* email * facebook * twitter * linkedin أبرزت الطبعة الثامنة والعشرون من معرض الإنتاج الوطني، توجه عدد من الصناعيين إلى الاستثمار في المنتجات البيولوجية، المتميزة باستخدام مواد طبيعية مائة بالمائة، حيث يتسع نطاق هذا النوع من الصناعة ببلادنا ليشمل مجالات متعددة، الفلاحية منها والتجميلية والطبية. ويستقطب هذا النوع من المواد مزيدا من المستهلكين الباحثين اليوم أكثر من أي وقت مضى عن منتجات تستجيب لشروط الصحة والسلامة، مع تنامي الوعي بالأضرار الناتجة عن استهلاك بعض المواد المصنعة. وشارك عدة عارضين في هذه الطبعة بمنتجات يقال إنها "بيو"، تتفاوت بين المواد الاستهلاكية ومواد فلاحية ومنتجات تجميلية، قاسمها المشترك أنها مصنعة من مواد طبيعية، كما يؤكد أصحابها، الذين يلعبون على هذا الوتر "الموضة" التي تنتشر بسرعة في العالم ككل، كما يلعبون على هوس الزبائن بالبحث عن حلول لمشاكلهم الصحية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة. وضمن هذا المنظور، شرعت شركة "بيوسورس" في صناعة الزيوت الأساسية والزيوت النباتية والنكهات الطبيعية المستخدمة لأغراض صحية وتجميلية، ولأول مرة شرعت في إنتاج زيت بذور القرع، الذي يعرف بمزاياه الطبية، لاسيما لمعالجة مشاكل البروستات وحتى العقم لدى النساء. وفي تصريح ل"المساء"، أوضحت السيدة عبير محمد إبراهيم مديرة مشروع بالشركة، أن هذه الأخيرة تعمل منذ إنشائها في 2013 على تثمين النباتات الطبية، حيث تعمل على مستوى المزرعة البيداغوجية لزرالدة التابعة للشركة وكذا مخبرها وورشاتها المختلفة في الجزائر العاصمة وتيبازة، لاستخلاص الزيوت الأساسية والنباتية. ومنذ نشأتها، تم التركيز على استخلاص بعض الزيوت ولاسيما زيت بذور التين الشوكي وتقطير النباتات الطبية، كما أن الشركة تمتلك أراضي زراعية ومشاتل وبيوت بلاستيكية، تقوم بزراعة حاجياتها من البذور والنباتات على مستواها، فضلا عن تكوينها لشراكات مع بعض الفلاحين لتزويدها بمختلف النباتات أو البذور التي تحتاجها، لكن باشتراط أن تكون موافقة لجملة من المعايير، أهمها عدم استخدام المبيدات الحشرية وأي مواد كيميائية في زراعة هذه النباتات. ويتم العمل حاليا حسب محدثتنا على تجربة أنواع جديدة من زيوت البذور، من بينها زيت بذور القرع، التي تم الشروع في إنتاجها حديثا، إضافة إلى بذور أخرى كالسمسم والحبة السوداء وحتى زيوت الجوز والبندق. وتم وفقا لتصريحات السيدة محمد إبراهيم جلب آلات تعمل بتقنية الضغط البارد من المغرب لاستخلاص الزيوت من مختلف البذور ولاسيما القرع، وذلك لأول مرة ببلادنا، حيث تمت تجربة ذلك باستخدام بذور مستوردة من مصر، إلى حين الاتفاق مع فلاحين لتزويد الشركة ببذور مصنوعة محليا. وتؤكد محدثتنا على أهمية هذا النوع من الزيوت للصحة، موضحة أن التجربة التي تمت كانت ناجحة وتبشر بمردودية كبيرة، في وقت سجل طلب هام على زيت بذور القرع ببلادنا وحتى بالخارج. وتقول إن الدراسات التي تمت في هذا المجال، تؤكد أن هذا الزيت فعّال جدا في معالجة مرض البروستات، إضافة إلى فوائد أخرى في المجال التجميلي لاسيما في معالجة مشاكل الجلد والشعر لأنه غني بالأحماض الدهنية، المفيدة للصحة وكذا البروتينات. وتوجه هذه الزيوت لتباع في حالتها الخام، للصناعيين والصيادلة والمختصين في التجميل، وكذا المختصين في العلاج بالنباتات، حيث أكدت وجود طلب هام على هذه المنتجات على المستوى المحلي، ما دفع الشركة إلى برمجة مشاريع أخرى في هذا المجال، كاشفة عن التوجه لاستخلاص زيت بذور الرمان وزيت بذور العنب مستقبلا، وهي معروفة بخصائصها الطبية الكبيرة باعتبارها مضادات أكسدة من النوع الرفيع. كما سيتم العمل على تطوير الصادرات، بعد نجاح عمليات قامت بها نحو أوروبا شملت الزيوت الأساسية والزيوت النباتية لاسيما بذور التين الشوكي المطلوب كثيرا في أوروبا. وبالنسبة لإفريقيا، قالت المتحدثة إنه لم يتم الاتجاه بعد إلى هذه السوق، مؤكدة إمكانية القيام بذلك في حال وجود طلب.