم في التسيير العقلاني لهذه المسطحات المائية التي قد تتعرض للجفاف إذا ما تم استغلالها استغلالا مفرطا". وحسب نائبة مدير الحظائر الوطنية والتشكيلات النباتية الطبيعية بالمديرية العامة للغابات السيدة غنية بساح تم إدراج 23 منطقة رطبة ضمن برنامج التنمية الريفية بالنسبة للسنوات الخمس المقبلة. وأوضح ذات المصدر انه من المرتقب القيام بعديد الأعمال منها إنجاز نقاط مائية ومراكز مراقبة وإنشاء مناطق رعوية وتثبيت الكثبان الرملية و غرس أشجار مقاومة للرياح. كما أشار السيد تيتاح إلى أن المديرية العامة للغابات بصدد إعداد مخططات لتسيير بعض المناطق الرطبة خلال السنوات الخمس المقبلة. وفيما يخص بحيرة الرغاية التي تعرف مشاكل تلوث جراء المياه القذرة لوادي الرغاية أكد مدير العام للغابات أن مشروع إنجاز محطة لتصفية المياه تقع في أعلى البحيرة سيستكمل قريبا وسيسمح بالتخفيف من الظاهرة. ويعد وادي الرغاية وعاء للروافد التي تلقي بالمياه المستعملة علاوة على مياه المنطقة الصناعية الواقعة على بعد مسافات من البحيرة التي تتربع على مساحة 75 هكتار. كما أعرب المسؤول عن التنوع الحيواني والنباتي لدى المديرية العامة للغابات عن أسفه لكون هذه الظاهرة قد أدت إلى اختفاء عديد الأنواع من حيوانات البحيرة. في ذات الصدد ذكر السيد تيتاح أن قانون سنة 2006 حول المناطق الرطبة قد سمح بحماية 23 نوعا من الأسماك المهددة بالانقراض معربا عن أسفه لكون غالبية هذه الفضاءات معرضة حاليا لأخطار التلوث على غرار منطقتي المنيعة وورقلة. وقد تم إحصاء 451 1 منطقة رطبة في الجزائر منها 762 طبيعية و689 اصطناعية. كما يوجد على مستوى الوطن 42 موقعا مصنفا في قائمة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية و تتربع على مساحة تقدر بحوالي 3 ملايين هكتار. في ذات الصدد هناك مشروع لتصنيف 18 موقعا جديدا قيد الاستكمال من اجل بلوغ مساحة 5ر3 مليون هكتار. وقد تم تنظيم عديد النشاطات الثقافية والتربوية على مستوى موقع الرغاية بمناسبة هذا اليوم العالمي من خلال معارض ومداخلات موجهة خاصة للأطفال حول أهمية الفضاءات الرطبة والمحافظة عليها. (وأج)