* email * facebook * twitter * linkedin انقضت الآجال القانونية للحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر أمس، بعد ثلاثة أسابيع من التنافس بين المترشحين الذين عكفوا خلالها على "التسويق" لبرامجهم الانتخابية وما تتضمنه من "مفاتيح" لحل الأزمة التي تمر بها البلاد. أبرز ما ميز الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر، إلزام المترشحين لها بالتقيد ب«ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية"، الذي حدد جملة من الضوابط المتعلقة بسير العملية الانتخابية الرامية إلى ضمان نزاهتها وتكريس مبدأ المساواة بين المترشحين، مع منع كل التصرفات التي من شأنها المساس بمصداقيتها، في حين اجتهد كل مترشح على مغازلة الناخبين واستمالتهم خلال التجمعات التي نشطوها عبر ولايات الوطن بتقديم الوعود والاستماع الى الانشغالات الحيوية لاسيما ذات الطابع الاجتماعي. كما انفردت هذه الحملة أيضا بتنظيم مناظرة تلفزيونية بين المترشحين للاستحقاق الرئاسي، تعد الأولى من نوعها في الجزائر، حيث عمل المعنيون طيلة ما يربو عن الثلاث ساعات على استعراض مقترحاتهم التي تخص كل القطاعات في محاولة لإقناع الجزائريين بأنها الأفضل والأجدى لتجاوز الأزمة متعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد. وفي تقييمه لمختلف المراحل التي مرت بها الحملة الانتخابية، يرى الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر رضوان بوهيدل أن بدايتها كانت "حذرة" نتيجة وجود "التخوف من الصدام مع الحراك الشعبي الذي يضم بين صفوفه رافضين لإجراء هذه الانتخابات في الظروف الحالية"، مشيرا إلى أن ذلك دفع بالمترشحين إلى "محاولة استمالة الرافضين"، الأمر الذي جعل خطاباتهم السياسية "تطغى عليها السطحية و الدعوة إلى الذهاب إلى الصندوق أكثر من الحديث عن البرامج". غير أنه و مع مرور الوقت ومع حلول أسبوعها الثاني، شرع المترشحون في "إعطاء عمق" لخطاباتهم، من خلال التركيز على "مغازلة الكتلة الصامتة التي يمكنها اتخاذ موقف في آخر لحظة من الاقتراع" والمراهنة عليها وهو الخيار الذي تأكد خاصة في ظل "صعوبة كسب المعارضين لتنظيم الانتخابات" يقول المتحدث. أما الأسبوع الثالث والأخير من الحملة الانتخابية فقد تميز بتسارع الوتيرة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو الفضاء الذي حاول فيه المترشحون صنع الفارق، خاصة مع "تشابه النقاط المطروحة من قبلهم". وبخصوص المناظرة التلفزيونية المنظمة من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، يرى بوهيدل بأنها كانت "شكلية ورمزية أكثر من أي شيء آخر"، كونها تميزت، حسبه، ب«الجمود والعمومية"، غير أنها تظل رغم ذلك تجربة أولى يجدر تثمينها، حتى تصبح تقليدا في المستقبل ، يتم فيه جمع الخصوم السياسيين على طاولة واحدة. من جهته، رفض الخبير محمد لخضر محاولة البعض اضفاء الطابع القاتم على مجريات الحملة الانتخابية، مؤكدا أنه على الرغم من أن الوعود المقدمة من جانب المترشحين كانت "افتراضية نوعا ما ومفرطة بالنظر إلى الأزمة التي تتخبط فيها البلاد"، إلا أن "المحاكمات الجارية في حق المتورطين في ملفات الفساد أبانت عن أن الجزائر تمتلك الموارد المالية ليبقى على الرئيس المقبل التصرف بحكمة ورشد من أجل تسييرها بغية الخروج من الأزمة". كما شدد أيضا على أن رسم صورة موضوعية عن القبول الشعبي لهذه الانتخابات يستلزم الاعتماد على رؤية شاملة لسير الحملة الانتخابية تتجاوز الجزائر العاصمة والمدن الكبرى. وتوقف في هذا الإطار عند "الصدى" الذي أظهرته التجمعات الشعبية عبر العديد من الولايات خلافا لولايات أخرى، مستطردا بالقول، "الجزائر العاصمة ليست الجزائر العميقة".